الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أرأيت لو كان في الحصن الذي حصره أهل الإسلام ذراري المشركين ونساؤهم وليس فيهم من أهل الإسلام أحد ، ترى أن ترسل عليه النار فيحرق الحصن وما فيه أو يغرقوه ؟ قال : لا أقوم على حفظه وأكره هذا ولا يعجبني .

                                                                                                                                                                                      قلت : أليس قد أخبرتني أن مالكا قال : لا بأس أن تحرق حصونهم ويغرقوا ، قال : إنما ذلك إذا كانت خاوية ليس فيها ذراري وذلك جائز ، وإن كان فيها الرجال المقاتلة فأحرقوهم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا بأس بذلك . ابن وهب عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن عبد الله بن عباس أن الصعب بن جثامة قال : يا رسول الله إن الخيل في غشم الغارة تصيب من أولاد المشركين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { هم منهم أو هم مع الآباء } أخبرنا هشام بن سعد عن ابن شهاب مثله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن إسماعيل بن عياش : قال : سمعت أشياخنا يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى أهل الطائف بالمنجنيق ، فقيل له : يا رسول الله إن فيها النساء والصبيان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { هم من آبائهم } .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية