الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5330 وعادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أم الدرداء هذه زوجة أبي الدرداء عويمر، والمسجد مسجد المدينة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: أبو الدرداء له زوجتان كل منهما تسمى أم الدرداء، إحداهما أم الدرداء الكبرى اسمها خيرة بنت أبي حدرد اسمه عبد الله الأسلمي، كانت صحابية من فضلاء النساء وعقلائهن، ماتت بالشام في خلافة عثمان قبل أبي الدرداء بسنتين، والأخرى أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة بنت حيي الوصابية. وقال أبو عمر: لا أعلم لها خبرا يدل على صحبة أو رؤية، ومن خبرها أن معاوية خطبها بعد أبي الدرداء، فأبت أن تتزوجه، فأيتهما التي عادت رجلا من أهل المسجد من الأنصار؟

                                                                                                                                                                                  قلت: قال الكرماني: الظاهر أن المرادة ههنا الكبرى، وقيل: ليس كذلك بل هي الصغرى; لأن الأثر المذكور أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق الحارث بن عبيد، وهو شامي تابعي صغير لم يلحق أم الدرداء الكبرى، فإنها ماتت قبل موت أبي الدرداء في خلافة عثمان كما قلنا، قال: رأيت أم الدرداء على راحلة أعواد ليس لها غشاء تعود رجلا من الأنصار في المسجد، والصغرى عاشت إلى أواخر خلافة عبد الملك بن مروان، وماتت في سنة إحدى وثمانين بعد الكبرى بنحو خمسين سنة.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: قد جعل ابن منده وأبو نعيم وأبو مسهر خيرة وهجيمة واحدة.

                                                                                                                                                                                  قلت: قالوا: هذا وهم، والصحيح أنهما ثنتان كما ذكرنا، ولي فيه تأمل لا يخفى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية