وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك أي]: ولولا كلمة سبقت من ربك في تأخيرهم إلى الآخرة، لقضي بينهم في الدنيا.
وقوله: وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم : مذكور في الإعراب.
وقوله تعالى: فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا أي: لا تخرجوا [ ص: 448 ] عن حد الاستقامة بالزيادة على ما أمرتم، وقيل: المعنى: لا تطغيكم النعمة.
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار : قال قتادة: أي: لا تودوهم، ولا تطيعوهم.
ابن جريج: المعنى: لا تميلوا إليهم.
أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم.
ابن زيد: (الركون) ههنا: الإدهان، وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم.
و والذين ظلموا : أهل الشرك.
وقوله: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية : قيل: معنى قوله: أولو بقية : أولو طاعة، وقيل: أولو تمييز، وقيل: أولو حظ من الله تعالى.
إلا قليلا ممن أنجينا منهم يعني: قوم يونس، ومن نجا مع الرسل، في قول ابن زيد وغيره، وهو استثناء منقطع.
واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه : قال مجاهد: من تملكهم، وتجبرهم، وتركهم الحق، و (المترف): المنعم.
وقوله تعالى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون أي: لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد.
الزجاج: يجوز أن يكون المعنى: وما كان ربك ليهلك أحدا وهو يظلمه؛ كما [ ص: 449 ] قال: إن الله لا يظلم الناس شيئا [يونس: 44].
وقوله: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة أي: على دين واحد.
ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم : قال ابن عباس في ولا يزالون مختلفين : يعني: اليهود والنصارى، إلا من رحم ربك : أهل الإسلام والإيمان.
الحسن: لا يزالون مختلفين في الأرزاق.
مجاهد، وقتادة، وغيرهما: يعني: اختلاف الأديان، وقالا في قوله: ولذلك خلقهم أي: ولرحمته خلقهم، فهو على هذا متصل بقوله: إلا من رحم ربك ، وقاله ابن عباس، واختلف عنه، وعن ابن عباس أيضا: خلقهم فريقين: فريقا يرحمه، وفريقا لا يرحمه.
عطاء: ولذلك خلقهم يعني: مؤمنا وكافرا.
الحسن: للاختلاف في الأديان خلقهم.
أشهب عن مالك قال: خلقهم ليكونوا فريقا في الجنة، وفريقا في السعير، ففي الكلام على هذا تقديم وتأخير؛ والتقدير: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين؛ ولذلك خلقهم.
وقيل: هو متعلق بقوله: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ؛ فالمعنى: ولشهود ذلك اليوم خلقهم.
[ ص: 450 ] وقيل: هو متعلق بقوله: فمنهم شقي وسعيد .
[وقيل: إن معنى ولا يزالون مختلفين أي: يخلف خلفهم سلفهم؛ كقوله: (اختلف الملوان)].
وقوله تعالى: وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك أي: نزيدك به تثبيتا، وقيل: ما نثبتك به على أداء الرسالة، والصبر على ما ينالك فيها من الأذى.
وقوله: وجاءك في هذه الحق أي: في هذه السورة، عن ابن عباس، وغيره، وخصت بالذكر تأكيدا، وإن كان الحق في كل القرآن.
قتادة: المعنى: في هذه الدنيا.
وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ، إلى قوله: إنا منتظرون : تهدد ووعيد.
وقوله: ولله غيب السماوات والأرض أي: غيبهما وشهادتهما؛ فحذف لدلالة المعنى.


