الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الرجل يرسل كلبه أو بازه على الصيد فيطلبه ساعة ثم يرجع الكلب ، ثم يعود في الطلب فيأخذ الصيد فيقتله ، أيؤكل أم لا وهل ترى رجوعه عن صيده قطعا لإرساله أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا ، وأرى إن كان إنما ضل عنه صيده فعطف الكلب أو الباز كما تصنع الجوارح إذا ضل عنها صيدها ، طلبته يمينا وشمالا وعطفت كل ذلك في الطلب ، فهي على إرسالها ما دامت بهذه الحال ، فأما إن مر الكلب بكلب مثله . فوقف يشمه ، ومر على جيفة فوقف يأكل منها أو ما أشبه هذا ، أو يكون الطير عجز عن صيده فيسقط على موضع أو عطف راجعا لما عجز عن صيده ، فهذا تارك لما أرسل فيه وقد خرج من الإرسال الأول ، فإن كان لما عطف راجعا تاركا للطلب أبصر ذلك الصيد فطلبه أو لما رجع عاجزا عن صيده تاركا للطلب نظر إليه بعد ذلك فطلبه ، فهذا ابتداء منه وليس بإرسال ، وكذلك هذا في الكلاب ولم أسمع هذا من مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية