الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4736 5024 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=654636 " nindex.php?page=treesubj&link=18651ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن " . قال سفيان : تفسيره يستغني به . [انظر : 5023 - مسلم: 792 - فتح: 9 \ 68 ]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=712156nindex.php?page=treesubj&link=18651 "لم يأذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن " . وقال صاحب له : يريد : يجهر به .
ثم ساقه عنه أيضا بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=688191 "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن " . قال سفيان : تفسيره : يستغني به .
[ ص: 106 ] ووهم nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي حيث عزاه إلى nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ومعناه : nindex.php?page=treesubj&link=18651تحسين الصوت بالقرآن . وكذا قال غيره ، ويؤيده قول nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة في "سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود " : إذا لم يكن حسن الصوت يحسنه ما استطاع . وقال غيره : يستغنى به . وكذا وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، فقيل يستغنى به عن أخبار الأمم الماضية والكتب المتقدمة ، وقيل : معناه : التشاغل به .
والتغني قال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : كانت العرب تتغنى إذا ركبت الإبل ، وإذا جلست في أفنيتها وعلى أكثر أحوالها ، فلما نزل القرآن أحب - عليه السلام - أن يكون هجيراهم مكان التغني ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي nindex.php?page=showalam&ids=11890وابن الجوزي .
وقيل : المراد : ضد الفقر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "صحيحه " : معنى "ليس منا " : ليس مثلنا في استعمال هذا الفعل ; لأنا لا نفعله ، فمن فعله فليس منا . وقال الإمام : أوضح الوجوه في تأويله : من لم يغنه القرآن ولم ينفعه في إيمانه ولم يصدق بما فيه من وعد ووعيد ، فليس منا . وقال غيره : من لم يرتح لقراءته وسماعه . فهذا حاصل اختلاف العلماء في معنى التغني به .
وما أسلفناه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان -وهو ابن عيينة - من أنه فسره بضد الافتقار . وذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رفعه ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم . وكذا فسره nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع كما سلف .
[ ص: 107 ] ومن تأول هذا التأويل كره nindex.php?page=treesubj&link=32262_18651القراءة بالألحان والترجيع . روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي وعبد الرحمن بن القاسم وعبد الرحمن بن الأسود فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في كتاب "الثواب " وقال : كانوا يكرهونها بتطريب ، وكانوا إذا قرءوا القرآن قرءوه حدرا ترتيلا بحزن . وهو قولnindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، روى nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم عنه أنه سئل عن الألحان في الصلاة ، فقال : لا يعجبني ، وأعظم القول فيه ، وقال : إنما هو غناء يتغنون به ليأخذوا عليه الدراهم ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة وجه آخر ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة يقول : يعني : ما أذن الله لنبي . . إلى آخره . يريد : يستغني به عما سواه من الكتاب والأحاديث ، وهذا لعله يكون هو الذي أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من إيراده .
وممن قال المراد به تحسين الصوت به والترجيع بقراءته والتغني بما شاء من الأصوات واللحون : nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره كما سلف .
وهو معنى ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله : (وقال صاحب له : يريد يجهر به ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : والعرب تقول : سمعت فلانا يغني هذا الحديث . أي : يجهر به ويصرح لا يكني . وقال أبو عاصم : أخذ بيدي nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ووقفني على أشعب الطماع فقال : غن ابن أخي ما بلغ من طمعك ؟ قال : ما زفت امرأة بالمدينة إلا كسحت بيتي رجاء أن يهدى إلي . يقول . أخبر ابن أخي بذلك مجاهرا غير مساتر . ومنه قول ذي الرمة :
أحب المكان القفر من أجل أنني . . . به أتغنى باسمها غير معجم
[ ص: 108 ] أي : أجهر بالصوت بذكرها لا أكني عنها حذار كاشح أو خوف رقيب .
وذكر عمر بن شبة قال : ذكرت nindex.php?page=showalam&ids=12063لأبي عاصم النبيل تأويل nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة السالف ، فقال : لم يصنع nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة شيئا ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير قال : كان لداود - عليه السلام - معزفة يتغنى عليها وتبكي ويبكي ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان يقرأ الزبور بسبعين لحنا يلون فيهم ، ويقرأ قراءة يطرب منها المحموم ، فإذا أراد أن يبكي نفسه لم تبق دابة في بر أو بحر إلا أنصتن يسمعن ويبكين .
ومن الحجة لهذا القول أيضا حديث ابن مغفل في وصف قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه ثلاث مرات . وهذا غاية الترجيع ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الاعتصام . وسئل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي عن تأويل nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، فقال : نحن أعلم بهذا ، لو أراد الاستغناء لقال : من لم يستغن بالقرآن ، ولكن قال : يتغن بالقرآن . علمنا أنه أراد به التغني . وكذلك فسر nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة أنه تحسين الصوت ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك والنضر بن شميل ، وسيأتي رده .
وممن اختار nindex.php?page=treesubj&link=18651الألحان في القرآن فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أنه كان يقول لأبي موسى : ذكرنا ربنا ، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن . وقال مرة : من استطاع أن يغني بالقرآن غناء أبي موسى فليفعل . وكان nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتا بالقرآن ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : اعرض
[ ص: 109 ] علي سورة كذا ، فقرأ عليه ، فبكى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وقال : ما كنت أظن أنها نزلت . واختاره nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، واحتج بحديث nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16333عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد يتبع الصوت الحسن في المساجد في شهر رمضان .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وأصحابه أنهم كانوا يستمعون القرآن بالألحان . وقال محمد بن عبد الحكم : رأيت أبي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ويوسف بن عمرو يسمعون القرآن بالألحان .
واحتج nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري لهذا القول وقال : الدليل على أن المراد التحسين المعقول الذي هو تحزين القارئ سامع قرآنه كالغناء بالشعر ، وهو الغناء المعقول الذي يطرب سامعه ، ما روى سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=891030 "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن " . ومعقول عن ذوي الحجا أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به . وروي في هذا الحديث : "حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " ورواه يزيد بن الهادي ، عن محمد بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وهذا الحديث أبين البيان أن ذلك كما قلناه .
وفي "المستدرك " على شرطهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، عن فضالة بن عبيد ، أنه - عليه السلام - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=677843 "لله أشد أذنا من الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته " .
[ ص: 110 ] وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13652الآجري في "أخلاق حملة القرآن " وزاد في آخره عن nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي قال : أذنا . يعني استماعا .
قلت : وفيه انقطاع بين إسماعيل وفضالة ، ميسرة مولى فضالة كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في "سننه الكبير " ; وميسرة ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "ثقاته " وخرجه في "صحيحه " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : ولو كان كما قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : لم يكن لذكر حسن الصوت والجهر معنى .
والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع ، وقال الشاعر :
تغن بالشعر أما كنت قائله . . . إن الغناء بهذا الشعر مضمار
وأما ادعاء الزاعم أن تغنيت بمعنى : استغنيت ، فاش في كلام العرب وأشعارها ، فلا نعلم أحدا من أهل العلم بكلام العرب قاله . وأما احتجاجه ليصح قوله بقول الأعشى :
كلانا غني عن أخيه حياته . . . ونحن إذا متنا أشد تغانيا
فإنه إغفال منه ، وذلك أن التغاني تفاعل من نفسين إذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه وتشاتما وتقاتلا . ومن قال هذا القول في فعل اثنين لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد ، وغير جائز أن يقال : تغانى زيد وتضارب عمرو ، وكذلك غير جائز أن يقال : تغنى زيد بمعنى استغنى ، إلا أن يريد قائله أنه أظهر الاستغناء وهو به غير مستغن ، كما يقال : تجلد فلان إذا أظهر الجلد من نفسه ، وهو غير جليد ، وتشجع وهو غير شجاع ، وتكرم وهو غير كريم . فإن وجه موجه التغني بالقرآن إلى هذا المعنى على بعده من مفهوم كلام العرب كانت المصيبة في خطابه في ذلك أعظم ; لأنه لا يوجب بذلك من تأويله أن يكون الله تعالى لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن ، وإنما أذن له أن يظهر للناس من نفسه ما هو به من (الخلاف ) وهذا لا يخفى فساده .
قال : ومما يبين فساد تأويل nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة أن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذن إلا أن يكون الإذن عند nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة الإذن الذي هو إطلاق وإباحة ، فإن كان كذلك فهو غلط من اللغة ، ومن إحالة المعنى عن وجهه ; لأن الإذن مصدر . قولك : أذن فلان لكلام فلان فهو يأذن له : إذا استمع له وأنصت ، كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وأذنت لربها وحقت [الانشقاق : 2 ] بمعنى : سمعت لربها وحق لها ذلك ، كما قال علي بن يزيد :
إن همي في سماع وأذن
[ ص: 112 ] يعني : في سماع واستماع ، فمعنى قوله : "ما أذن الله لشيء " إنما هو : ما استمع الله لشيء من كلام الناس ما استمع إلى نبي يتغنى بالقرآن ، ولأن الاستغناء بالقرآن عن الناس غير جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون له .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : وقد رفع الإشكال في هذه المسألة ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، ثنا موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=697524 "تعلموا القرآن وغنوا به واكتبوه ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض في العقل " . وذكر أهل التأويل في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=51أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم [العنكبوت : 51 ] أن هذه الآية نزلت في قوم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتاب فيه خبر من أخبار الأمم .
فالمراد بالآية الاستغناء بالقرآن عن علم أخبار الأمم على ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة . وليس [المراد ] بها الاستغناء الذي هو ضد الفقر . وإتباع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الترجمة بهذه الآية يدل أن هذا كان مذهبه في الحديث .
وكذا قال ابن المنير : يفهم من الترجمة أن التغني الاستغناء لا الغناء لكونه أتبعه بالآية ، ومضمونها الإنكار على من لم يستغن بالقرآن عن غيره من الكتب السالفة ، ومن المعجزات التي كانوا يقترحونها ، فهو
[ ص: 113 ] موافق لتأويل سفيان ، لكنه حمله على ضد الفقر ، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري حمله على ما هو أعم من ذلك ، وهو الاكتفاء مطلقا .
ويظهر من ذلك عدم الافتقار إلى الاستظهار والاستغناء بالحق ; لأن فيه من المواعظ والآيات والزواجر ما يمنع صاحبه عن الدنيا وأهلها . وسيأتي لنا عودة إليه في الاعتصام في باب ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وروايته عن ربه تعالى في قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=849012 "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة " إن شاء الله تعالى .
فصل :
قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي : الاستغناء به لا يحصل ( . . . ) يأذن له .
فصل :
في "الصحيح " كما سيأتي قريبا : nindex.php?page=hadith&LINKID=32551 "لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود " روى nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إذا رأى nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى قال : ذكرنا . وقد سلف ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي كان أبو موسى يصلي بنا ، فلو قلت : إني لم أسمع صوت صنج قط ، ولا صوت بربط ، ولا شيئا قط أحسن من صوته .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام : تحمل الأحاديث التي جاءت في حسن الصوت على طريق التحزين والتخويف والتشويق ، يبين ذلك قول أبي موسى -وقد سمع لصوته أمهات المؤمنين - : لو علمت لحبرته لكن
روى سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن أبيه nindex.php?page=hadith&LINKID=712155أنه - عليه السلام - سئل : أي الناس أحسن صوتا بالقرآن ؟ قال : "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله " .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن عبد الرحمن بن السائب قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=677840قدم علينا سعد بعد ما كف بصره ، فأتيته مسلما ، فانتسبني ، فانتسبت له ، فقال : مرحبا بابن أخي ، بلغني أنك تحسن الصوت بالطرب ، وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا " . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد بإسناده قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=933409كنا على سطح ومعنا رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أعلمه إلا عبسا الغفاري - فرأى الناس يخرجون في الطاعون يفرون ، فقال : يا طاعون خذني إليك . فقيل : أتتمنى الموت وقد نهى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : إني أبادر خصالا سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخوفهن على أمته : بيع الحكم والاستخفاف بالدم وقطيعة الرحم وقوم يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأفضلهم ولا أفقههم إلا ليغنيهم به غناء .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13652الآجري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر ، عن إبراهيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=677842 "أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعته
[ ص: 115 ] يقرأ حسبته يخشى الله تعالى " ، والمزمار : طيب الصوت ، وذكر الآل صلة ، وآله : نفسه .
فصل :
سيأتي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب ترجمة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "الماهر بالقرآن " الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=19817 "زينوا القرآن بأصواتكم " . كذا ذكره بغير إسناد ، ولا راو .
وقد أسنده nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننهم ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب .
وأسنده nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "صحيحه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أيضا ، وأسنده nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف لكنه أعله .
[ ص: 116 ] وطرقه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "مستدركه " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء من عشرين طريقا عنه ، ذكره أجمع بأسانيد وأوضحه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : هذا اللفظ من ألفاظ الأضداد . يريد بقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=19817 "زينوا القرآن بأصواتكم " ، زينوا أصواتكم بالقرآن . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه : زينوا أصواتكم بالقرآن . كذا فسره غير واحد من أئمة الحديث ، وزعموا أنه من باب المقلوب ، كما قالوا : عرضت الناقة على الحوض ، ثم قال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن منصور ، عن طلحة فقدم الأصوات على القرآن ، قال : وهو الصحيح ، ثم رواه بسنده عن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر .
قلت : وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن منصور من ستة طرق : سفيان ، وزائدة ، و (عمرو بن قيس ) ، وجرير ، وابن طهمان ، nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار ; كلهم عن منصور ، عن طلحة بتقديم القرآن على الأصوات .
[ ص: 117 ] وكذلك التي قدمناها عن nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم كلها بتقديم القرآن ، إلا في رواية واحدة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن طلحة قدم فيها الأصوات على القرآن .
وهي في nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني "الكبير " من طريقين آخرين :
أحدهما من حديث عبد الله بن خراش -قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : منكر الحديث - عن عمه nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام بن حوشب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=19817 "زينوا أصواتكم بالقرآن " .
ثانيهما : من حديث سعيد بن أبي سعد البقال ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=939819 "أحسنوا أصواتكم بالقرآن " .
[ ص: 118 ] فتعين أن تقدم رواية القرآن الصحيحة ومعناها على ظاهره . وما عداها محمول عليها ، ويكون قوله : "بالقرآن " في موضع الحال ، أي : زينوا أصواتكم في حال القراءة ، وقد جاء ذلك مصرحا به في "مسند nindex.php?page=showalam&ids=14273الدارمي " و"مستدرك nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16589علقمة بن مرثد عن زاذان عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=76694 "زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا " . وهذا لا يحتمل التأويل ولا القلب ، وليس المراد هنا بالقرآن الكلام القديم ، وإنما المراد ما سمعه من الحروف والأصوات . وعند عباد بن يعقوب في "فضائل القرآن " من حديث جويبر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربي ، والله يحب أن يعرب " . وجويبر واه .