الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1283 1348 - وأخبرنا الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لقتلى أحد: " أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن؟ ". فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه. وقال جابر: فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة. [فتح: 3 \ 212]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وقال سليمان بن كثير: حدثني الزهري، حدثنا من سمع جابرا رضى الله عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر عن ابن مقاتل، أنا عبد الله -هو ابن المبارك- أنا الليث قال -يعني ابن المبارك- وأنا الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لقتلى أحد: "أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن؟ ". فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه. قال جابر: فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال سليمان بن كثير: حدثني الزهري قال: حدثني من سمع جابرا.

                                                                                                                                                                                                                              ما ذكره في تسمية اللحد هو ما ذكره أبو عبيد في كتابه "المجاز" .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 65 ] وألحد: أجود من لحد، وكذلك فعل بسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل من الشق إن صلبت الأرض.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فكفن أبي وعمي في نمرة) سماه عما; تعظيما له وتكريما; لأنه عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام، وعبد الله أبو جابر: هو ابن عمرو بن حرام، فهو ابن عمه وزوج أخته هند بنت عمرو. روى القعنبي عن مالك بن أنس أن عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح كفنا في كفن واحد، وقبرا في قبر واحد.

                                                                                                                                                                                                                              وحكى غيره أن السيل كان قد ضرب قبرهما فحفر عنهما; ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جرح ووضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ستة وأربعون سنة، ذكر ذلك ابن سعد .

                                                                                                                                                                                                                              والنمرة: كساء من شعر له هدب.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (عن الزهري عن جابر)، وقوله ثانيا عن الزهري : (حدثني من سمع جابرا). يدل أن الأول ليس بجيد لا جرم. قال ابن التين: إنه ليس بصحيح، ليس للزهري سماع من جابر; لأن جابرا توفي سنة ثمان وثمانين، وفي "الكاشف": سنة ثمان وسبعين . ووالده كان أحد النقباء .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية