التفسير :
تقدم القول في {كهيعص} .
وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذكر رحمت ربك عبده زكريا أي : هذا الذي يتلى عليك ذكر رحمة ربك عبده
زكريا ؛ والمعنى ذكر ربك عبده
زكريا رحمة منه ، ففيه تقديم وتأخير ؛
[ ص: 239 ] لما كان سبب ذكر
زكريا الرحمة من الله تعالى ؛ أضيف الذكر إلى الرحمة ؛ لأنه من أجلها كان .
الفراء : {ذكر} : مرفوع بـ {كهيعص} .
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : التقدير : وفيما يتلى عليك ذكر رحمة ربك عبده
زكريا .
ومن قرأ : {ذكر رحمة ربك} ؛ ففاعل {ذكر} ضمير ما تقدم ؛ كأنه قال : هذا القرآن يذكر رحمة ربك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إذ نادى ربه نداء خفيا : قيل : أخفى دعاءه كراهية الرياء .
وتقدم القول في (الوهن ) .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4واشتعل الرأس شيبا : هذا من أحسن
nindex.php?page=treesubj&link=34077الاستعارة في كلام العرب ، و (الاشتعال ) : انتشار شعاع النار ، شبه به انتشار الشيب في الرأس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4ولم أكن بدعائك رب شقيا أي : لم أكن إذ دعوتك مخيبا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وإني خفت الموالي من ورائي يعني : العصبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، وغيرهما .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : يعني : بني العم .
[ ص: 240 ] وقيل : إنما خاف أن تنقطع النبوة من نسله ، وتصير في عصبة في غير ولد
يعقوب ،
وزكريا من ولد
يعقوب .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5من ورائي : من قدامي ، وقيل : من بعد موتي .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ويرث من آل يعقوب أي : يكون نبيا كما كانوا أنبياء .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : يرث مالي ، ويرث من
آل يعقوب النبوة .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : المعنى : يرث علمه ، وكان
زكريا من
آل يعقوب .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يرث نبوته ، ويرث نبوة
آل يعقوب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يا زكريا إنا نبشرك بغلام أي : فنودي : يا
زكريا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لم نجعل له من قبل سميا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لم تلد العواقر مثله .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : لم نجعل له مثلا ، وقيل : لم يسم أحد قبله باسمه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، وغيرهما .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وقد بلغت من الكبر عتيا يعني : النهاية في الكبر ، واليبس ، والجفاف ، ومثله : العسي .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : كان قد بلغ بضعا وسبعين سنة .
[ ص: 241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قال كذلك قال ربك أي : الأمر كما قيل لك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا أي : لم تك شيئا موجودا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا أي : وأنت مع ذلك سوي ، وقيل : المعنى : ثلاث ليال متتابعات ؛ فيكون {سويا} من نعت (الليالي ) ، وهو على القول الأول من نعت المخاطب ، وتقديره التقديم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا أي : أومأ إليهم بذلك .
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : كتب لهم .
ومعنى {سبحوا} : صلوا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، وقيل ، أمرهم بالتسبيح طرفي النهار .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12يا يحيى : [أي : قلنا له : يا يحيى ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12خذ الكتاب بقوة أي : بجد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وآتيناه الحكم صبيا أي : الفهم لكتاب الله تعالى ، قاله أكثر المفسرين .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078معمر : قال الصبيان ليحيى : تعال حتى نلعب ؛ فقال : ما للعب خلقنا ، فذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وآتيناه الحكم صبيا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=13وحنانا من لدنا : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره ، المعنى : ورحمة من عندنا .
[ ص: 242 ] nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : أي نعمة من عندنا ، لا يملك أحد إعطاءها غيرنا .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة : المعنى : ومحبة من عندنا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وتعطفا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، وتعظيما .
وقيل : المعنى : آتيناه رحمة بالعباد ، وتحننا عليهم ؛ ليخلصهم من الكفر إلى الإيمان .
وأصل (الحنان ) في اللغة : الرحمة ؛ من (حنين الناقة على ولدها ) .
وقوله : {وزكاة} : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، وغيرهما : أي : وعملا صالحا زكيا .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى : وزكاة لمن قبل عنه حتى يكونوا أزكياء .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : (الزكاة ) : الصدقة .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : طهر فلم يعمل بذنب ، فهو الزكاة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15وسلام عليه يوم ولد أي : أمان من الشيطان حين ولد ، فلم يذنب في الدنيا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15ويوم يموت} يعني : فتاني القبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15ويوم يبعث حيا يعني : الفزع الأكبر ، وعذاب الآخرة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا معنى {انتبذت} : تنحت ، وتباعدت .
[ ص: 243 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16مكانا شرقيا أي : موضعا من جهة المشرق ، وقيل : إنها اعتزلت فيه ؛ لتغتسل من الحيض ، وقيل : لتخلو بالعبادة ، وقيل : إنما اعتزلت في شرقي المحراب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17 {فاتخذت من دونهم حجابا : قال :
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أي حجابا من الشمس ، أظلها الله بها ، وجعل لها منها حجابا يسترها من الناس .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : حجابا من الجدران .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فأرسلنا إليها روحنا يعني :
جبريل عليه السلام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، وغيرهما .
وقيل : هو
عيسى عليه السلام ، بعث إلى
مريم ، فدخل فيها ؛ فيكون معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فتمثل لها : فتمثل فيها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا : هذا يدل على أنه تمثل بها شخصا تراه ؛ والمعنى : إن كنت تقيا ؛ فستتعظ بتعويذي بالله منك ؛ فـ {إن} - على هذا - للشرط ، وقيل : هي نفي بمعنى : (ما ) ؛ والمعنى : ما كنت تقيا .
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : تعني بقولها :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إن كنت تقيا : إنسانا كان معروفا بالشر عندهم ، اسمه : (تقي ) ؛ فـ {إن} : للشرط .
[ ص: 244 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19لأهب لك غلاما زكيا : من قرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19لأهب لك ؛ [فالمعنى : لأهب لك ] بأمر الله ، ومن قرأ : {لأهب لك} ؛ فالمعنى : ليهب لك ربك ، ويجوز أن يكون {لأهب} مخففا من {لأهب} .
ومعنى (زكي ) : تام على الخير والبركة ، وقيل (الزكي ) : الطاهر من الذنوب .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20ولم أك بغيا أي : زانية ؛ والمعنى : طالبة للزنا .
قال
وهب : نفخ
جبريل في جيب درعها ، فوصلت النفخة إلى الرحم .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : نفخ في جيب درعها ، فدخلت النفخة صدرها .
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير : نفخ في جيب درعها وفي رحمها .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=21 {هو علي هين : سهل بغير مشقة ولا كلفة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=22فانتبذت به مكانا قصيا : أي : بعيدا ، يروى : أنه
بيت لحم أقصى الوادي ، ويروى : أنها ذهبت لما حملت إلى أدنى
أرض مصر ، وأقصى
أرض الشام ؛ فرارا من أهلها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة أي : جاء بها : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهما ، ألجأها ، و {المخاض} : الحمل .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23قالت يا ليتني مت قبل هذا أي : قالت ذلك في حال الطلق ؛
nindex.php?page=treesubj&link=31979_19525استحياء من الناس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
[ ص: 245 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23وكنت نسيا منسيا : (النسي ) : الشيء المتروك حتى ينسى .
وقيل : الشيء الحقير الذي لا يعبأ به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة : يعني : حيضة ملقاة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : حملت به وولدته في ساعة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : حملت به ستة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وذلك آية له ؛ لأنه لا يولد مولود لثمانية أشهر فيعيش ، وكذلك لا يولد أيضا لستة أشهر فيعيش .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة : دليل على طول مكثه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24فناداها من تحتها ألا تحزني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : ناداها
جبريل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، وغيرهما : ناداها
عيسى ؛ فإن كان
جبريل ؛ فالمعنى : من مكان تحت المكان الذي هي فيه ، وإن كان
عيسى ؛ فالمعنى : من تحت ثيابها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24قد جعل ربك تحتك سريا : قال :
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب : (السري ) : الجدول ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : النهر الصغير ، والقولان سواء ، وسمي النهر الصغير {سريا} ؛ لأنه يسري بجريانه ؛ ولذلك قيل له أيضا : (جدول ) ؛ لشدة جريه .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : (السري ) : النهر بالسريانية ، وقيل : بالنبطية .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد : (السري ) :
عيسى عليه السلام ؛ والمعنى : قد جعل ربك تحتك شخصا سريا .
[ ص: 246 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=25وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا : (الباء ) في
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=25 {بجذع النخلة : زائدة ، و (الجني ) : ما أخذ من الثمرة الطرية ، وروي : أنه كان جذعا يابسا بغير رأس ، وكان شتاء ، فأنبت الله تعالى له رأسا ، وجعل فيه رطبا .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26وقري عينا أي : لتبرد عينك برد سرور ؛ أي : لم تسخن بخروج الدمع ، يقال في لغة قريش : (قررت به عينا ، أقر قرورا ) ، و (قررت بالمكان ، أقر قرارا ) ،
وأهل نجد يقولون : (قررت ) في العين والمكان .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فقولي إني نذرت للرحمن صوما} أي : صمتا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : صوما عن الطعام ، والشراب ، والكلام .
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إنما أمرت بذلك ؛ لينطق ولدها بما يبرئ به ساحتها .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كان من صام في ذلك الزمان لا يكلم الناس .
ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فقولي إني نذرت للرحمن صوما : أشيري إليهم بذلك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27لقد جئت شيئا فريا أي : عظيما ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
nindex.php?page=showalam&ids=13674سعيد بن مسعدة : مختلقا مفتعلا .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : عجيبا .
وقيل : المعنى : بديعا ، لم تسبقي إليه ، قاله
قطرب ، وقال : زعم
أبو حيوة أن (الفري ) : الجديد من الأسقية .
[ ص: 247 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28يا أخت هارون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هو
هارون أخو
موسى عليه السلام ، نسبت إليه ؛ لأنها من ولده ، [كما يقال : (يا أخا بني تميم ) ] .
وقيل : هو رجل صالح من بني إسرائيل ، شبهت به في صلاحه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير : كان
هارون رجلا فاسقا ، فنسبوها إليه قبل أن يعرفوا براءتها .
وقال بعض المفسرين : كان لها أخ صالح يسمى
هارون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28 {وما كانت أمك بغيا أي : فاجرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فأشارت إليه أي : أشارت إلى
عيسى أن كلموه ، فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29كيف نكلم من كان في المهد صبيا : دخلت {كان} زائدة مؤكدة ، وقيل : هي بمعنى : (وقع ) ، و (خلق ) .
وقيل : في الكلام معنى الشرط ؛ والمعنى : من كان في المهد صبيا ؛ فكيف نكلمه ؟ و {المهد} : يراد به : حجر مريم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30قال إني عبد الله آتاني الكتاب أي : قضى أن يؤتينيه ، وكذلك معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30وجعلني نبيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وجعلني مباركا ، وما عطف عليه .
ومعنى {مباركا} : ثابتا على ديني ؛ من قولهم : (برك البعير ) ؛ إذا ثبت في الأرض ، وقيل : يعني : ما أتاهم به من البركات .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وأوصاني بالصلاة والزكاة أي : بالصلاة والطهارة ، وقيل : يعني
[ ص: 248 ] به : زكاة المال .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34ذلك عيسى ابن مريم قول الحق أي : ذلك الذي قال هذا
عيسى ابن مريم .
و {يمترون} معناه : يشكون .
التَّفْسِيرُ :
تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي {كَهَيَعَصَ} .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=2ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا أَيْ : هَذَا الَّذِي يُتْلَى عَلَيْكَ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا ؛ وَالْمَعْنَى ذِكْرُ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا رَحْمَةً مِنْهُ ، فَفِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ؛
[ ص: 239 ] لَمَّا كَانَ سَبَبُ ذِكْرِ
زَكَرِيَّا الرَّحْمَةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ؛ أُضِيفَ الذِّكْرُ إِلَى الرَّحْمَةِ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَجْلِهَا كَانَ .
الْفَرَّاءُ : {ذِكْرُ} : مَرْفُوعٌ بِـ {كَهَيَعَصَ} .
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ : التَّقْدِيرُ : وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكَ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا .
وَمَنْ قَرَأَ : {ذَكَّرَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} ؛ فَفَاعِلُ {ذَكَّرُ} ضَمِيرُ مَا تَقَدَّمَ ؛ كَأَنَّهُ قَالَ : هَذَا الْقُرْآنُ يُذَكِّرُ رَحْمَةَ رَبِّكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا : قِيلَ : أَخْفَى دُعَاءَهُ كَرَاهِيَةَ الرِّيَاءِ .
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي (الْوَهْنِ ) .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا : هَذَا مِنْ أَحْسَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=34077الِاسْتِعَارَةِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَ (الِاشْتِعَالُ ) : انْتِشَارُ شُعَاعِ النَّارِ ، شَبَّهَ بِهِ انْتِشَارَ الشَّيْبِ فِي الرَّأْسِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=4وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا أَيْ : لَمْ أَكُنْ إِذْ دَعَوْتُكَ مُخَيَّبًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي يَعْنِي : الْعُصْبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ ، وَغَيْرِهِمَا .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : يَعْنِي : بَنِي الْعَمِّ .
[ ص: 240 ] وَقِيلَ : إِنَّمَا خَافَ أَنْ تَنْقَطِعَ النُّبُوَّةُ مِنْ نَسْلِهِ ، وَتَصِيرَ فِي عُصْبَةٍ فِي غَيْرِ وَلَدِ
يَعْقُوبَ ،
وَزَكَرِيَّا مِنْ وَلَدِ
يَعْقُوبَ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5مِنْ وَرَائِي : مِنْ قُدَّامِي ، وَقِيلَ : مِنْ بَعْدِ مَوْتِي .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ أَيْ : يَكُونُ نَبِيًّا كَمَا كَانُوا أَنْبِيَاءَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : يَرِثُ مَالِيَ ، وَيَرِثُ مِنْ
آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى : يَرِثُ عِلْمَهُ ، وَكَانَ
زَكَرِيَّا مِنْ
آلِ يَعْقُوبَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : يَرِثُ نُبُوَّتَهُ ، وَيَرِثُ نُبُوَّةَ
آلِ يَعْقُوبَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ أَيْ : فَنُودِيَ : يَا
زَكَرِيَّا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=7لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ تَلِدِ الْعَوَاقِرُ مِثْلَهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِثْلًا ، وَقِيلَ : لَمْ يُسَمَّ أَحَدٌ قَبْلَهُ بِاسْمِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَغَيْرِهِمَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=8وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا يَعْنِي : النِّهَايَةَ فِي الْكِبَرِ ، وَالْيُبْسِ ، وَالْجَفَافِ ، وَمِثْلُهُ : الْعُسِيُّ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : كَانَ قَدْ بَلَغَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً .
[ ص: 241 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ أَيِ : الْأَمْرُ كَمَا قِيلَ لَكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=9وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا أَيْ : لَمْ تَكُ شَيْئًا مَوْجُودًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=10قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا أَيْ : وَأَنْتَ مَعَ ذَلِكَ سَوِيٌّ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَتَابِعَاتٍ ؛ فَيَكُونُ {سَوِيًّا} مِنْ نَعْتِ (اللَّيَالِي ) ، وَهُوَ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ مِنْ نَعْتِ الْمُخَاطَبُ ، وَتَقْدِيرُهُ التَّقْدِيمُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=11فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا أَيْ : أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : كَتَبَ لَهُمْ .
وَمَعْنَى {سَبِّحُوا} : صَلُّوا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ ، وَقِيلَ ، أَمَرَهُمْ بِالتَّسْبِيحِ طَرَفَيِ النَّهَارِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12يَا يَحْيَى : [أَيْ : قُلْنَا لَهُ : يَا يَحْيَى ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ أَيْ : بِجِدٍّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا أَيِ : الْفَهْمَ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَهُ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078مَعْمَرٌ : قَالَ الصِّبْيَانُ لِيَحْيَى : تَعَالَ حَتَّى نَلْعَبَ ؛ فَقَالَ : مَا لِلَّعِبِ خُلِقْنَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=12وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=13وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ ، الْمَعْنَى : وَرَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا .
[ ص: 242 ] nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : أَيْ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ، لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ إِعْطَاءَهَا غَيْرُنَا .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ : الْمَعْنَى : وَمَحَبَّةً مِنْ عِنْدِنَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ، وَتَعَطُّفًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ ، وَتَعْظِيمًا .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : آتَيْنَاهُ رَحْمَةً بِالْعِبَادِ ، وَتَحَنُّنًا عَلَيْهِمْ ؛ لِيُخَلِّصَهُمْ مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِيمَانِ .
وَأَصْلُ (الْحَنَانِ ) فِي اللُّغَةِ : الرَّحْمَةُ ؛ مِنْ (حَنِينِ النَّاقَةِ عَلَى وَلَدِهَا ) .
وَقَوْلُهُ : {وَزَكَاةً} : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ، وَغَيْرُهُمَا : أَيْ : وَعَمَلًا صَالِحًا زَكِيًّا .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : الْمَعْنَى : وَزَكَاةً لِمَنْ قَبِلَ عَنْهُ حَتَّى يَكُونُوا أَزْكِيَاءَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : (الزَّكَاةُ ) : الصَّدَقَةُ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : طُهِّرَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِذَنْبٍ ، فَهُوَ الزَّكَاةُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ أَيْ : أَمَانٌ مِنَ الشَّيْطَانِ حِينَ وُلِدَ ، فَلَمْ يُذْنِبْ فِي الدُّنْيَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15وَيَوْمَ يَمُوتُ} يَعْنِي : فَتَّانِي الْقَبْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=15وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا يَعْنِي : الْفَزَعَ الْأَكْبَرَ ، وَعَذَابَ الْآخِرَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا مَعْنَى {انْتَبَذَتْ} : تَنَحَّتْ ، وَتَبَاعَدَتْ .
[ ص: 243 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=16مَكَانًا شَرْقِيًّا أَيْ : مَوْضِعًا مِنْ جِهَةِ الْمَشْرِقِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا اعْتَزَلَتْ فِيهِ ؛ لِتَغْتَسِلَ مِنَ الْحَيْضِ ، وَقِيلَ : لِتَخْلُوَ بِالْعِبَادَةِ ، وَقِيلَ : إِنَّمَا اعْتَزَلَتْ فِي شَرْقِيِّ الْمِحْرَابِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17 {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا : قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ حِجَابًا مِنَ الشَّمْسِ ، أَظَلَّهَا اللَّهُ بِهَا ، وَجَعَلَ لَهَا مِنْهَا حِجَابًا يَسْتُرُهَا مِنَ النَّاسِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : حِجَابًا مِنَ الْجُدْرَانِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا يَعْنِي :
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ ، وَغَيْرِهِمَا .
وَقِيلَ : هُوَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، بُعِثَ إِلَى
مَرْيَمَ ، فَدَخَلَ فِيهَا ؛ فَيَكُونُ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَتَمَثَّلَ لَهَا : فَتَمَثَّلَ فِيهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا : هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَمَثَّلَ بِهَا شَخْصًا تَرَاهُ ؛ وَالْمَعْنَى : إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ؛ فَسَتَتَّعِظُ بِتَعْوِيذِي بِاللَّهِ مِنْكَ ؛ فَـ {إِنْ} - عَلَى هَذَا - لِلشَّرْطِ ، وَقِيلَ : هِيَ نَفْيٌ بِمَعْنَى : (مَا ) ؛ وَالْمَعْنَى : مَا كُنْتَ تَقِيًّا .
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ : تَعْنِي بِقَوْلِهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا : إِنْسَانًا كَانَ مَعْرُوفًا بِالشَّرِّ عِنْدَهُمْ ، اسْمُهُ : (تَقِيٌّ ) ؛ فَـ {إِنْ} : لِلشَّرْطِ .
[ ص: 244 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا : مَنْ قَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19لأَهَبَ لَكِ ؛ [فَالْمَعْنَى : لِأَهَبَ لَكِ ] بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَمَنْ قَرَأَ : {لِأَهَبَ لَكِ} ؛ فَالْمَعْنَى : لِيَهَبَ لَكِ رَبُّكِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {لِأَهَبَ} مُخَفَّفًا مِنْ {لِأَهَبَ} .
وَمَعْنَى (زَكِيٍّ ) : تَامٌّ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ ، وَقِيلَ (الزَّكِيُّ ) : الطَّاهِرُ مِنَ الذُّنُوبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا أَيْ : زَانِيَةً ؛ وَالْمَعْنَى : طَالِبَةً لِلزِّنَا .
قَالَ
وَهْبٌ : نَفَخَ
جِبْرِيلُ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا ، فَوَصَلَتِ النَّفْخَةُ إِلَى الرَّحِمِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدَّيُّ : نَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا ، فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ صَدْرَهَا .
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ : نَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا وَفِي رَحِمِهَا .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=21 {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ : سَهْلٌ بِغَيْرِ مَشَقَّةٍ وَلَا كُلْفَةٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=22فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا : أَيْ : بَعِيدًا ، يُرْوَى : أَنَّهُ
بَيْتُ لَحْمٍ أَقْصَى الْوَادِي ، وَيُرْوَى : أَنَّهَا ذَهَبَتْ لَمَّا حَمَلَتْ إِلَى أَدْنَى
أَرْضِ مِصْرَ ، وَأَقْصَى
أَرْضِ الشَّامِ ؛ فِرَارًا مِنْ أَهْلِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ أَيْ : جَاءَ بِهَا : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُمَا ، أَلْجَأَهَا ، وَ {الْمَخَاضُ} : الْحَمْلُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا أَيْ : قَالَتْ ذَلِكَ فِي حَالِ الطَّلْقِ ؛
nindex.php?page=treesubj&link=31979_19525اسْتِحْيَاءً مِنَ النَّاسِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ .
[ ص: 245 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا : (النِّسْيُ ) : الشَّيْءُ الْمَتْرُوكُ حَتَّى يُنْسَى .
وَقِيلَ : الشَّيْءُ الْحَقِيرُ الَّذِي لَا يُعْبَأُ بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ : يَعْنِي : حَيْضَةً مُلْقَاةً .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : حَمَلَتْ بِهِ وَوَلَدَتْهُ فِي سَاعَةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : حَمَلَتْ بِهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، وَقِيلَ : ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ ، وَذَلِكَ آيَةٌ لَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يُولَدُ مَوْلُودٌ لِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ فَيَعِيشُ ، وَكَذَلِكَ لَا يُولَدُ أَيْضًا لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَيَعِيشُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=23فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ : دَلِيلٌ عَلَى طُولِ مُكْثِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : نَادَاهَا
جِبْرِيلُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ ، وَغَيْرُهُمَا : نَادَاهَا
عِيسَى ؛ فَإِنْ كَانَ
جِبْرِيلَ ؛ فَالْمَعْنَى : مِنْ مَكَانٍ تَحْتَ الْمَكَانِ الَّذِي هِيَ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ
عِيسَى ؛ فَالْمَعْنَى : مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=24قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا : قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=48الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ : (السَّرِيُّ ) : الْجَدْوَلُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : النَّهْرُ الصَّغِيرُ ، وَالْقَوْلَانِ سَوَاءٌ ، وَسُمِّيَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ {سَرِيًّا} ؛ لِأَنَّهُ يَسْرِي بِجَرَيَانِهِ ؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ أَيْضًا : (جَدْوَلٌ ) ؛ لِشِدَّةِ جَرْيِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : (السَّرِيُّ ) : النَّهْرُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، وَقِيلَ : بِالنَّبَطِيَّةِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ : (السَّرِيُّ ) :
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ وَالْمَعْنَى : قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ شَخْصًا سَرِيًّا .
[ ص: 246 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=25وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا : (الْبَاءُ ) فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=25 {بِجِذْعِ النَّخْلَةِ : زَائِدَةٌ ، وَ (الْجَنِيُّ ) : مَا أُخِذَ مِنَ الثَّمَرَةِ الطَّرِيَّةِ ، وَرُوِيَ : أَنَّهُ كَانَ جِذْعًا يَابِسًا بِغَيْرِ رَأْسٍ ، وَكَانَ شِتَاءً ، فَأَنْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ رَأْسًا ، وَجَعَلَ فِيهِ رُطَبًا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26وَقَرِّي عَيْنًا أَيْ : لِتَبْرُدَ عَيْنُكِ بَرْدَ سُرُورٍ ؛ أَيْ : لَمْ تَسْخُنْ بِخُرُوجِ الدَّمْعِ ، يُقَالُ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ : (قَرِرْتُ بِهِ عَيْنًا ، أَقَرُّ قُرُورًا ) ، وَ (قَرَرْتُ بِالْمَكَانِ ، أَقِرُّ قَرَارًا ) ،
وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ : (قَرِرْتُ ) فِي الْعَيْنِ وَالْمَكَانِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أَيْ : صَمْتًا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرِهِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : صَوْمًا عَنِ الطَّعَامِ ، وَالشَّرَابِ ، وَالْكَلَامِ .
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّمَا أُمِرَتْ بِذَلِكَ ؛ لِيَنْطِقَ وَلَدُهَا بِمَا يُبْرِئُ بِهِ سَاحَتَهَا .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : كَانَ مَنْ صَامَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لَا يُكَلِّمُ النَّاسَ .
وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا : أَشِيرِي إِلَيْهِمْ بِذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=27لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا أَيْ : عَظِيمًا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=13674سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ : مُخْتَلَقًا مُفْتَعَلًا .
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : عَجِيبًا .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : بَدِيعًا ، لَمْ تُسْبَقِي إِلَيْهِ ، قَالَهُ
قُطْرُبٌ ، وَقَالَ : زَعَمَ
أَبُو حَيْوَةَ أَنَّ (الْفَرِيَّ ) : الْجَدِيدُ مِنَ الْأَسْقِيَةِ .
[ ص: 247 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28يَا أُخْتَ هَارُونَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : هُوَ
هَارُونُ أَخُو
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، نُسِبَتْ إِلَيْهِ ؛ لِأَنَّهَا مِنْ وَلَدِهِ ، [كَمَا يُقَالُ : (يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ ) ] .
وَقِيلَ : هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، شُبِّهَتْ بِهِ فِي صَلَاحِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنُ جُبَيْرٍ : كَانَ
هَارُونُ رَجُلًا فَاسِقًا ، فَنَسَبُوهَا إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا بَرَاءَتَهَا .
وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : كَانَ لَهَا أَخٌ صَالِحٌ يُسَمَّى
هَارُونَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28 {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا أَيْ : فَاجِرَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ أَيْ : أَشَارَتْ إِلَى
عِيسَى أَنْ كَلِّمُوهُ ، فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا : دَخَلَتْ {كَانَ} زَائِدَةً مُؤَكِّدَةً ، وَقِيلَ : هِيَ بِمَعْنَى : (وَقَعَ ) ، وَ (خُلِقَ ) .
وَقِيلَ : فِي الْكَلَامِ مَعْنَى الشَّرْطِ ؛ وَالْمَعْنَى : مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ؛ فَكَيْفَ نُكَلِّمُهُ ؟ وَ {الْمَهْدُ} : يُرَادُ بِهِ : حِجْرُ مَرْيَمَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ أَيْ : قَضَى أَنْ يُؤْتِيَنِيهِ ، وَكَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=30وَجَعَلَنِي نَبِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ، وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ .
وَمَعْنَى {مُبَارَكًا} : ثَابِتًا عَلَى دِينِي ؛ مِنْ قَوْلِهِمْ : (بَرَكَ الْبَعِيرُ ) ؛ إِذَا ثَبَتَ فِي الْأَرْضِ ، وَقِيلَ : يَعْنِي : مَا أَتَاهُمْ بِهِ مِنَ الْبَرَكَاتِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=31وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ أَيْ : بِالصَّلَاةِ وَالطَّهَارَةِ ، وَقِيلَ : يَعْنِي
[ ص: 248 ] بِهِ : زَكَاةَ الْمَالِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=34ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ أَيْ : ذَلِكَ الَّذِي قَالَ هَذَا
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .
وَ {يَمْتَرُونَ} مَعْنَاهُ : يَشُكُّونَ .