الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4739 قال : وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج قال : وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : قال سعد بن عبيدة : أقرأ أبو عبد الرحمن من الإقراء يعني أقرأ أبو عبد الرحمن الناس في إمرة عثمان بن عفان إلى أن انتهى إقراؤه الناس إلى زمن الحجاج بن يوسف الثقفي ، وهذه مدة طويلة ، ولم يبين ابتداء إقرائه ولا انتهاء آخره على التحرير ، غاية ما في الباب أن بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج العراق ثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر ، وبين آخر [ ص: 44 ] خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة ، قوله : " قال : وذاك الذي " أي : قال أبو عبد الرحمن السلمي : وذاك إشارة إلى الحديث المرفوع ، أي : إن الحديث الذي حدث به عثمان في أفضلية من تعلم القرآن وعلمه حملني على أن أقعدني مقعدي هذا ، وأشار به إلى مقعده الذي كان يقرأ الناس فيه ، وفي الحقيقة مراده من المقعد الذي أقعد فيه منزلته التي حصلت له مع طول المدة ببركة تعليمه القرآن الكريم للناس ، وإسناده إليه إسناد مجازي ، ويؤيد ما ذكرنا صريحا ما رواه أحمد عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد جميعا ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة قال : قال أبو عبد الرحمن : فذاك الذي أقعدني هذا المقعد ، وقال الكرماني : وفي بعض نسخ البخاري : أقرأني بذكر المفعول وهذا أنسب لقوله وذلك ، أي : إقراؤه إياي هو الذي أقعدني هذا المقعد الرفيع والمنصب الجليل ، ورد عليه بعضهم بقوله : إن الكرماني كأنه ظن أن قائل وذاك الذي أقعدني هو سعد بن عبيدة ، وليس كذلك بل هو أبو عبد الرحمن ، ولو كان كما ظن للزم أن تكون المدة الطويلة سيقت لبيان زمان قراءة أبي عبد الرحمن لسعد بن عبيدة وليس كذلك ، وأيضا فكان يلزم أن يكون سعد بن عبيدة قرأ على أبي عبد الرحمن من زمن عثمان ، وسعد لم يدرك زمان عثمان ، فإن أكبر شيخ له المغيرة بن شعبة ، وقد عاش بعد عثمان خمس عشرة سنة انتهى ، قلت : ما قاله هو الصواب ، وقد تاه الكرماني في هذا وما اكتفى بنقله رواية أقرأني التي ما صحت حتى بنى عليها كلامه الذي صدر من غير روية .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية