الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5001 50 - حدثني محمد بن بشار ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن هشام بن حسان ، حدثنا عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هلال بن أمية قذف امرأته فجاء فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ، ثم قامت فشهدت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه يتضمن اللعان والبادي فيه الرجل وابن أبي عدي هو محمد ، واسم أبي عدي إبراهيم أبو عمرو البصري ، وهلال بن أمية أحد الثلاثة الذي تخلفوا عن غزوة تبوك وتاب الله عليهم .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث مختصر من حديث طويل أخرجه في سورة النور بهذا الإسناد بعينه ، ومر الكلام فيه هناك مستوفى ، وقال ابن بطال : أجمع العلماء على أن الرجل يبدأ باللعان قبل المرأة لأن الله بدأ به فإن بدأت المرأة قبل زوجها لم يجز وأعادت اللعان بعده على ما رتبه الله عز وجل ونبيه صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقال ابن التين : فإن التعنت قبله صح مع مخالفة السنة ، قاله ابن القاسم وأبو حنيفة ، وقال أشهب والشافعي : لا يصح وتعيده .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن الله يعلم أن أحدكما كاذب " ظاهره يقتضي أنه إنما قاله بعد الملاعنة لأنه حينئذ تحقق الكذب ووجبت التوبة وذهب بعضهم إلى أنه قاله قبل اللعان لا بعده تحذيرا لهما ووعظا ، وقال بعضهم : وكلاهما قريب من معنى الآخر .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية