وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه يعني: من أول يوم من الأيام، إذا ميزت يوما يوما، وليس (أفعل) بعضا لما يضاف إليه هنا.
وقيل: إن {من} بمعنى: (منذ) ؛ فالمعنى: منذ أول يوم ابتدئ ببنائه، وقيل: المعنى: من تأسيس أول الأيام.
و (المسجد) في قول
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت، وغيرهما:
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب، وروياه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، وغيرهما:
مسجد قباء. [ ص: 298 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا : روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695783 "يا معشر الأنصار؛ إن الله عز وجل أحسن الثناء عليكم، فكيف طهوركم؟"، فقالوا: نستنجي بالماء.
ومن قال: إن المسجد يراد به:
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالهاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أحق أن تقوم فيه ، وفي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال : له، وهي على القول الآخر
لمسجد قباء.
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي، nindex.php?page=showalam&ids=16128وشهر بن حوشب: أن الهاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أحق أن تقوم فيه :
لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والهاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال :
لمسجد قباء.
ويروى:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر nindex.php?page=treesubj&link=33995بتحريق مسجد الضرار) .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير : الألف للاستفهام، وهو بمعنى الإنكار.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109على شفا جرف هار : (الشفا) : الحرف، والحد، و (الجرف) : ما جرفه السيل وحفره، وقوله: {هار} يعني: متهدما ساقطا، وأصله: (هائر) ، أو (هاور) ؛ فقلب، وقد ذكرته في الإمالة في آخر الكتاب.
وهذا مثل لبناء
مسجد الضرار؛ والمعنى: أن بناء هذا المسجد على غير تقوى
[ ص: 299 ] للضرار؛ كبناء بني على حرف جهنم، يتهور بأهله فيها.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ يَعْنِي: مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، إِذَا مَيَّزْتَ يَوْمًا يَوْمًا، وَلَيْسَ (أَفْعَلُ) بَعْضًا لِمَا يُضَافُ إِلَيْهِ هُنَا.
وَقِيلَ: إِنَّ {مِنْ} بِمَعْنَى: (مُنْذُ) ؛ فَالْمَعْنَى: مُنْذُ أَوَّلِ يَوْمٍ ابْتُدِئَ بِبِنَائِهِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مِنْ تَأْسِيسِ أَوَّلِ الْأَيَّامِ.
وَ (الْمَسْجِدُ) فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ، nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمَا:
مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=34وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَوَيَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ، وَغَيْرِهِمَا:
مَسْجِدُ قُبَاءَ. [ ص: 298 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا : رُوِيَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695783 "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ؛ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكُمْ، فَكَيْفَ طُهُورُكُمْ؟"، فَقَالُوا: نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ.
وَمَنْ قَالَ: إِنَّ الْمَسْجِدَ يُرَادُ بِهِ:
مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَالْهَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ، وَفِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ : لَهُ، وَهِيَ عَلَى الْقَوْلِ الْآخَرِ
لِمَسْجِدِ قُبَاءَ.
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=16128وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: أَنَّ الْهَاءَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ :
لِمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْهَاءُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ :
لِمَسْجِدِ قُبَاءَ.
وَيُرْوَى:
(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ nindex.php?page=treesubj&link=33995بِتَحْرِيقِ مَسْجِدِ الضِّرَارِ) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ : الْأَلِفُ لِلِاسْتِفْهَامِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ : (الشَّفَا) : الْحَرْفُ، وَالْحَدُّ، وَ (الْجُرُفُ) : مَا جَرَفَهُ السَّيْلُ وَحَفَرَهُ، وَقَوْلُهُ: {هَارٍ} يَعْنِي: مُتَهَدِّمًا سَاقِطًا، وَأَصْلُهُ: (هَائِرٌ) ، أَوْ (هَاوِرٌ) ؛ فَقُلِبَ، وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي الْإِمَالَةِ فِي آخِرِ الْكِتَابِ.
وَهَذَا مَثَلٌ لِبِنَاءِ
مَسْجِدِ الضِّرَارِ؛ وَالْمَعْنَى: أَنَّ بِنَاءَ هَذَا الْمَسْجِدِ عَلَى غَيْرِ تَقْوَى
[ ص: 299 ] لِلضِّرَارِ؛ كَبِنَاءٍ بُنِيَ عَلَى حَرْفِ جَهَنَّمَ، يَتَهَوَّرُ بِأَهْلِهِ فِيهَا.