الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        ( قوله : لا يشم ريحانا لا يحنث بشم ورد وياسمين ) ; لأن الريحان عند الفقهاء ما لساقه رائحة طيبة كما لورقه ، وقيل في عرف أهل العراق اسم لما لا ساق له من البقول مما له رائحة مستلذة وقيل اسم ما ليس له شجر ، وعلى كل فليس الورد والياسمين منه ، وإن كان في اللغة اسم لكل ما طاب ريحه من النبات ، وفي فتح القدير والذي يجب أن يعول عليه في ديارنا إهدار ذلك كله ; لأن الريحان متعارف لنوع وهو ريحان الحماحم ، وأما الريحان الترنجي منه فيمكن أن لا يكون ; لأنهم يلزمونه التقييد فيقال ريحان ترنجي وعندنا يطلقون اسم الريحان لا يفهم منه إلا الحماحم فلا يحنث [ ص: 402 ] إلا بعين ذلك النوع . ا هـ .

                                                                                        وما قاله هو الواقع في مصر ويشم بفتح الياء والشين مضارع شممت الطيب بكسر الميم في الماضي هذه هي اللغة المشهورة الفصيحة . وأما شممته أشمه بفتح الميم في الماضي وضمها في المضارع فقد أنكرها بعض أهل اللغة ، وقال هو خطأ وصحح عدمه فقد نقلها الفراء وغيره ، وإن كانت ليست بفصيحة ثم يمين الشم تنعقد على الشم المقصود فلو حلف لا يشم طيبا فوجد ريحه لم يحنث ، ولو وصلت الرائحة إلى دماغه كذا في فتح القدير .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية