الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4927 154 - حدثنا علي ، حدثنا ابن علية ، عن حميد ، عن أنس قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام ، فضربت التي النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت ، فجمع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول : غارت أمكم ! ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله " غارت أمكم " .

                                                                                                                                                                                  وعلي هو ابن المديني ، وابن علية - بضم العين المهملة وفتح اللام وتشديد الياء آخر الحروف - هو إسماعيل بن إبراهيم الأسدي البصري ، وعلية اسم أمه - كانت مولاة لبني أسد . وحميد هو ابن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري .

                                                                                                                                                                                  والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله ( عند بعض نسائه ) هي عائشة رضي الله تعالى عنها .

                                                                                                                                                                                  قوله ( إحدى أمهات المؤمنين ) هي زينب بنت جحش ، وقال الكرماني : هي صفية ، وقيل زينب ، وقيل أم سلمة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( بصحفة ) هي إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها ، ويجمع على صحاف .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فلق الصحفة ) بكسر الفاء وفتح اللام ، جمع فلقة وهي القطعة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( غارت أمكم ! ) الخطاب للحاضرين ، والمراد بالأم هي الضاربة ، وقال صاحب التلويح : " غارت أمكم " يريد سارة لما غارت على هاجر حتى أخرج إبراهيم إسماعيل - عليهما الصلاة والسلام - طفلا مع أمه إلى واد غير ذي زرع . ثم قال : أو يريد كاسرة الصحفة وهو الأظهر .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فدفع الصحفة الصحيحة . . . ) إلى آخره ، وقال الكرماني : القصعة ليست من المثليات ، بل هي من المتقومات . ثم أجاب بقوله : كانت القصعتان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فله التصرف بما شاء فيهما .

                                                                                                                                                                                  قالوا : وفي الحديث إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيرة بما يصدر منها ; لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة . وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا أن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه ، وعن ابن مسعود رفعه : إن الله كتب الغيرة على النساء ، فمن صبر منهن كان له أجر شهيد . رواه البزار برجال ثقات .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية