الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5451 6 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وأبو الزناد بالزاي والنون عبد الله بن ذكوان، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز. والحديث من أفراده، وقد مر تفسير: "لا ينظر الله" عن قريب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من" يتناول الرجال والنساء في الوعيد المذكور على هذا الفعل المخصوص، فلذلك سألت أم سلمة عند ذلك بقولها: "فكيف تصنع النساء بذيولهن؟" على ما رواه الترمذي من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ فقال: يرخين شبرا، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه وقال الترمذي : هذا حديث صحيح.

                                                                                                                                                                                  وفي الحديث رخصة للنساء في جر الإزار; لأنه يكون أستر لهن، وقال شيخنا زين الدين رحمه الله: الظاهر أن المراد بالذراع ذراع اليد وهو شبران، وهو الذراع الذي يقاس به الحصر اليوم، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن عمر في ترخيصه - صلى الله عليه وسلم - لأمهات المؤمنين في إرخائه شبرا، ثم استزدنه فزادهن شبرا آخر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بطرا" يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون بفتحتين ويكون مصدرا، ومعناه طغيانا وتكبرا، والآخر: أن يكون بكسر الطاء ويكون منصوبا على الحال، وقال الراغب: البطر دهش يعتري المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية