107 - قوله: (ص): "ومن أمثلة ذلك حديث: . جعلت لنا الأرض [مسجدا] وجعلت تربتها لنا طهورا
فهذه الزيادة تفرد بها أبو مالك انتهى.
وهذا التمثيل ليس بمستقيم - أيضا - ; لأن أبا مالك قد تفرد بجملة الحديث عن - رضي الله عنه - كما تفرد برواية جملته ربعي بن حراش عن ربعي حذيفة - رضي الله عنه -.
[ ص: 701 ] فإن أراد أن لفظة "تربتها" زائدة في هذا الحديث على باقي الأحاديث في الجملة، فإنه يرد عليه أنها في حديث - رضي الله تعالى عنه - أيضا كما نبه عليه شيخنا ، وإن أراد أن علي أبا مالك تفرد بها، وأن رفقته، عن - رضي الله عنه - لم يذكروها كما هو ظاهر كلامه، فليس بصحيح . ربعي
وأما اعتراض العلامة مغلطاي بأنه يحتمل أن يريد بالتربة الأرض لا التراب، فلا يبقى فيه زيادة، فقد أجاب عنه شيخنا شيخ الإسلام فقال: "وحمل التربة على التراب هو المتبادر إلى الفهم، لأنه لو أراد بالتربة الأرض لم يحتج لذكرها هنا لسبق ذكر الأرض وهو قوله - صلى الله عليه وسلم . جعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا"
قلت: وهذا يلزم منه إضافة الشيء إلى نفسه، لأن التقدير حينئذ يكون وجعلت أرض الأرض لنا طهورا.
وفي هذا من الفساد ما لا يخفى - والله أعلم - .
خاتمة
قياس تفريق في مقدمة الضعفاء بين المحدث والفقيه في [ ص: 702 ] ابن حبان أن يأتي هنا، فيقال: يفرق أيضا في قبول الزيادة في الإسناد أو المتن بين الفقيه والمحدث، فإن كانت الزيادة من محدث في الإسناد قبلت أو في المتن فلا، لأن اعتناءه بالإسناد أكثر وإن كانت من فقيه في المتن قبلت أو في الإسناد فلا، لأن اعتناءه بالمتن أكبر. الرواية بالمعنى
فإن تعليل للتفرقة المذكورة يأتي هنا سواء، بل سياق كلامه يرشد إليه - والله أعلم -. ابن حبان