الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4730 5017 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا المفضل ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : قل هو الله أحد [الإخلاص : 1 ] و قل أعوذ برب الفلق [الفلق : 1 ] و قل أعوذ برب الناس [الناس : 1 ] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات . [5748 ، 6319 - فتح: 9 \ 62 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها .

                                                                                                                                                                                                                              وحديثها أنه - عليه السلام - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : قل هو الله أحد [الإخلاص : 1 ] و قل أعوذ برب الفلق [الفلق : 1 ] و قل أعوذ برب الناس [الناس : 1 ] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              هذان الحديثان متباينان ، وجعله أبو مسعود الدمشقي حديثا واحدا .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 91 ] وقد عاب ذلك عليه الطرقي ، وفرق بينهما في كتابه ، وكذا فعله خلف الواسطي . وسيأتي حديث عائشة رضي الله عنها في الطب ، في الرقى بالمعوذات .

                                                                                                                                                                                                                              ودل فعله - عليه السلام - في رقية نفسه عند شكواه وعند نومه يتعوذ بهما - على عظيم البركة في الرقي بهما والتعوذ بالله من كل ما يخشى في النوم ، وقد روى عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عقبة بن عامر مرفوعا : "أنزل علي آيات لم أسمع بمثلهن : المعوذتين " وقال عقبة في حديثه مرة أخرى : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن قط " وسيأتي في كتاب : المرضى في باب : النفث في الرقية ، من كره النفث من العلماء في الرقية ومن أجازه .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (أوى ) يقال : أويت إلى منزلي بقصر الألف ، وأويت غيري وآويته . وأنكر بعضهم المقصور في المتعدي ، وأبى ذلك الأزهري وقال : هي لغة فصيحة .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (ثم نفث فيهما ) قال أبو عبيد : النفث أقل من التفل . وقد سلف ذكره . وقيل في غير هذا أنه ينفث -بعد أن يقرأ - بريق قراءته .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية