الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          497 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة . فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ قالا : الجوع يا رسول الله . قال : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ! قوموا . فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان ؟ قالت : ذهب يستعذب لنا الماء . إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال : الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال : كلوا . وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك والحلوب . فذبح لهم . فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا . فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما : والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ! أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم . رواه مسلم .

                                          قولها : «يستعذب» : أي يطلب الماء العذب وهو الطيب . و «العذق» بكسر العين وإسكان الذال المعجمة: وهو الكباسة وهي الغصن . و «المدية» بضم الميم وكسرها : هي السكين . و «الحلوب» : ذات اللبن . والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم لا سؤال توبيخ وتعذيب . والله أعلم. وهذا الأنصاري الذي أتوه هو أبو الهيثم بن التيهان، كذا جاء مبينا في رواية الترمذي وغيره .

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية