الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألنا مالكا عمن كان في القبائل مثل المعافر أو أطراف الفسطاط فخشي إن ذهب يتوضأ أن تطلع عليه الشمس قبل أن يبلغ الماء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يتيمم ويصلي . قال : وسألنا مالكا عن المسافر يأتي البئر في آخر الوقت فهو يخشى إن نزل ينزع بالرشا ويتوضأ يذهب وقت تلك الصلاة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فليتيمم وليصل .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أفيعيد الصلاة بعد ذلك في قول مالك إذا توضأ ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان هذا الرجل في الحضر أتراه في قول مالك بهذه المنزلة في التيمم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وقد كان مرة من قوله في الحضري أنه يعيد إذا توضأ .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت من كان في السجن فلم يجد الماء أيتيمم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهو قول مالك . قال : قد أخبرتك أن مالكا قال في الرجل في الحضر يخاف أن تطلع عليه الشمس إن ذهب إلى النيل وهو في المعافر أو في أطراف الفسطاط : إنه يتيمم ولا يذهب إلى الماء فهذا مثل ذلك ، وقال ابن القاسم : من تيمم في موضع النجاسة من الأرض موضع قد أصابه البول أو القذر فليعد ما دام في الوقت .

                                                                                                                                                                                      قلت له : هذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قد كان مالك يقول : من توضأ بماء غير طاهر أعاد ما دام في الوقت فكذلك هذا عندي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية