التفسير:
روى
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ألا أخبركم بسورة عظمها ما بين السماء والأرض، وبما جاء فيها من الأجر مثل ذلك؟"، قالوا: يا نبي الله; أي [ ص: 159 ] سورة هي؟ قال: "سورة الكهف، من قرأ بها يوم الجمعة; أعطي نورا بين السماء والأرض، ووقي بها فتنة القبر".
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=884876nindex.php?page=treesubj&link=28882_28892 "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة; غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام".
وقوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنـزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قيما } المعنى:
nindex.php?page=treesubj&link=33144الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أي: (لم يجعله ملتبسا، وعنه أيضا]: لم يجعله مخلوقا، وقيل: لم يجعل له اختلافا.
و (العوج) : العدول عن طريق الاستقامة.
ومعنى قوله: {قيما} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: عدلا،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: مستقيما،
ابن إسحاق: معتدلا لا اختلاف فيه، وقيل: معناه: قيما على الكتب يصدقها.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لينذر بأسا شديدا أي: لينذرهم ببأس; أي: بعذاب.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كبرت كلمة تخرج من أفواههم أي: كبرت مقالتهم: -اتخذ الله ولدا-
[ ص: 160 ] من كلمة، وقيل: فيه معنى التعجب; أي: ما أكبرها من كلمة!
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فلعلك باخع نفسك على آثارهم أي: قاتل نفسك بعدهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أي: القرآن.
{أسفا} : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: أي: حزنا،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: جزعا،
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: غضبا.
والذين قالوا اتخذ الله ولدا: كفار قريش; لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله عز وجل، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وغيره، وقيل: هم اليهود والنصارى.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها : عموم معناه الخصوص، والمراد: ما تتزين به، وقيل: كل ما عليها زينة لها; لأنه دال على خالقه.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: (الزينة) : الخلفاء والأمراء، وعنه أيضا: (الزينة) : الرجال، فما بمعنى: (من) ، وهو يصلح في الإبهام، ويقبح في الاختصاص.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا : [(الصعيد) : وجه الأرض، وقيل]: المستوي، و (الجرز) : اليابس الذي لا ينبت; يعني: أنه يجعلها كذلك عند قيام الساعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم : {الكهف} : الغار في الجبل.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هو الغار في الوادي، و {والرقيم} : الوادي.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير: {والرقيم} : كتاب كتب فيه
nindex.php?page=treesubj&link=32007خبر أصحاب الكهف. [ ص: 161 ] nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: هو الدواة.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: هو الصخرة.
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار: هو اسم القرية التي خرجوا منها.
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك: هو الكلب.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: هو لوح من رصاص، كتبت فيه أسماؤهم، ودينهم، وخبر هربهم، وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، فـ {الرقيم} على هذا بمعنى: (مرقوم) .
وقد ذكر خبر أصحاب الكهف مختصرا في "الكبير".
وفي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت معنى الإنكار على السائلين عن أصحاب الكهف، كأنه قال: لا تعجبوا من أمرهم; ففي ما خلقناه من صنوف الخلق ما هو أعجب منهم.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أخبر الله تعالى أن أمر أصحاب الكهف عجب; فليس فيه معنى التعجب، وهو بمعنى الإنكار عنده.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم أي: أنمناهم.
{عددا} ذكر {عددا} ; ليدل على الكثرة; إذ لو لم يقل: {عددا} ، لتوهم أنها سنون قليلة.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم أي: من نومهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا أي: غاية.
[ ص: 162 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: كان الحزبان من قوم الفتية كافرين، اختلفوا في مقدار لبثهم، وقيل: (الحزبان) : أصحاب الكهف، والقوم الذين كانوا أحياء وقت بعثهم.
ومعنى {لنعلم} : لنعلمه علم مشاهدة، وقد كان عالما به غيبا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وربطنا على قلوبهم إذ قاموا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: المعنى: ربطنا على قلوبهم بالإيمان، وقيل: صبرناهم، وثبتناهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لقد قلنا إذا شططا أي: كذبا، و (الشطط) في اللغة: الجور، وتجاوز الحد، فـ (الشطط) في الآية: الغلو في الكذب.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة : هذا إخبار عن قول الفتية.
وكذلك قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله : يقول بعضهم لبعض: وإذا اعتزلتم قومكم، واعتزلتم ما يعبدون سوى الله عز وجل;
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16ويهيئ لكم من أمركم مرفقا : (المرفق) : ما يرتفق به; أي: يستعان به، يقال: [(مرفق) ، و (مرفق) في الأمر واليد جميعا، أجازه
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء وغيره، وأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي كسر الميم في اليد.
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش: فيه ثلاث لغات]: (مرفق) ، و (مرفق) ، و (مرفق) ; فمن قال: (مرفق) ; جعله ما ينتقل; مثل: (مقطع) ; ومن قال: (مرفق) ; فهو كـ (مسجد) ;
[ ص: 163 ] لأنه من (رفق يرفق) ; كـ (سجد يسجد) ، ومن قال: (مرفق) ; فهو (مفعل) من (الرفق) .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال : (التزاور) : الميل والانحراف، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: {تقرضهم} : تتركهم، وحكاه
البصريون عن أهل اللغة.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: تحاذيهم.
وقال بعض أهل اللغة: أصله: من القطع; من قولك: (قرضه بالمقراض) ; فـ {تقرضهم} معناه: تقطع موضعهم، وتجاوزهم.
وقيل: المعنى: تعطيهم شيئا من شعاعها، ثم تأخذه بانصرافها; من قرض الدراهم التي ترد.
و (الفجوة) : المتسع من الأرض، قال قتادة:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17في فجوة منه : في فضاء منه، وقال غيره: في ناحية منه.
[ ص: 164 ] وروي: أن باب الكهف كان محاذيا لبنات نعش.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: كان كهفهم في القبلة.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: لو كانت الشمس تطلع عليهم وتغرب; لاحترقوا، ولولا أنهم يقلبون; لأكلتهم الأرض.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ; لأنهم كانوا -فيما روي- مفتحي الأعين، وقيل: لكثرة تقلبهم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال : قال أبو عياض: كان لهم في كل عام تقليبتان.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد : {وكلبهم} : كلب كان معهم في قول سائر المفسرين، سوى قول شاذ: إنه كان إنسانا طباخا لهم.
و (الوصيد) في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، وغيرهما: الباب.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: التراب، وقيل: فناء الباب، وقيل: العتبة، يقال: (وصيد) ، و (أصيد) ، وجمع (وصيد) : (وصائد) ، و (وصد) .
[ ص: 165 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا : قيل: لما يرى من طول أظفارهم وشعورهم، وقيل: للهيبة التي ألبسوها; يدل على ذلك قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19لبثنا يوما أو بعض يوم ; فلم ينكروا من أحوالهم شيئا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم أي: بعثناهم من نومهم; ليسأل بعضهم بعضا، فيعلموا قدرة الله، ويزدادوا بصيرة.
التَّفْسِيرُ:
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابْنُ وَهْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِسُورَةٍ عِظَمُهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَبِمَا جَاءَ فِيهَا مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ ذَلِكَ؟"، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ; أَيُّ [ ص: 159 ] سُورَةٍ هِيَ؟ قَالَ: "سُورَةُ الْكَهْفِ، مَنْ قَرَأَ بِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ; أُعْطِيَ نُورًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَوُقِيَ بِهَا فِتْنَةَ الْقَبْرِ".
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=884876nindex.php?page=treesubj&link=28882_28892 "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ; غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ".
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2قَيِّمًا } الْمَعْنَى:
nindex.php?page=treesubj&link=33144الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ قَيِّمًا وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ: (لَمْ يَجْعَلْهُ مُلْتَبِسًا، وَعَنْهُ أَيْضًا]: لَمْ يَجْعَلْهُ مَخْلُوقًا، وَقِيلَ: لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اخْتِلَافًا.
وَ (الْعِوَجُ) : الْعُدُولُ عَنْ طَرِيقِ الِاسْتِقَامَةِ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {قَيِّمًا} فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: عَدْلًا،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: مُسْتَقِيمًا،
ابْنُ إِسْحَاقَ: مُعْتَدِلًا لَا اخْتِلَافَ فِيهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: قَيِّمًا عَلَى الْكُتُبِ يُصَدِّقُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=2لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا أَيْ: لِيُنْذِرَهُمْ بِبَأْسٍ; أَيْ: بِعَذَابٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=5كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ أَيْ: كَبُرَتْ مَقَالَتُهُمُ: -اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا-
[ ص: 160 ] مِنْ كَلِمَةٍ، وَقِيلَ: فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ; أَيْ: مَا أَكْبَرَهَا مِنْ كَلِمَةٍ!
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ أَيْ: قَاتِلٌ نَفْسَكَ بَعْدَهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=6إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَيِ: الْقُرْآنِ.
{أَسَفًا} : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: أَيْ: حُزْنًا،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: جَزَعًا،
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: غَضَبًا.
وَالَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا: كُفَّارُ قُرَيْشٍ; لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ بَنَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ، وَقِيلَ: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=7إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا : عُمُومٌ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ، وَالْمُرَادُ: مَا تَتَزَيَّنُ بِهِ، وَقِيلَ: كُلُّ مَا عَلَيْهَا زِينَةٌ لَهَا; لِأَنَّهُ دَالٌّ عَلَى خَالِقِهِ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (الزِّينَةُ) : الْخُلَفَاءُ وَالْأُمَرَاءُ، وَعَنْهُ أَيْضًا: (الزِّينَةُ) : الرِّجَالُ، فَمَا بِمَعْنَى: (مِنْ) ، وَهُوَ يَصْلُحُ فِي الْإِبْهَامِ، وَيُقَبَّحُ فِي الِاخْتِصَاصِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا : [(الصَّعِيدُ) : وَجْهُ الْأَرْضِ، وَقِيلَ]: الْمُسْتَوِي، وَ (الْجُرُزُ) : الْيَابِسُ الَّذِي لَا يَنْبُتُ; يَعْنِي: أَنَّهُ يَجْعَلُهَا كَذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ : {الْكَهْفِ} : الْغَارُ فِي الْجَبَلِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: هُوَ الْغَارُ فِي الْوَادِي، وَ {وَالرَّقِيمِ} : الْوَادِي.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: {وَالرَّقِيمِ} : كِتَابٌ كُتِبَ فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=32007خَبَرُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ. [ ص: 161 ] nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ: هُوَ الدَّوَاةُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ: هُوَ الصَّخْرَةُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ: هُوَ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي خَرَجُوا مِنْهَا.
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هُوَ الْكَلْبُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: هُوَ لَوْحٌ مِنْ رَصَاصٍ، كُتِبَتْ فِيهِ أَسْمَاؤُهُمْ، وَدِينُهُمْ، وَخَبَرُ هَرَبِهِمْ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، فَـ {الرَّقِيمِ} عَلَى هَذَا بِمَعْنَى: (مَرْقُومٍ) .
وَقَدْ ذُكِرَ خَبَرُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ مُخْتَصَرًا فِي "الْكَبِيرِ".
وَفِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ مَعْنَى الْإِنْكَارِ عَلَى السَّائِلِينَ عَنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا تَعْجَبُوا مِنْ أَمْرِهِمْ; فَفِي مَا خَلَقْنَاهُ مِنْ صُنُوفِ الْخَلْقِ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُمْ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ أَمْرَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ عَجَبٌ; فَلَيْسَ فِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّبِ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ عِنْدَهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ أَيْ: أَنَمْنَاهُمْ.
{عَدَدًا} ذَكَرَ {عَدَدًا} ; لِيَدُلَّ عَلَى الْكَثْرَةِ; إِذْ لَوْ لَمْ يَقُلْ: {عَدَدًا} ، لَتُوُهِّمَ أَنَّهَا سِنُونَ قَلِيلَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ أَيْ: مِنْ نَوْمِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا أَيْ: غَايَةً.
[ ص: 162 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: كَانَ الْحِزْبَانِ مِنْ قَوْمِ الْفِتْيَةِ كَافِرِينَ، اخْتَلَفُوا فِي مِقْدَارِ لُبْثِهِمْ، وَقِيلَ: (الْحِزْبَانِ) : أَصْحَابُ الْكَهْفِ، وَالْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا أَحْيَاءً وَقْتَ بَعْثِهِمْ.
وَمَعْنَى {لِنَعْلَمَ} : لِنَعْلَمَهُ عِلْمَ مُشَاهِدَةٍ، وَقَدْ كَانَ عَالِمًا بِهِ غَيْبًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: الْمَعْنَى: رَبَطَنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ بِالْإِيمَانِ، وَقِيلَ: صَبَّرْنَاهُمْ، وَثَبَّتْنَاهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=14لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا أَيْ: كَذِبًا، وَ (الشَّطَطُ) فِي اللُّغَةِ: الْجَوْرُ، وَتَجَاوُزُ الْحَدِّ، فَـ (الشَّطَطُ) فِي الْآيَةِ: الْغُلُوُّ فِي الْكَذِبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=15هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً : هَذَا إِخْبَارٌ عَنْ قَوْلِ الْفِتْيَةِ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ : يَقُولُ بَعْضُهُمُ لِبَعْضٍ: وَإِذَا اعْتَزَلْتُمْ قَوْمَكُمْ، وَاعْتَزَلْتُمْ مَا يَعْبُدُونَ سِوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ;
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=16وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا : (الْمِرْفَقُ) : مَا يُرْتَفَقُ بِهِ; أَيْ: يُسْتَعَانُ بِهِ، يُقَالُ: [(مَرْفِقٌ) ، وَ (مِرْفَقٌ) فِي الْأَمْرِ وَالْيَدِ جَمِيعًا، أَجَازَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ، وَأَنْكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ كَسْرَ الْمِيمِ فِي الْيَدِ.
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ: فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ]: (مِرْفَقٌ) ، وَ (مَرْفِقٌ) ، وَ (مَرْفَقٌ) ; فَمَنْ قَالَ: (مِرْفَقٌ) ; جَعَلَهُ مَا يَنْتَقِلُ; مِثْلَ: (مِقْطَعٌ) ; وَمَنْ قَالَ: (مَرْفِقٌ) ; فَهُوَ كَـ (مَسْجِدٍ) ;
[ ص: 163 ] لِأَنَّهُ مِنْ (رَفَقَ يَرْفُقُ) ; كَـ (سَجَدَ يَسْجُدُ) ، وَمَنْ قَالَ: (مَرْفَقٌ) ; فَهُوَ (مَفْعَلٌ) مِنَ (الرِّفْقِ) .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ : (التَّزَاوُرُ) : الْمَيْلُ وَالِانْحِرَافُ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: {تَقْرِضُهُمْ} : تَتْرُكُهُمْ، وَحَكَاهُ
الْبَصْرِيُّونَ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ: تُحَاذِيهِمْ.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: أَصْلُهُ: مِنَ الْقَطْعِ; مِنْ قَوْلِكَ: (قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ) ; فَـ {تَقْرِضُهُمْ} مَعْنَاهُ: تَقْطَعُ مَوْضِعَهُمْ، وَتُجَاوِزُهُمْ.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: تُعْطِيهِمْ شَيْئًا مِنْ شُعَاعِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُهُ بِانْصِرَافِهَا; مِنْ قَرْضِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي تُرَدُّ.
وَ (الْفَجْوَةُ) : الْمُتَّسَعُ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ قَتَادَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=17فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ : فِي فَضَاءٍ مِنْهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ.
[ ص: 164 ] وَرُوِيَ: أَنَّ بَابَ الْكَهْفِ كَانَ مُحَاذِيًا لِبَنَاتِ نَعْشٍ.
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ: كَانَ كَهْفُهُمْ فِي الْقِبْلَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ كَانَتِ الشَّمْسُ تَطْلُعُ عَلَيْهِمْ وَتَغْرُبُ; لَاحْتَرَقُوا، وَلَوْلَا أَنَّهُمْ يُقَلَّبُونَ; لَأَكْلَتْهُمُ الْأَرْضُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا -فِيمَا رُوِيَ- مُفَتَّحِي الْأَعْيُنِ، وَقِيلَ: لِكَثْرَةِ تَقَلُّبِهِمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ : قَالَ أَبُو عِيَاضٍ: كَانَ لَهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ تَقْلِيبَتَانِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ : {وَكَلْبُهُمْ} : كَلْبٌ كَانَ مَعَهُمْ فِي قَوْلِ سَائِرِ الْمُفَسِّرِينَ، سِوَى قَوْلٍ شَاذٍّ: إِنَّهُ كَانَ إِنْسَانًا طَبَّاخًا لَهُمْ.
وَ (الْوَصِيدُ) فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُمَا: الْبَابُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: التُّرَابُ، وَقِيلَ: فِنَاءُ الْبَابِ، وَقِيلَ: الْعَتَبَةُ، يُقَالُ: (وَصِيدٌ) ، وَ (أَصِيدٌ) ، وَجَمْعُ (وَصَيْدٍ) : (وَصَائِدُ) ، وَ (وُصُدٌ) .
[ ص: 165 ] nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا : قِيلَ: لِمَا يُرَى مِنْ طُولِ أَظْفَارِهِمْ وَشُعُورِهِمْ، وَقِيلَ: لِلْهَيْبَةِ الَّتِي أُلْبِسُوهَا; يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ; فَلَمْ يُنْكِرُوا مِنْ أَحْوَالِهِمْ شَيْئًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=19وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ أَيْ: بَعَثْنَاهُمْ مِنْ نَوْمِهِمْ; لِيَسْأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَعْلَمُوا قُدْرَةَ اللَّهِ، وَيَزْدَادُوا بَصِيرَةً.