الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5325 9 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: "وعودوا المريض" وأبو عوانة الوضاح، ومنصور بن المعتمر، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو موسى عبد الله بن قيس.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في أول كتاب الأطعمة وفي النكاح أيضا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وفكوا العاني" أي: الأسير، وفكه تخليصه بالفداء، واستدل بعموم قوله: "وعودوا المريض" على مشروعية العيادة في كل مرض، واستثنى بعضهم الأرمد، ويرد عليه بما رواه أبو داود من حديث زيد بن الأرقم قال: عادني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من وجع كان بعيني.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: روى البيهقي والطبراني مرفوعا" " ثلاثة ليس لهم عيادة: العين والدمل والضرس ".

                                                                                                                                                                                  قلت: صحح البيهقي أنه موقوف على يحيى بن أبي كثير، ويستدل بعموم الحديث أيضا على عدم التقييد بزمان يمضي من ابتداء مرضه، وهو قول الجمهور، وجزم الغزالي في الإحياء بأنه لا يعاد إلا بعد ثلاث، وأسند إلى حديث أخرجه ابن ماجه، عن أنس كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث قلت: هذا ضعيف جدا، تفرد به مسلمة بن علي وهو متروك، وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: هو حديث باطل.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: لحديث أنس هذا شاهد من حديث أبي هريرة رواه الطبراني في الأوسط.

                                                                                                                                                                                  قلت: فيه راو متروك أيضا.

                                                                                                                                                                                  ويستدل بإطلاق الحديث أيضا على أن العيادة لا تقيد بوقت دون وقت، لكن جرت العادة بها في طرفي النهار، وترجم البخاري في الأدب المفرد "العيادة في الليل".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية