[ ص: 318 ] الإعراب:
من قرأ: {إلى أن تقطع} ؛ فالمعنى: لا يزال ذلك شكا في قلوبهم إلى أن يموتوا، وتقدم القول في معنى قراءة الجماعة.
nindex.php?page=treesubj&link=28908nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111وعدا عليه حقا : مصدر محمول على المعنى؛ لأن معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111بأن لهم الجنة : وعدهم الله تعالى الجنة، ويجوز رفعه على معنى: ذلك وعد.
{من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم} : من قرأ بالياء؛ جاز أن يكون في {كاد} ضمير الحديث، وترتفع (القلوب) بـ {يزيغ} ، وذكر الفعل؛ لأنه متقدم، وتأنيث (القلوب) أيضا ليس بحقيقي، ويجوز أن يكون الحديث مضمرا في {كاد} ، كما تقدم، ويكون {يزيغ} الخبر، والإضمار في {كاد} مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه؛ وذلك لشبهها بـ(كان) ؛ لأن الخبر يلزمها كما يلزم (كان) ، ويجوز أن يكون الفاعل مضمرا يعود على
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100المهاجرين والأنصار ، فأضمر في {كاد} اسم مفرد من حيث كانا فريقا واحدا.
ومن قرأ: {تزيغ} ؛ بالتاء؛ جاز أن يجعل (القلوب) مرتفعة بـ {كاد} ، وجاء {تزيغ} بالتاء؛ لأنه فعل مؤنث، ينوى به التأخير؛ فهو بمنزلة: القلوب تزيغ.
[ ص: 319 ] ومن قرأ: {خلفوا} ؛ فمعناه: أقاموا، ولم يبرحوا، و {خالفوا} أي: خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتقدم القول في معنى: {خلفوا} .
وما ذكر في الغين من: {غلظة} لغات بمعنى.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أولا يرون أنهم يفتنون : من قرأ بالتاء، فهو خطاب للمؤمنين، نهوا عن أن يعرضوا كإعراض المنافقين عن التدبر والتفكر، ومن قرأ بالياء؛ فالمعنى: أولا يرى المنافقون؟ والرؤية ههنا يجوز أن تكون من رؤية العين، ويجوز أن تكون المتعدية إلى مفعولين، وسدت (أن) مسدهما.
ومن قرأ: {من أنفسكم} ؛ فمعناه: من خياركم، وتقدم معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128من أنفسكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128عزيز عليه ما عنتم : موضع {ما} رفع بـ {عزيز} ، و {عزيز} : نعت لـ {رسول} ، ويجوز أن يكون {عزيز} مبتدأ، و {ما} فاعلة تسد مسد الخبر،
[ ص: 320 ] والجملة نعت لـ {رسول} ، ويجوز في الكلام نصب {عزيز} و {حريص} على الحال.
* * *
[ ص: 318 ] الْإِعْرَابُ:
مَنْ قَرَأَ: {إِلَى أَنْ تَقَطَّعَ} ؛ فَالْمَعْنَى: لَا يَزَالُ ذَلِكَ شَكًّا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى أَنْ يَمُوتُوا، وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مَعْنَى قِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ.
nindex.php?page=treesubj&link=28908nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا : مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى؛ لِأَنَّ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ : وَعَدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ، وَيَجُوزُ رَفْعُهُ عَلَى مَعْنَى: ذَلِكَ وَعْدٌ.
{مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ تَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ} : مَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ؛ جَازَ أَنْ يَكُونَ فِي {كَادَ} ضَمِيرُ الْحَدِيثِ، وَتَرْتَفِعُ (الْقُلُوبُ) بِـ {يَزِيغُ} ، وَذُكِّرَ الْفِعْلُ؛ لِأَنَّهُ مُتَقَدِّمٌ، وَتَأْنِيثُ (الْقُلُوبِ) أَيْضًا لَيْسَ بِحَقِيقِيٍّ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ مُضْمَرًا فِي {كَادَ} ، كَمَا تَقَدَّمَ، وَيَكُونُ {يَزِيغُ} الْخَبَرَ، وَالْإِضْمَارُ فِي {كَادَ} مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ؛ وَذَلِكَ لِشَبَهِهَا بِـ(كَانَ) ؛ لِأَنَّ الْخَبَرَ يَلْزَمُهَا كَمَا يَلْزَمُ (كَانَ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ مُضْمَرًا يَعُودُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=100الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، فَأُضْمِرَ فِي {كَادَ} اسْمٌ مُفْرَدٌ مِنْ حَيْثُ كَانَا فَرِيقًا وَاحِدًا.
وَمَنْ قَرَأَ: {تَزِيغُ} ؛ بِالتَّاءِ؛ جَازَ أَنْ يَجْعَلَ (الْقُلُوبَ) مُرْتَفِعَةً بِـ {كَادَ} ، وَجَاءَ {تَزِيغُ} بِالتَّاءِ؛ لِأَنَّهُ فِعْلٌ مُؤَنَّثٌ، يُنْوَى بِهِ التَّأْخِيرُ؛ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ: الْقُلُوبُ تَزِيغُ.
[ ص: 319 ] وَمَنْ قَرَأَ: {خَلَفُوا} ؛ فَمَعْنَاهُ: أَقَامُوا، وَلَمْ يَبْرَحُوا، وَ {خَالَفُوا} أَيْ: خَالَفُوا أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مَعْنَى: {خُلِّفُوا} .
وَمَا ذُكِرَ فِي الْغَيْنِ مِنْ: {غِلْظَةً} لُغَاتٌ بِمَعْنًى.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ : مَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ، فَهُوَ خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، نُهُوا عَنْ أَنْ يُعْرِضُوا كَإِعْرَاضِ الْمُنَافِقِينَ عَنِ التَّدَبُّرِ وَالتَّفَكُّرِ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْيَاءِ؛ فَالْمَعْنَى: أَوَلَا يَرَى الْمُنَافِقُونَ؟ وَالرُّؤْيَةُ هَهُنَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْمُتَعَدِّيَةَ إِلَى مَفْعُولَيْنِ، وَسَدَّتْ (أَنَّ) مَسَدَّهُمَا.
وَمَنْ قَرَأَ: {مِنْ أَنْفَسِكُمْ} ؛ فَمَعْنَاهُ: مِنْ خِيَارِكُمْ، وَتَقَدَّمَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128مِنْ أَنْفُسِكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ : مَوْضِعُ {مَا} رَفْعٌ بِـ {عَزِيزٌ} ، وَ {عَزِيزٌ} : نَعْتٌ لِـ {رَسُولٌ} ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {عَزِيزٌ} مُبْتَدَأً، وَ {مَا} فَاعِلَةٌ تَسُدُّ مَسَدَّ الْخَبَرِ،
[ ص: 320 ] وَالْجُمْلَةُ نَعْتٌ لِـ {رَسُولٌ} ، وَيَجُوزُ فِي الْكَلَامِ نَصْبُ {عَزِيزٌ} وَ {حَرِيصٌ} عَلَى الْحَالِ.
* * *