[ ص: 108 ] التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=41ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا المعنى: ولقد صرفنا هذا القرآن، وقيل: إن {في} زائدة; والتقدير: ولقد صرفنا هذا القرآن.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=41وما يزيدهم إلا نفورا أي: ما يزيدهم التصريف إلا نفورا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا أي: لتقربوا إليه، والتمسوا الزلفى [عنده.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير: المعنى: إذا لطلبوا طريقا للوصول إليه; ليزيلوا ملكه].
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: كل شيء فيه روح يسبح، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي وغيره: هو عام فيما فيه روح، وفيما لا روح فيه، حتى صرير الباب، واحتجوا بتكليم الجمادات [كالشجر والمدر للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: تسبيح الجمادات]: أنها تدعو الناظر إليها إلى أن يقول: سبحان الله! وقيل
nindex.php?page=treesubj&link=33142تسبيحها: ما فيها من الدلالة على خالقها.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا أي: مستورا عن أبصار الناس; كالطبع على قلوبهم، وتغشية أبصارهم.
وقيل: هو بمعنى: (ساتر) ، والآية في قوم كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم إذا
[ ص: 109 ] سمعوه يقرأ; فأعلمه الله تعالى أنه جعل بينه وبينهم حجابا ساترا; فلا يفقهون ما يقول، ولا ينتفعون به.
وقيل: (الحجاب) : منع الله تعالى إياه من أراد أذاه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا : (الأكنة) : جمع (كنان) ; وهو ما ستر، و (الوقر) : الصمم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46أدبارهم نفورا : قيل: يعني بذلك: المشركين، وقيل: يعني: الشياطين.
وقوله: {نفورا} : يصلح أن يكون مصدرا، ويصلح أن يكون جمع (نافر) .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به : كانوا يستمعون من النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينفردون; فيقولون: هو ساحر، ومسحور، وما أشبه ذلك مما أخبر الله تعالى به عنهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وغيره.
و (النجوى) : مصدر وصف به.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون إلا رجلا مسحورا أي: قد سحر، من (السحر) ، يقولون ذلك، لينفروا عنه الناس.
[ ص: 110 ] وقيل: المعنى: أن له سحرا; أي: رئة، فهو لا يستغني عن الطعام والشراب مثلكم، وليس بملك.
وقيل: معنى (مسحور) : مخدوع.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أي: [لا يستطيعون مخرجا، وقيل: لا يستطيعون] سبيلا إلى الهدى.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49عظاما ورفاتا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: (الرفات) : الغبار،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: (الرفات) : التراب،
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: {ورفاتا} : حطاما.
ومعنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49خلقا جديدا : مجددا.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا أي: لو كنتم كذلك; لأعادكم كما بدأكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: يعني: السماوات والأرض، والجبال.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير، وغيرهما: يعني: الموت.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51فسينغضون إليك رءوسهم أي: يحركونها من فوق إلى أسفل، ومن أسفل إلى فوق، كفعل المتعجب المستبطئ للشيء.
[ ص: 111 ] nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: المعنى: يحركونها استهزاء.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده : [(الدعاء) : النداء إلى الحشر بكلام يسمعه جميع الخلائق، وقيل: بالصيحة التي يسمعون، فيدعوهم إلى الاجتماع إلى أرض المحشر.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52فتستجيبون بحمده : [أي: حامدين، وقيل: معنى {بحمده} أي: بأمره; أي: تقرون بأنه خالقكم، وقيل: المعنى: بقدرته، وقيل: بدعائه إياكم].
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52وتظنون إن لبثتم إلا قليلا يعني: بين النفختين; وذلك أن العذاب يكف عن المعذبين بين النفختين، فينامون، فذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52من بعثنا من مرقدنا [يس: 52]، فيكون خاصا للكفار.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: المعنى: أن الدنيا تحاقرت في أعينهم وقلت حين رأوا يوم القيامة.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن أي: قل لهم يأمروا بما
[ ص: 112 ] أمر الله تعالى به، وينهوا عما نهى الله عنه.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53التي هي أحسن : يرحمك الله، يغفر الله لك، يريد: عند المنازعة.
وقيل: هي لا إله إلا الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان ينـزغ بينهم أي: يفسد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم : هذا خطاب للمشركين; والمعنى: إن يشأ يوفقكم للإسلام، فيرحمكم، أو يميتكم على الشرك، فيعذبكم.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وما أرسلناك عليهم وكيلا أي: لم نوكلك على منعهم من الكفر.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض : قد تقدم القول فيه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قل ادعوا الذين زعمتم من دونه : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: يعني: الملائكة، وعيسى، وعزيرا.
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: يعني: الجن.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة : أعلمهم الله تعالى أن المعبودين يبتغون القربة إلى ربهم، و (الهاء) في {ربهم} تعود على العابدين، أو
[ ص: 113 ] على المعبودين، أو عليهم جميعا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أيهم أقرب أي: يبتغون الوسيلة ينظرون أيهم أقرب إلى الله تعالى؟ فيتوسلون به، ويجوز أن يكون {يبتغون} بدلا من الضمير في {يدعون} ; أي: يبتغي أيهم أقرب الوسيلة إلى الله تعالى; أي: يتقرب إليه بالعمل الصالح.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57ويرجون رحمته ويخافون عذابه أي: أن الذين تزعمون أنهم آلهة يرجون ويخافون.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا يعني بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58مهلكوها قبل يوم القيامة : موت أهلها بغير عذاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58أو معذبوها يعني: موتهم بعذاب.
وقيل: المعنى: وإن من قرية ظالمة، ويقوي ذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون [القصص: 59].
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58كان ذلك في الكتاب مسطورا أي: مكتوبا.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون : في الكلام حذف; والمعنى: وما منعنا أن نرسل بالآيات التي اقترحوها إلا أن يكذبوا
[ ص: 114 ] بها، فيهلكوا; كما فعل بمن كان قبلهم، قال بمعناه
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج، وغيرهما، فأخر الله تعالى العذاب عن كفار قريش; لعلمه أن فيهم من يؤمن.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وآتينا ثمود الناقة مبصرة أي: ذات إبصار، وقيل: مبينة، تبين لهم صدق
صالح. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59فظلموا بها أي: ظلموا بتكذيبهم بها، وقيل: المعنى: ظلموا من أجلها لما عقروها.
[ ص: 108 ] التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=41وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا الْمَعْنَى: وَلَقَدْ صَرَّفْنَا هَذَا الْقُرْآنَ، وَقِيلَ: إِنَّ {فِي} زَائِدَةٌ; وَالتَّقْدِيرُ: وَلَقَدْ صَرَّفْنَا هَذَا الْقُرْآنَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=41وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا نُفُورًا أَيْ: مَا يَزِيدُهُمُ التَّصْرِيفُ إِلَّا نُفُورًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا أَيْ: لَتَقَرَّبُوا إِلَيْهِ، وَالْتَمَسُوا الزُّلْفَى [عِنْدَهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ: الْمَعْنَى: إِذًا لَطَلَبُوا طَرِيقًا لِلْوُصُولِ إِلَيْهِ; لِيُزِيلُوا مُلْكَهُ].
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ رُوحٌ يُسَبِّحُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُ: هُوَ عَامٌّ فِيمَا فِيهِ رُوحٌ، وَفِيمَا لَا رُوحَ فِيهِ، حَتَّى صَرِيرُ الْبَابِ، وَاحْتَجُّوا بِتَكْلِيمِ الْجَمَادَاتِ [كَالشَّجَرِ وَالْمَدَرِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقِيلَ: تَسْبِيحُ الْجَمَادَاتِ]: أَنَّهَا تَدْعُو النَّاظِرَ إِلَيْهَا إِلَى أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَقِيلَ
nindex.php?page=treesubj&link=33142تَسْبِيحُهَا: مَا فِيهَا مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى خَالِقِهَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا أَيْ: مَسْتُورًا عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ; كَالطَّبْعِ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَتَغْشِيَةِ أَبْصَارِهِمْ.
وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى: (سَاتِرٍ) ، وَالْآيَةُ فِي قَوْمٍ كَانُوا يُؤْذُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
[ ص: 109 ] سَمِعُوهُ يَقْرَأُ; فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ حِجَابًا سَاتِرًا; فَلَا يَفْقَهُونَ مَا يَقُولُ، وَلَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ.
وَقِيلَ: (الْحِجَابُ) : مَنْعُ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ مَنْ أَرَادَ أَذَاهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا : (الْأَكِنَّةُ) : جَمْعُ (كِنَانٍ) ; وَهُوَ مَا سَتَرَ، وَ (الْوَقْرُ) : الصَّمَمُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا : قِيلَ: يَعْنِي بِذَلِكَ: الْمُشْرِكِينَ، وَقِيلَ: يَعْنِي: الشَّيَاطِينَ.
وَقَوْلُهُ: {نُفُورًا} : يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، وَيَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ (نَافِرٍ) .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ : كَانُوا يَسْتَمِعُونَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَنْفَرِدُونَ; فَيَقُولُونَ: هُوَ سَاحِرٌ، وَمَسْحُورٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَنْهُمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ.
وَ (النَّجْوَى) : مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا أَيْ: قَدْ سُحِرَ، مِنَ (السِّحْرِ) ، يَقُولُونَ ذَلِكَ، لِيُنَفِّرُوا عَنْهُ النَّاسَ.
[ ص: 110 ] وَقِيلَ: الْمَعْنَى: أَنَّ لَهُ سَحْرًا; أَيْ: رِئَةً، فَهُوَ لَا يَسْتَغْنِي عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مِثْلُكُمْ، وَلَيْسَ بِمَلَكٍ.
وَقِيلَ: مَعْنَى (مَسْحُورٍ) : مَخْدُوعٍ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: أَيْ: [لَا يَسْتَطِيعُونَ مَخْرَجًا، وَقِيلَ: لَا يَسْتَطِيعُونَ] سَبِيلًا إِلَى الْهُدَى.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49عِظَامًا وَرُفَاتًا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: (الرُّفَاتُ) : الْغُبَارُ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: (الرُّفَاتُ) : التُّرَابُ،
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: {وَرُفَاتًا} : حُطَامًا.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49خَلْقًا جَدِيدًا : مُجَدَّدًا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَيْ: لَوْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ; لَأَعَادَكُمْ كَمَا بَدَأَكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: يَعْنِي: السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَالْجِبَالَ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ، وَغَيْرُهُمَا: يَعْنِي: الْمَوْتَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ أَيْ: يُحَرِّكُونَهَا مِنْ فَوْقَ إِلَى أَسْفَلَ، وَمِنْ أَسْفَلَ إِلَى فَوْقَ، كَفِعْلِ الْمُتَعَجِّبِ الْمُسْتَبْطِئِ لِلشَّيْءِ.
[ ص: 111 ] nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: الْمَعْنَى: يُحَرِّكُونَهَا اسْتِهْزَاءً.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ : [(الدُّعَاءُ) : النِّدَاءُ إِلَى الْحَشْرِ بِكَلَامٍ يَسْمَعُهُ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ، وَقِيلَ: بِالصَّيْحَةِ الَّتِي يَسْمَعُونَ، فَيَدْعُوهُمْ إِلَى الِاجْتِمَاعِ إِلَى أَرْضِ الْمَحْشَرِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ : [أَيْ: حَامِدِينَ، وَقِيلَ: مَعْنَى {بِحَمْدِهِ} أَيْ: بِأَمْرِهِ; أَيْ: تُقِرُّونَ بِأَنَّهُ خَالِقُكُمْ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: بِقُدْرَتِهِ، وَقِيلَ: بِدُعَائِهِ إِيَّاكُمْ].
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا يَعْنِي: بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ; وَذَلِكَ أَنَّ الْعَذَابَ يُكَفُّ عَنِ الْمُعَذَّبِينَ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ، فَيَنَامُونَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مَنْ بَعَثَنَا مَنْ مَرْقَدِنَا [يس: 52]، فَيَكُونُ خَاصًّا لِلْكُفَّارِ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: الْمَعْنَى: أَنَّ الدُّنْيَا تَحَاقَرَتْ فِي أَعْيُنِهِمْ وَقَلَّتْ حِينَ رَأَوْا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَيْ: قُلْ لَهُمْ يَأْمُرُوا بِمَا
[ ص: 112 ] أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، وَيَنْهَوْا عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، يُرِيدُ: عِنْدَ الْمُنَازَعَةِ.
وَقِيلَ: هِيَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ أَيْ: يُفْسِدُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ : هَذَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ; وَالْمَعْنَى: إِنْ يَشَأْ يُوَفِّقْكُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَيَرْحَمُكُمْ، أَوْ يُمِيتُكُمْ عَلَى الشِّرْكِ، فَيُعَذِّبُكُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=54وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا أَيْ: لَمْ نُوَكِّلْكَ عَلَى مَنْعِهِمْ مِنَ الْكُفْرِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=55وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضَ : قَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=56قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: يَعْنِي: الْمَلَائِكَةَ، وَعِيسَى، وَعُزَيْرًا.
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ: يَعْنِي: الْجِنَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ : أَعْلَمُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْمَعْبُودِينَ يَبْتَغُونَ الْقُرْبَةَ إِلَى رَبِّهِمْ، وَ (الْهَاءُ) فِي {رَبِّهِمُ} تَعُودُ عَلَى الْعَابِدِينَ، أَوْ
[ ص: 113 ] عَلَى الْمَعْبُودِينَ، أَوْ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57أَيُّهُمْ أَقْرَبُ أَيْ: يَبْتَغُونَ الْوَسِيلَةَ يَنْظُرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ فَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {يَبْتَغُونَ} بَدَلًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي {يَدْعُونَ} ; أَيْ: يَبْتَغِي أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الْوَسِيلَةَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى; أَيْ: يَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=57وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ أَيْ: أَنَّ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آلِهَةٌ يَرْجُونَ وَيَخَافُونَ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا يَعْنِي بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ : مَوْتَ أَهْلِهَا بِغَيْرِ عَذَابٍ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58أَوْ مُعَذِّبُوهَا يَعْنِي: مَوْتَهُمْ بِعَذَابٍ.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ ظَالِمَةٍ، وَيُقَوِّي ذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [الْقَصَصِ: 59].
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=58كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا أَيْ: مَكْتُوبًا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ; وَالْمَعْنَى: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ الَّتِي اقْتَرَحُوهَا إِلَّا أَنْ يُكَذِّبُوا
[ ص: 114 ] بِهَا، فَيَهْلِكُوا; كَمَا فُعِلَ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، قَالَ بِمَعْنَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُمَا، فَأَخِرَّ اللَّهُ تَعَالَى الْعَذَابَ عَنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ; لِعِلْمِهِ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يُؤْمِنُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً أَيْ: ذَاتَ إِبْصَارٍ، وَقِيلَ: مُبَيِّنَةً، تُبَيِّنُ لَهُمْ صِدْقَ
صَالِحٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59فَظَلَمُوا بِهَا أَيْ: ظَلَمُوا بِتَكْذِيبِهِمْ بِهَا، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: ظَلَمُوا مِنْ أَجْلِهَا لَمَّا عَقَرُوهَا.