الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4993 قال الليث : حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، سمعت أبا هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من لدن ثدييهما إلى تراقيهما ، فأما المنفق فلا ينفق شيئا إلا مادت على جلده حتى تجن بنانه وتعفو أثره ، وأما البخيل فلا يريد ينفق إلا لزمت كل حلقة موضعها فهو يوسعها فلا تتسع ، ويشير بأصبعه إلى حلقه .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " ويشير بإصبعه إلى حلقه " والليث هو ابن سعد .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر موصولا في الزكاة في باب المتصدق والبخيل فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة ، وقال هناك أيضا : قال الليث : حدثني جعفر عن ابن هرمز ، سمعت أبا هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : جبتان وسكت ، وهنا ساقه بتمامه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " جبتان " بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة ، وهناك جنتان بالنون موضع الموحدة ، وقد مضى الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من لدن ثدييهما " بالتثنية كذا في رواية أبي ذر ، وفي رواية غيره ثديهما بضم الثاء وكسر الدال وتشديد الياء جمع ثدي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلى تراقيهما " جمع ترقوة وهي العظم الكبير الذي بين ثغرة النحر والعاتق ووزنها فعلوه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا مادت " بتشديد الدال أصله ماددت فأدغمت الدال في الدال ، وذكر ابن بطال أنه مارت براء خفيفة بدل الدال ، ونقل عن الخليل مار الشيء يمور مورا إذا تردد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حتى تجن " بفتح أوله وكسر الجيم كذا ضبطه ابن التين قال : ويجوز بضم أوله وكسر الجيم من أجن وهو الذي ثبت في أكثر الروايات ، ومعناه تستر بنانه وهو أطراف الأصابع .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وتعفو " أي : تمحو من عفى الشيء إذا محاه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية