التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31يحلون فيها من أساور من ذهب : (الأساور) جمع (أسورة) ، و (أسورة) : جمع (سوار) ، و (سوار) .
[ ص: 184 ] قطرب: {أساور} : جمع (إسوار) على حذف الياء، والأصل: (أساوير) .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31من سندس وإستبرق : (السندس) : رقيق الديباج، واحده: (سندسة) ، و (الإستبرق) : الغليظ المحكم منه.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31متكئين فيها على الأرائك : وهي السرر في الحجال، الواحدة: (أريكة) ، وقيل: هي الفرش في الحجال.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر.
وروي: أن
nindex.php?page=treesubj&link=32110المضروب بهما المثل كانا أخوين من بني إسرائيل، ورثا مالا، فاقتسما، فأنفق أحدهما نصيبه في طاعة الله تعالى، وكان مؤمنا، واكتسب الآخر بنصيبه الجنتين المذكورتين، وكان كافرا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كلتا الجنتين آتت أكلها : جاء {آتت} ; لأن {كلتا} بمعنى: (كل) ، ويجوز (آتتا) ، و (آتى) على الحمل على المعنى.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33ولم تظلم منه شيئا أي: لم تنقص.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وكان له ثمر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: يعني: صنوف الأموال.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: يعني: الذهب والفضة.
و[(الثمر: جمع (ثمار) ، و (ثمر) ، أو يكون واحدا; كـ (عنق) ، و (الثمر) :
[ ص: 185 ] مخفف منه، و (الثمر) : جمع] (ثمرة) .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وأعز نفرا أي: رجالا وأنصارا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وهو ظالم لنفسه أي: بكفره.
وقوله إخبارا عن الكافر:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وما أظن الساعة قائمة قال ذلك شاكا في البعث، ثم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ، قياسا على ما أعطيه في الدنيا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أكفرت بالذي خلقك من تراب يعني: خلق أباك.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37ثم سواك رجلا أي أكمل خلقك، ولم يجعلك امرأة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لكنا هو الله ربي أي: لكن أنا أقول: هو الله ربي.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39قلت ما شاء الله أي: ما شاء الله كان، أو نحوه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40ويرسل عليها حسبانا من السماء أي: عذابا.
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: (الحسبان) : الحساب، فالمعنى: عذاب حساب بما قدمت يداك.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: (الحسبان) : المرامي، وأصلها: السهام التي يرمى بها
[ ص: 186 ] بمجار في طلق واحد.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فتصبح صعيدا زلقا : تقدم القول في (الصعيد) . و (الزلق) : الذي تزل عنه الأقدام، والمعنى: تصبح لا نبات فيها.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أو يصبح ماؤها غورا أي: غائرا، والتقدير: ذا غور، فوضع المصدر في موضع اسم الفاعل، للمبالغة في الصفة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41فلن تستطيع له طلبا أي: لم يبق له أثر فيطلب.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط بثمره أي: أهلك ثمره.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فأصبح يقلب كفيه : العرب تستعمل هذا في كل نادم.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42على ما أنفق فيها أي: في الجنة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا : هذا قوله في الآخرة.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله : قيل: من هلاك جنته، وقيل: من العذاب.
[ ص: 187 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هنالك الولاية لله الحق أي: في ذلك الموطن الولاية لله وحده، لا يملكها سواه فحينئذ يؤمنون بالله وحده، ويتبرؤون مما سواه.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44وخير عقبا أي: عاقبة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45فأصبح هشيما تذروه الرياح : (الهشيم) ما جف وتفتت من النبات،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45تذروه الرياح : تطيره.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أنها الطاعات، كالصلاة والصيام، وشبههما، وعنه أيضا: أنها الصلوات الخمس، وعنه أيضا: أنها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وروي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان، وزاد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وخير أملا يعني: ما يؤمل.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وترى الأرض بارزة أي قد اجتثت ثمارها، وقلعت جبالها، وهدم بنيانها، فهي ظاهرة، وقيل: معنى {بارزة} : قد أبرز من فيها من الموتى، فالمعنى: ذات بروز، على النسب.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47فلم نغادر منهم أحدا أي: لم نترك.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وعرضوا على ربك صفا أي: في صعيد واحد، لا يسترهم شيء.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة أي: يقال لهم ذلك، ومعناه:
[ ص: 188 ] بعثناكم كما خلقناكم أول مرة.
وقيل: معناه عراة حفاة غرلا، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا يعني:
nindex.php?page=treesubj&link=28760إنكارهم البعث. nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ووضع الكتاب يعني: كتاب الخلائق.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ويقولون يا ويلتنا : هذا مستعمل لكل من وقع في هلكة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها قيل: (الكبيرة) : الشرك، و (الصغيرة) : ما دونه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ولا يظلم ربك أحدا أي: لا يأخذ أحدا إلا بذنوبه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50ففسق عن أمر ربه أي: خرج، وتقدم خبر إبليس، وقيل: المعنى: فكان فسقه عن أمر ربه إذ عصاه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وهم لكم عدو أي أعداء.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بئس للظالمين بدلا أي: بئس ما استبدلوه من طاعة الله عز وجل بطاعة إبليس.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم أي: لم أحضرهم ذلك، فأستعين بهم فيه، وقيل: المعنى: لم يكونوا موجودين حينئذ.
[ ص: 189 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وما كنت متخذ المضلين عضدا أي أعوانا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وجعلنا بينهم موبقا أي: مهلكا، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: عداوة.
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك: nindex.php?page=treesubj&link=30434 (موبق) : واد في جهنم من قيح ودم، قال غيره: يحجز بين أهل النار وبين المؤمنين.
عكرمة: هو نهر من نار يسيل في جهنم، على حافتيه حيات مثل البغال الدهم، إذا ثارت إليهم لتأخذهم، اقتحموا في النار.
أبو عبيدة: {موبقا} موعدا.
ومن قال: معناه: مهلكا، فـ (بين) عنده اسم، والمعنى: وجعلنا تواصلهم مهلكا لهم في الآخرة، وهو على الأقوال الأخر ظرف، [ويجوز إذا جعل معناه عداوة أن يكون اسما].
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53فظنوا أنهم مواقعوها أي: أيقنوا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ولم يجدوا عنها مصرفا أي: معدلا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وكان الإنسان أكثر شيء جدلا : يريد: الكفار، فهو كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إن الإنسان لظلوم كفار [إبراهيم: 34] وقيل: هو عام.
[ ص: 190 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الآية: أي: ما منعهم من الإيمان إلا طلب إتيان سنة الأولين، وهي معاينة العذاب، وذلك كقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم [الأنفال: 32].
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55أو يأتيهم العذاب قبلا أي فجأة، وقيل: عيانا، وقيل: مقابلة، وقد تقدم القول فيه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا : هذا فيمن سبق في علم الله أنه يموت كافرا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لن يجدوا من دونه موئلا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره: أي ملجأ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: (الموئل) : المحرز.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: المنجى، كقولهم: (لا وألت نفسه) أي لا نجت.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وجعلنا لمهلكهم موعدا أي: لإهلاكهم، أو لوقت إهلاكهم، ومن فتح الميم واللام، فالمعنى: لهلاكهم، [فهو مصدر من (هلك) ، مثل: (المضرب) ، وكذلك هو فيمن فتح الميم وكسر اللام، فهو كـ (المرجع) ، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إليه مرجعكم [يونس: 4] والمصدر في القراءة الأولى مضاف إلى المفعول، وفي القراءتين الأخريين مضاف إلى الفاعل، لأن (هلك) لا يتعدى، وقد حكي
[ ص: 191 ] تعديه، مثل: (رجع ورجعته) ، فيكون المصدر على هذا مضافا إلى مفعول; كالقراءة الأولى].
وقوله: {موعدا} معناه: أجلا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وغيره.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ : (الْأَسَاوِرُ) جَمْعُ (أَسْوِرَةٍ) ، وَ (أَسْوِرَةُ) : جَمْعُ (سِوَارٍ) ، وَ (سُوَارٍ) .
[ ص: 184 ] قُطْرُبٌ: {أَسَاوِرَ} : جَمْعُ (إِسْوَارٍ) عَلَى حَذْفِ الْيَاءِ، وَالْأَصْلُ: (أَسَاوِيرُ) .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ : (السُّنْدُسُ) : رَقِيقُ الدِّيبَاجِ، وَاحِدُهُ: (سُنْدُسَةٍ) ، وَ (الْإِسْتَبْرَقُ) : الْغَلِيظُ الْمُحْكَمُ مِنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=31مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ : وَهِيَ السُّرُرُ فِي الْحِجَالِ، الْوَاحِدَةُ: (أَرِيكَةٌ) ، وَقِيلَ: هِيَ الْفُرُشُ فِي الْحِجَالِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ : هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ.
وَرُوِيَ: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32110الْمَضْرُوبَ بِهِمَا الْمَثَلُ كَانَا أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَرِثَا مَالًا، فَاقْتَسَمَا، فَأَنْفَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ مُؤْمِنًا، وَاكْتَسَبَ الْآخَرُ بِنَصِيبِهِ الْجَنَّتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ، وَكَانَ كَافِرًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا : جَاءَ {آتَتْ} ; لِأَنَّ {كِلْتَا} بِمَعْنَى: (كُلٌّ) ، وَيَجُوزُ (آتَتَا) ، وَ (آتَى) عَلَى الْحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=33وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا أَيْ: لَمْ تَنْقُصْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ: يَعْنِي: صُنُوفَ الْأَمْوَالِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: يَعْنِي: الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ.
وَ[(الثَّمَرُ: جَمْعُ (ثِمَارٍ) ، وَ (ثَمَرٍ) ، أَوْ يَكُونُ وَاحِدًا; كَـ (عُنُقٍ) ، وَ (الثُّمْرُ) :
[ ص: 185 ] مُخَفَّفٌ مِنْهُ، وَ (الثَّمَرُ) : جَمْعُ] (ثَمَرَةٍ) .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=34وَأَعَزُّ نَفَرًا أَيْ: رِجَالًا وَأَنْصَارًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=35وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ أَيْ: بِكُفْرِهِ.
وَقَوْلُهُ إِخْبَارًا عَنِ الْكَافِرِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً قَالَ ذَلِكَ شَاكًّا فِي الْبَعْثِ، ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=36وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ، قِيَاسًا عَلَى مَا أُعْطِيَهُ فِي الدُّنْيَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ يَعْنِي: خَلَقَ أَبَاكَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=37ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا أَيْ أَكْمَلَ خَلْقَكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ امْرَأَةً.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=38لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي أَيْ: لَكِنْ أَنَا أَقُولُ: هُوَ اللَّهُ رَبِّي.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=39قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَيْ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، أَوْ نَحْوَهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ أَيْ: عَذَابًا.
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: (الْحُسْبَانُ) : الْحِسَابُ، فَالْمَعْنَى: عَذَابُ حِسَابٍ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْحُسْبَانُ) : الْمَرَامِي، وَأَصْلُهَا: السِّهَامُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا
[ ص: 186 ] بِمَجَارٍ فِي طَلْقٍ وَاحِدٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=40فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا : تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي (الصَّعِيدِ) . وَ (الزَّلَقُ) : الَّذِي تَزِلُّ عَنْهُ الْأَقْدَامُ، وَالْمَعْنَى: تُصْبِحُ لَا نَبَاتَ فِيهَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا أَيْ: غَائِرًا، وَالتَّقْدِيرُ: ذَا غَوْرٍ، فَوَضَعَ الْمَصْدَرَ فِي مَوْضِعِ اسْمِ الْفَاعِلِ، لِلْمُبَالَغَةِ فِي الصِّفَةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=41فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا أَيْ: لَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ فَيُطْلَبُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ أَيْ: أُهْلِكَ ثَمَرُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ : الْعَرَبُ تَسْتَعْمِلُ هَذَا فِي كُلِّ نَادِمٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا أَيْ: فِي الْجَنَّةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا : هَذَا قَوْلُهُ فِي الْآخِرَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=43وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ : قِيلَ: مِنْ هَلَاكِ جَنَّتِهِ، وَقِيلَ: مِنَ الْعَذَابِ.
[ ص: 187 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ أَيْ: فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، لَا يَمْلِكُهَا سِوَاهُ فَحِينَئِذٍ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَيَتَبَرَّؤُونَ مِمَّا سِوَاهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=44وَخَيْرٌ عُقْبًا أَيْ: عَاقِبَةً.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ : (الْهَشِيمُ) مَا جَفَّ وَتَفَتَّتَ مِنَ النَّبَاتِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=45تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ : تُطَيِّرُهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا الطَّاعَاتُ، كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَشِبْهِهِمَا، وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهَا الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَعَنْهُ أَيْضًا: أَنَّهَا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ، وَزَادَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَخَيْرٌ أَمَلا يَعْنِي: مَا يُؤْمَلُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً أَيْ قَدِ اجْتُثَّتْ ثِمَارُهَا، وَقُلِعَتْ جِبَالُهَا، وَهُدِمَ بُنْيَانُهَا، فَهِيَ ظَاهِرَةٌ، وَقِيلَ: مَعْنَى {بَارِزَةً} : قَدْ أُبْرِزَ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى، فَالْمَعْنَى: ذَاتُ بُرُوزٍ، عَلَى النَّسَبِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا أَيْ: لَمْ نَتْرُكْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا أَيْ: فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، لَا يَسْتُرُهُمْ شَيْءٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَيْ: يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَعْنَاهُ:
[ ص: 188 ] بَعَثْنَاكُمْ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=48بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا يَعْنِي:
nindex.php?page=treesubj&link=28760إِنْكَارَهُمُ الْبَعْثَ. nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَوُضِعَ الْكِتَابُ يَعْنِي: كِتَابَ الْخَلَائِقِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا : هَذَا مُسْتَعْمَلٌ لِكُلِّ مَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَةٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا قِيلَ: (الْكَبِيرَةُ) : الشِّرْكُ، وَ (الصَّغِيرَةُ) : مَا دُونَهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا أَيْ: لَا يَأْخُذُ أَحَدًا إِلَّا بِذُنُوبِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَيْ: خَرَجَ، وَتَقَدَّمَ خَبَرُ إِبْلِيسَ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: فَكَانَ فِسْقُهُ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ إِذْ عَصَاهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ أَيْ أَعْدَاءٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=50بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا أَيْ: بِئْسَ مَا اسْتَبْدَلُوهُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِطَاعَةِ إِبْلِيسَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ أَيْ: لَمْ أُحْضِرْهُمْ ذَلِكَ، فَأَسْتَعِينُ بِهِمْ فِيهِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: لَمْ يَكُونُوا مَوْجُودِينَ حِينَئِذٍ.
[ ص: 189 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=51وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا أَيْ أَعْوَانًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=52وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا أَيْ: مَهْلِكًا، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: عَدَاوَةً.
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: nindex.php?page=treesubj&link=30434 (مَوْبِقٌ) : وَادٍ فِي جَهَنَّمَ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ، قَالَ غَيْرُهُ: يَحْجِزُ بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ.
عِكْرِمَةُ: هُوَ نَهْرٌ مِنْ نَارٍ يَسِيلُ فِي جَهَنَّمَ، عَلَى حَافَتَيْهِ حَيَّاتٌ مِثْلُ الْبِغَالِ الدُّهْمِ، إِذَا ثَارَتْ إِلَيْهِمْ لِتَأْخُذَهُمُ، اقْتَحَمُوا فِي النَّارِ.
أَبُو عُبَيْدَةَ: {مَوْبِقًا} مَوْعِدًا.
وَمِنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: مَهْلِكًا، فَـ (بَيْنَ) عِنْدَهُ اسْمٌ، وَالْمَعْنَى: وَجَعَلْنَا تَوَاصُلَهُمْ مَهْلِكًا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ عَلَى الْأَقْوَالِ الْأُخَرِ ظَرْفٌ، [وَيَجُوزُ إِذَا جُعِلَ مَعْنَاهُ عَدَاوَةً أَنْ يَكُونَ اسْمًا].
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا أَيْ: أَيْقَنُوا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا أَيْ: مَعْدِلًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=54وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا : يُرِيدُ: الْكَفَّارَ، فَهُوَ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إِبْرَاهِيمَ: 34] وَقِيلَ: هُوَ عَامٌّ.
[ ص: 190 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى الْآيَةَ: أَيْ: مَا مَنَعَهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا طَلَبَ إِتْيَانِ سُنَّةِ الْأَوَّلِينَ، وَهِيَ مُعَايَنَةُ الْعَذَابِ، وَذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الْأَنْفَالِ: 32].
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=55أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا أَيْ فَجْأَةً، وَقِيلَ: عِيَانًا، وَقِيلَ: مُقَابَلَةً، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا : هَذَا فِيمَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ يَمُوتُ كَافِرًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=58لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ: أَيْ مَلْجَأً.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: (الْمَوْئِلُ) : الْمَحْرِزُ.
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: الْمَنْجَى، كَقَوْلِهِمْ: (لَا وَأَلَتْ نَفْسُهُ) أَيْ لَا نَجَتْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=59وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا أَيْ: لِإِهْلَاكِهِمْ، أَوْ لِوَقْتِ إِهْلَاكِهِمْ، وَمَنْ فَتَحَ الْمِيمَ وَاللَّامَ، فَالْمَعْنَى: لِهَلَاكِهِمْ، [فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ (هَلَكَ) ، مِثْلُ: (الْمَضْرَبِ) ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِيمَنْ فَتَحَ الْمِيمَ وَكَسَرَ اللَّامَ، فَهُوَ كَـ (الْمَرْجِعِ) ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=4إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ [يُونُسَ: 4] وَالْمَصْدَرُ فِي الْقِرَاءَةِ الْأُولَى مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ، وَفِي الْقِرَاءَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ، لِأَنَّ (هَلَكَ) لَا يَتَعَدَّى، وَقَدْ حُكِيَ
[ ص: 191 ] تَعَدِّيهِ، مِثْلُ: (رَجَعَ وَرَجَعْتُهُ) ، فَيَكُونُ الْمَصْدَرُ عَلَى هَذَا مُضَافًا إِلَى مَفْعُولٍ; كَالْقِرَاءَةِ الْأُولَى].
وَقَوْلُهُ: {مَوْعِدًا} مَعْنَاهُ: أَجَلًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، وَغَيْرِهِ.