التفسير :
تقدم ما في قوله : {طه} من التفسير الجامع لحروف التهجي التي في أوائل السور ، وجاء في {
nindex.php?page=treesubj&link=28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه } زيادة عليه ، من ذلك قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : {طه} : يا رجل ؛ بالنبطية ، وقيل : إنها لغة معروفة في عك ، قال الشاعر : [من البسيط ] .
إن السفاهة طه من شمائلكم لا بارك الله في القوم الملاعين
وقال آخر : [من الطويل ]
هتفت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا
وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : [معنى {طه} : يا رجل ] ، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، وقال : هو بالسريانية كذلك .
[ ص: 293 ] وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"لي عند ربي عشرة أسماء . . . " ، فذكر أن منها : {طه} و {يس} .
وقيل : إن معنى {طه} : طأ الأرض ؛ فالهاء والألف ضمير الأرض ؛ والمعنى : طأ الأرض برجليك في صلاتك ، فالألف فيها بدل من همزة .
وروي : أن بعض القراء قرأ : {طه} ؛ فالهاء على هذا يجوز أن تكون ضمير المكان ؛ والمعنى : طأ المكان ؛ وأبدلت الهمزة ألفا قبل الأمر ، ثم حذفت للأمر ، أو يكون الأصل : (طأ ) ؛ بمعنى : طأ الأرض ، ثم أبدلت الهمزة هاء ؛ كما قالوا : (إياك ، وهياك ) ، أو يكون أبدل من الهمزة الألف ، ثم حذفت الألف ؛ لدلالة الفتحة عليها ، وجيء بهاء السكت ، وإذا كانت الهاء كناية عن المكان ؛ فالقول في إسكانها كالقول في إسكان {يؤده} [آل عمران : 75 ] ، و {نؤته} [آل عمران : 145 ] ، وهو مذكور في باب هاء الكناية .
ومن قال : إن ما بعد {ألم} وشبهها من حروف التهجي خبر عنها ؛ لم يسغ له ذلك في {طه} ؛ لأن ما بعدها نفي .
ومن جعل معنى {طه} : يا رجل ؛ لم يقف على {طه} ؛ لأن النداء تنبيه على ما بعده ، ومن جعلها افتتاحا ، أو على وجه من الوجوه المذكورة في
[ ص: 294 ] (البقرة ) ؛ وقف عليها ، إلا في قول من جعلها قسما ؛ فإنه لا يقف عليها ؛ لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى جواب القسم .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3 {إلا تذكرة لمن يخشى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : هذا في الصلاة ، قيل له ذلك ؛ لما كان يلقاه من التعب في قيام الليل .
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : كانوا يقومون حتى تنشق أقدامهم ، فقال المشركون : ما أنزل هذا القرآن إلا للشقاء ، فنزلت الآية .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تنـزيلا ممن خلق الأرض أي : نزله تنزيلا .
[وتقدم القول في معنى
nindex.php?page=treesubj&link=28728استواء الرحمن عز وجل على العرش ، وأنه تعالى مستو على عرشه بغير حد ، ولا تكييف ، كما يكون استواء المخلوقين .
وروي : أن رجلا سأل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا رحمه الله عن ذلك ، فقال : الاستواء منه غير مجهول ، والكيف منه غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن تكون ضالا ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وما تحت الثرى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : يعني : الأرض السابعة .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الأرض على نون ، ونون على البحر ، والبحر على صخرة خضراء ، وهي التي قال الله فيها :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض [لقمان : 16 ] ، والصخرة على قرن ثور ، والثور على الثرى ، ولا يعلم ما تحت الثرى
[ ص: 295 ] إلا الله تعالى .
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : على وجه الأرض سبعة أبحر ، والأرضون سبع ، وبين كل أرضين بحر ، فالبحر الأسفل مطبق على شفير جهنم ، ولولا عظمه ، وكثرة مائه ، وبرده ؛ لأحرقت جهنم كل ما عليها ، قال : وجهنم على متن الريح ، ومتن الريح على حجاب من ظلمة ، لا يعلم غلظه إلا الله عز وجل ، وذلك الحجاب على الثرى ، وإلى الثرى انتهى علم الخلائق .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : {السر} : ما حدث به الإنسان غيره في خفاء ، و {أخفى} منه : ما أضمر في نفسه مما لم يحدث به غيره .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وغيره : {السر} : ما أضمره الإنسان في نفسه ، و {أخفى} منه : ما لم يكن ، ولا أضمره أحد .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : {السر} : سر الخلائق ، و {أخفى} منه : سره عز وجل ، وأنكر ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
وقيل : إن الذي هو أخفى : ما ليس في سر الإنسان ، وسيكون في نفسه .
[ ص: 296 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7فإنه يعلم السر وأخفى : محمول على معنى ما تقدم ؛ كأنه قال : ما حاجتك إلى الجهر بالقول والله يعلم السر وأخفى منه ؟ ! وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908936 "لله تسعة وتسعون اسما ، من أحصاها دخل الجنة " ، وقد ذكرتها في "الكبير " .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وهل أتاك حديث موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا الآية :
هذا حين قضى الأجل ، وسار بأهله ، فرأى النار ، فيما روي ، وهي في شجرة من العليق ، فقصدها ، فتأخرت عنه ، فرجع ، وأوجس في نفسه خيفة ، ثم دنت منه ، وكلمه الله عز وجل من الشجرة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إني آنست نارا أي : وجدتها ، وعلمت مكانها .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10لعلي آتيكم منها بقبس : (القبس ) : ما أخذ في طرف قصبة أو فتيلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10أو أجد على النار هدى يعني : من يدله على الطريق ، وكان قد ضل عنها ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إنك بالواد المقدس طوى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهما : {طوى} : اسم الوادي ، وعنه أيضا : قيل له : {طوى} ؛ لأن
موسى طواه بالليل ؛ إذ مر به ، فارتفع إلى أعلى الوادي ، فهو مصدر عمل فيه ما ليس من لفظه ؛ كأنه قال : إنك بالوادي الذي طويته طوى ؛ أي : تجاوزته ، فطويته بسيرك .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : معناه : أنه قدس مرتين ، فهو مصدر من (طويته طوى ) أيضا .
[ ص: 297 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إن الساعة آتية أكاد أخفيها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : المعنى : أكاد أخفيها في نفسي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : أكاد أخفيها من نفسي ، وهذا محمول على أنه جاء على ما جرت به عادة العرب في كلامها من أن أحدهم إذا بالغ في كتمان الشيء قال : (كدت أخفيه من نفسي ) ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء .
وقيل : معنى قول من قال : (أكاد أخفيها من نفسي ) ؛ أي : من قبلي ، ومن عندي .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : {أكاد} بمعنى : أريد ؛ فالمعنى : أريد سترها ؛ لتجزى كل نفس بما تسعى .
وقيل : إن تمام الكلام {أكاد} ؛ والمعنى : أكاد آتي بها ، ثم ابتدأ : {أخفيها} ؛ أي : ولكني أخفيها ؛ لتجزى كل نفس بما تسعى ، ودل {آتية} على (آتي ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : (أخفى ) و (خفى ) بمعنى : أظهر ، وهو من الأضداد .
أبو علي : هذا من باب السلب ، وليس من الأضداد ، ومعنى {أخفيها} : أزيل عنها خفاءها ؛ وهو سترها ؛ كخفاء القربة ، ونحوها ، وإذا زال عنها سترها ؛ ظهرت .
[ ص: 298 ] وحكى
أبو حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش : أن {أكاد} زائدة ، قال : ومثله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إذا أخرج يده لم يكد يراها [النور : 40 ] ، وروي معناه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير .
وقوله : {فتردى} ؛ معناه : فتهلك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك يا موسى : هذا سؤال يراد به التنبيه على المعجزة .
الفراء : {تلك} بمعنى : (هذه ) .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هي موصولة ؛ والمعنى : وما التي بيدك يا
موسى ؟ .
ويروى : أن عصا
موسى هي التي هبط بها
آدم من الجنة ، وأنها من ورق آس ، من أحد الخطوط المستطيلة في وسط الورقة ، وأن طولها اثنا عشر ذراعا بذراع
موسى عليه السلام .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وأهش بها على غنمي أي : أضرب بها الشجر ؛ لتسقط الورق ؛ والمعنى : أهش بها الورق على غنمي ، قال الضحاك ، وغيره .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18ولي فيها مآرب أخرى أي : حوائج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وغيره ، واحدتها : (مأربة ) ؛ بضم الراء وفتحها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قال ألقها يا موسى : أمره عز وجل أن يلقيها ؛ ليريه آيتها ، فيأنس بها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21سنعيدها سيرتها الأولى أي هيئتها .
[ ص: 299 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=22واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : (جناحه ) : عضده ، وقيل : (الجناح ) ههنا : الجيب ، وقيل : معناه : إلى عندك .
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=22من غير سوء : من غير برص ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وغيرهما ، وروي : أنها خرجت نورية مخالفة للونه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25قال رب اشرح لي صدري أي : اشرحه لطاعتك .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=26ويسر لي أمري أي : سهله .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=27واحلل عقدة من لساني يعني : العجمة التي كانت فيه من جمرة النار التي ألقاها في فيه وهو طفل ، إذ أخذ بلحية فرعون ، فنتفها ، فهم بقتله ، فقالت له امرأته : إنه لا يعقل ، وقربت إليه نارا ، فألهمه الله عز وجل أن أخذ الجمرة منها ، فطرحها في فيه ؛ لتخلصه بذلك من
فرعون .
ويقال : إن الحبسة التي كانت في لسانه أزيلت ؛ بدليل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قال قد أوتيت سؤلك يا موسى [طه : 36 ] .
وقيل : لم تزل كلها ؛ بدلالة قوله حكاية عن
فرعون :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52ولا يكاد يبين [الزخرف : 52 ] .
[ ص: 300 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=29واجعل لي وزيرا من أهلي} أي : صاحبا ألجأ إليه ، وهو مشتق من (الوزر ) ؛ وهو الجبل .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=31اشدد به أزري أي : ظهري ؛ أي : قوتي ، خص الظهر ؛ لأن القوة فيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=32وأشركه في أمري أي : في النبوة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قال قد أوتيت سؤلك أي : طلبتك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=38إذ أوحينا إلى أمك أي : ألهمناها ، ألهمت أن جعلته في تابوت ، وطرحته في النيل ، فرآه
فرعون ، فأمر بأخذه .
وقيل : وجدته ابنة
فرعون ، وكانت برصاء ، فلما فتحت التابوت ؛ شفيت .
وقيل : وجده جوار لامرأة
فرعون .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وألقيت عليك محبة مني : قيل : إنه حببه إلى
فرعون ، وقيل : إلى امرأة
فرعون ، وقيل : إلى كل من رآه .
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : المعنى : جعلت فيك حسنا وملاحة ، فلا يراك أحد إلا أحبك .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : المعنى : جعلت في عينيك ملاحة ، فلا يراك أحد إلا أحبك .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39ولتصنع على عيني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : أي : ولتغذى على محبتي وإرادتي ؛
[ ص: 301 ] والمعنى : ولتصنع على عيني فعلت ذلك بك .
وقيل : اللام متعلقة بما بعدها من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40إذ تمشي أختك ؛ على التقديم والتأخير ؛ فـ {إذ} : ظرف للصنع .
وقيل : إن الواو في {ولتصنع} زائدة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وفتناك فتونا أي : اختبرناك اختبارا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وغيره ، قال : و (الفتون ) : إلقاؤه في البحر ، وهم
فرعون بقتله ، وقتله النفس ، وخروجه خائفا يترقب .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40ثم جئت على قدر يا موسى أي : قدر النبوة والرسالة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ؛ أي : على قدر من الرسالة والتكليم .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40على قدر : على وعد ، وحقيقة المعنى : جئت في الوقت الذي أردنا إرسالك فيه .
ويروى : أنه لبث في أهل مدين أتم الأجلين ؛ وهو عشر سنين .
التَّفْسِيرُ :
تَقَدَّمَ مَا فِي قَوْلِهِ : {طَهَ} مِنَ التَّفْسِيرِ الْجَامِعِ لِحُرُوفِ التَّهَجِّي الَّتِي فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ ، وَجَاءَ فِي {
nindex.php?page=treesubj&link=28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=1طه } زِيَادَةٌ عَلَيْهِ ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : {طَهَ} : يَا رَجُلُ ؛ بِالنَّبَطِيَّةِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي عَكٍّ ، قَالَ الشَّاعِرُ : [مِنَ الْبَسِيطِ ] .
إِنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ مِنْ شَمَائِلِكُمْ لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الْقَوْمِ الْمَلَاعِينِ
وَقَالَ آخَرُ : [مِنَ الطَّوِيلِ ]
هَتَفْتُ بِطَهَ فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلًا
وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : [مَعْنَى {طَهَ} : يَا رَجُلُ ] ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ، وَقَالَ : هُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ كَذَلِكَ .
[ ص: 293 ] وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
"لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةُ أَسْمَاءٍ . . . " ، فَذَكَرَ أَنَّ مِنْهَا : {طَهَ} وَ {يَسِ} .
وَقِيلَ : إِنَّ مَعْنَى {طَهَ} : طَأِ الْأَرْضَ ؛ فَالْهَاءُ وَالْأَلِفُ ضَمِيرُ الْأَرْضِ ؛ وَالْمَعْنَى : طَأِ الْأَرْضَ بِرِجْلَيْكَ فِي صَلَاتِكَ ، فَالْأَلِفُ فِيهَا بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةٍ .
وَرُوِيَ : أَنَّ بَعْضَ الْقُرَّاءِ قَرَأَ : {طَهْ} ؛ فَالْهَاءُ عَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ضَمِيرَ الْمَكَانِ ؛ وَالْمَعْنَى : طَأِ الْمَكَانَ ؛ وَأُبْدِلَتِ الْهَمْزَةُ أَلِفًا قَبْلَ الْأَمْرِ ، ثُمَّ حُذِفَتْ لِلْأَمْرِ ، أَوْ يَكُونُ الْأَصْلُ : (طَأْ ) ؛ بِمَعْنَى : طَأِ الْأَرْضَ ، ثُمَّ أُبْدِلَتِ الْهَمْزَةُ هَاءً ؛ كَمَا قَالُوا : (إِيَّاكَ ، وَهِيَّاكَ ) ، أَوْ يَكُونُ أُبْدِلَ مِنَ الْهَمْزَةِ الْأَلِفُ ، ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ ؛ لِدَلَالَةِ الْفَتْحَةِ عَلَيْهَا ، وَجِيءَ بِهَاءِ السَّكْتِ ، وَإِذَا كَانَتِ الْهَاءُ كِنَايَةً عَنِ الْمَكَانِ ؛ فَالْقَوْلُ فِي إِسْكَانِهَا كَالْقَوْلِ فِي إِسْكَانِ {يُؤَدِّهِ} [آلِ عِمْرَانَ : 75 ] ، وَ {نُؤْتِهِ} [آلِ عِمْرَانَ : 145 ] ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ .
وَمَنْ قَالَ : إِنَّ مَا بَعْدَ {أَلَمْ} وَشِبْهِهَا مِنْ حُرُوفِ التَّهَجِّي خَبَرٌ عَنْهَا ؛ لَمْ يَسُغْ لَهُ ذَلِكَ فِي {طَهَ} ؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَهَا نَفْيٌ .
وَمَنْ جَعَلَ مَعْنَى {طَهَ} : يَا رَجُلُ ؛ لَمْ يَقِفْ عَلَى {طَهَ} ؛ لِأَنَّ النِّدَاءَ تَنْبِيهٌ عَلَى مَا بَعْدَهُ ، وَمَنْ جَعَلَهَا افْتِتَاحًا ، أَوْ عَلَى وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ فِي
[ ص: 294 ] (الْبَقَرَةِ ) ؛ وَقَفَ عَلَيْهَا ، إِلَّا فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَهَا قَسَمًا ؛ فَإِنَّهُ لَا يَقِفُ عَلَيْهَا ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى جَوَابُ الْقَسَمِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=2مَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=3 {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ : هَذَا فِي الصَّلَاةِ ، قِيلَ لَهُ ذَلِكَ ؛ لِمَا كَانَ يَلْقَاهُ مِنَ التَّعَبِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : كَانُوا يَقُومُونَ حَتَّى تَنْشَقَّ أَقْدَامُهُمْ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : مَا أُنْزِلَ هَذَا الْقُرْآنُ إِلَّا لِلشَّقَاءِ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=4تَنْـزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ أَيْ : نَزَّلَهُ تَنْزِيلًا .
[وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي مَعْنَى
nindex.php?page=treesubj&link=28728اسْتِوَاءِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ ، وَأَنَّهُ تَعَالَى مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ بِغَيْرِ حَدٍّ ، وَلَا تَكْيِيفٍ ، كَمَا يَكُونُ اسْتِوَاءُ الْمَخْلُوقِينَ .
وَرُوِيَ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكًا رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : الِاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَجْهُولٍ ، وَالْكَيْفُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ ، وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدَعَةٌ ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ ضَالًّا ] .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=6وَمَا تَحْتَ الثَّرَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : يَعْنِي : الْأَرْضَ السَّابِعَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْأَرْضُ عَلَى نُونٍ ، وَنُونٌ عَلَى الْبَحْرِ ، وَالْبَحْرُ عَلَى صَخْرَةٍ خَضْرَاءَ ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ فِيهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=16فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ [لُقْمَانَ : 16 ] ، وَالصَّخْرَةُ عَلَى قَرْنِ ثَوْرٍ ، وَالثَّوْرُ عَلَى الثَّرَى ، وَلَا يَعْلَمُ مَا تَحْتَ الثَّرَى
[ ص: 295 ] إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى .
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ، وَالْأَرَضُونَ سَبْعٌ ، وَبَيْنَ كُلِّ أَرْضَيْنِ بَحْرٌ ، فَالْبَحْرُ الْأَسْفَلُ مُطْبِقٌ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ، وَلَوْلَا عِظَمُهُ ، وَكَثْرَةُ مَائِهِ ، وَبَرْدُهُ ؛ لَأَحْرَقَتْ جَهَنَّمُ كُلَّ مَا عَلَيْهَا ، قَالَ : وَجَهَنَّمُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ ، وَمَتْنُ الرِّيحِ عَلَى حِجَابٍ مِنْ ظُلْمَةٍ ، لَا يَعْلَمُ غِلَظَهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَذَلِكَ الْحِجَابُ عَلَى الثَّرَى ، وَإِلَى الثَّرَى انْتَهَى عِلْمُ الْخَلَائِقِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : {السِّرَّ} : مَا حَدَّثَ بِهِ الْإِنْسَانُ غَيْرَهُ فِي خَفَاءٍ ، وَ {أَخْفَى} مِنْهُ : مَا أَضْمَرَ فِي نَفْسِهِ مِمَّا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ غَيْرَهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ، وَغَيْرُهُ : {السِّرَّ} : مَا أَضْمَرَهُ الْإِنْسَانُ فِي نَفْسِهِ ، وَ {أَخْفَى} مِنْهُ : مَا لَمْ يَكُنْ ، وَلَا أَضْمَرَهُ أَحَدٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : {السِّرَّ} : سِرُّ الْخَلَائِقِ ، وَ {أَخْفَى} مِنْهُ : سِرُّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ .
وَقِيلَ : إِنَّ الَّذِي هُوَ أَخْفَى : مَا لَيْسَ فِي سِرِّ الْإِنْسَانِ ، وَسَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ .
[ ص: 296 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=7فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى : مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ ؛ كَأَنَّهُ قَالَ : مَا حَاجَتُكَ إِلَى الْجَهْرِ بِالْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى مِنْهُ ؟ ! وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=8اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=908936 "لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " ، وَقَدْ ذَكَرْتُهَا فِي "الْكَبِيرِ " .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=9وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا الْآيَةِ :
هَذَا حِينَ قَضَى الْأَجَلَ ، وَسَارَ بِأَهْلِهِ ، فَرَأَى النَّارَ ، فِيمَا رُوِيَ ، وَهِيَ فِي شَجَرَةٍ مِنَ الْعُلَّيْقِ ، فَقَصَدَهَا ، فَتَأَخَّرَتْ عَنْهُ ، فَرَجَعَ ، وَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ، ثُمَّ دَنَتْ مِنْهُ ، وَكَلَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الشَّجَرَةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10إِنِّي آنَسْتُ نَارًا أَيْ : وَجَدْتُهَا ، وَعَلِمْتُ مَكَانَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ : (الْقَبَسُ ) : مَا أُخِذَ فِي طَرَفِ قَصَبَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=10أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى يَعْنِي : مَنْ يَدُلُّهُ عَلَى الطَّرِيقِ ، وَكَانَ قَدْ ضَلَّ عَنْهَا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُهُمَا : {طُوًى} : اسْمُ الْوَادِي ، وَعَنْهُ أَيْضًا : قِيلَ لَهُ : {طُوًى} ؛ لِأَنَّ
مُوسَى طَوَاهُ بِاللَّيْلِ ؛ إِذْ مَرَّ بِهِ ، فَارْتَفَعَ إِلَى أَعْلَى الْوَادِي ، فَهُوَ مَصْدَرٌ عَمِلَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْ لَفْظِهِ ؛ كَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّكَ بِالْوَادِي الَّذِي طَوَيْتَهُ طُوًى ؛ أَيْ : تَجَاوَزْتَهُ ، فَطَوَيْتَهُ بِسَيْرِكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : مَعْنَاهُ : أَنَّهُ قُدِّسَ مَرَّتَيْنِ ، فَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ (طَوَيْتُهُ طُوًى ) أَيْضًا .
[ ص: 297 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=15إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمَعْنَى : أَكَادُ أُخْفِيهَا فِي نَفْسِي .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي ، وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ جَاءَ عَلَى مَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الْعَرَبِ فِي كَلَامِهَا مِنْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا بَالَغَ فِي كِتْمَانِ الشَّيْءِ قَالَ : (كِدْتُ أُخْفِيهِ مِنْ نَفْسِي ) ، وَاللَّهُ تَعَالَى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ .
وَقِيلَ : مَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : (أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي ) ؛ أَيْ : مِنْ قِبَلِي ، وَمِنْ عِنْدِي .
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : {أَكَادُ} بِمَعْنَى : أُرِيدُ ؛ فَالْمَعْنَى : أُرِيدُ سَتْرَهَا ؛ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى .
وَقِيلَ : إِنَّ تَمَامَ الْكَلَامِ {أَكَادُ} ؛ وَالْمَعْنَى : أَكَادُ آتِي بِهَا ، ثُمَّ ابْتَدَأَ : {أُخْفِيهَا} ؛ أَيْ : وَلَكِنِّي أُخْفِيهَا ؛ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ، وَدَلَّ {آتِيَةٌ} عَلَى (آتِي ) .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ : (أَخْفَى ) وَ (خَفَى ) بِمَعْنَى : أَظْهَرَ ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ .
أَبُو عَلِيٍّ : هَذَا مِنْ بَابِ السَّلْبِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْأَضْدَادِ ، وَمَعْنَى {أُخْفِيهَا} : أُزِيلُ عَنْهَا خِفَاءَهَا ؛ وَهُوَ سِتْرُهَا ؛ كَخِفَاءِ الْقِرْبَةِ ، وَنَحْوِهَا ، وَإِذَا زَالَ عَنْهَا سِتْرُهَا ؛ ظَهَرَتْ .
[ ص: 298 ] وَحَكَى
أَبُو حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ : أَنَّ {أَكَادُ} زَائِدَةٌ ، قَالَ : وَمِثْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا [النُّورِ : 40 ] ، وَرُوِيَ مَعْنَاهُ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابْنِ جُبَيْرٍ .
وَقَوْلُهُ : {فَتَرْدَى} ؛ مَعْنَاهُ : فَتَهْلَكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى : هَذَا سُؤَالٌ يُرَادُ بِهِ التَّنْبِيهُ عَلَى الْمُعْجِزَةِ .
الْفَرَّاءُ : {تِلْكَ} بِمَعْنَى : (هَذِهِ ) .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هِيَ مَوْصُولَةٌ ؛ وَالْمَعْنَى : وَمَا الَّتِي بِيَدِكَ يَا
مُوسَى ؟ .
وَيُرْوَى : أَنَّ عَصَا
مُوسَى هِيَ الَّتِي هَبَطَ بِهَا
آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَنَّهَا مِنْ وَرَقِ آسٍ ، مِنْ أَحَدِ الْخُطُوطِ الْمُسْتَطِيلَةِ فِي وَسَطِ الْوَرَقَةِ ، وَأَنَّ طُولَهَا اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي أَيْ : أَضْرِبُ بِهَا الشَّجَرَ ؛ لِتُسْقِطَ الْوَرَقَ ؛ وَالْمَعْنَى : أَهُشُّ بِهَا الْوَرَقَ عَلَى غَنَمِي ، قَالَ الضَّحَّاكُ ، وَغَيْرُهُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى أَيْ : حَوَائِجُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِ ، وَاحِدَتُهَا : (مَأْرَُبَةٌ ) ؛ بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى : أَمَرَهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُلْقِيَهَا ؛ لِيُرِيَهُ آيَتَهَا ، فَيَأْنَسَ بِهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى أَيْ هَيْئَتَهَا .
[ ص: 299 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=22وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : (جَنَاحُهُ ) : عَضُدُهُ ، وَقِيلَ : (الْجَنَاحُ ) هَهُنَا : الْجَيْبُ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : إِلَى عِنْدِكَ .
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=22مِنْ غَيْرِ سُوءٍ : مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ، وَغَيْرِهِمَا ، وَرُوِيَ : أَنَّهَا خَرَجَتْ نُورِيَّةً مُخَالَفَةً لِلَوْنِهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي أَيِ : اشْرَحْهُ لِطَاعَتِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=26وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي أَيْ : سَهِّلْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=27وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَعْنِي : الْعُجْمَةَ الَّتِي كَانَتْ فِيهِ مِنْ جَمْرَةِ النَّارِ الَّتِي أَلْقَاهَا فِي فِيهِ وَهُوَ طِفْلٌ ، إِذْ أَخَذَ بِلِحْيَةِ فِرْعَوْنَ ، فَنَتَفَهَا ، فَهَمَّ بِقَتْلِهِ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : إِنَّهُ لَا يَعْقِلُ ، وَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ نَارًا ، فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَخَذَ الْجَمْرَةَ مِنْهَا ، فَطَرَحَهَا فِي فِيهِ ؛ لِتُخَلِّصَهُ بِذَلِكَ مِنْ
فِرْعَوْنَ .
وَيُقَالُ : إِنَّ الْحُبْسَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي لِسَانِهِ أُزِيلَتْ ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طَهَ : 36 ] .
وَقِيلَ : لَمْ تَزُلْ كُلُّهَا ؛ بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ حِكَايَةً عَنْ
فِرْعَوْنَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52وَلا يَكَادُ يُبِينُ [الزُّخْرُفِ : 52 ] .
[ ص: 300 ] وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=29وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي} أَيْ : صَاحِبًا أَلْجَأُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ (الْوَزَرِ ) ؛ وَهُوَ الْجَبَلُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=31اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي أَيْ : ظَهْرِي ؛ أَيْ : قُوَّتِي ، خَصَّ الظَّهْرَ ؛ لِأَنَّ الْقُوَّةَ فِيهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=32وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي أَيْ : فِي النُّبُوَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ أَيْ : طِلْبَتَكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=38إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ أَيْ : أَلْهَمْنَاهَا ، أُلْهِمَتْ أَنْ جَعَلَتْهُ فِي تَابُوتٍ ، وَطَرَحَتْهُ فِي النِّيلِ ، فَرَآهُ
فِرْعَوْنُ ، فَأَمَرَ بِأَخْذِهِ .
وَقِيلَ : وَجَدَتْهُ ابْنَةُ
فِرْعَوْنَ ، وَكَانَتْ بَرْصَاءَ ، فَلَمَّا فَتَحَتِ التَّابُوتَ ؛ شُفِيَتْ .
وَقِيلَ : وَجَدَهُ جَوَارٍ لِامْرَأَةِ
فِرْعَوْنَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي : قِيلَ : إِنَّهُ حَبَّبَهُ إِلَى
فِرْعَوْنَ ، وَقِيلَ : إِلَى امْرَأَةِ
فِرْعَوْنَ ، وَقِيلَ : إِلَى كُلِّ مَنْ رَآهُ .
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : الْمَعْنَى : جَعَلْتُ فِيكَ حُسْنًا وَمَلَاحَةً ، فَلَا يَرَاكَ أَحَدٌ إِلَّا أَحَبَّكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : الْمَعْنَى : جَعَلْتُ فِي عَيْنَيْكَ مَلَاحَةً ، فَلَا يَرَاكَ أَحَدٌ إِلَّا أَحَبَّكَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=39وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : أَيْ : وَلِتُغَذَّى عَلَى مَحَبَّتِي وَإِرَادَتِي ؛
[ ص: 301 ] وَالْمَعْنَى : وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ .
وَقِيلَ : اللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا بَعْدَهَا مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ ؛ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ؛ فَـ {إِذْ} : ظَرْفٌ لِلصُّنْعِ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْوَاوَ فِي {وَلِتُصْنَعَ} زَائِدَةٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا أَيِ : اخْتَبَرْنَاكَ اخْتِبَارًا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَغَيْرِهِ ، قَالَ : وَ (الْفُتُونُ ) : إِلْقَاؤُهُ فِي الْبَحْرِ ، وَهَمُّ
فِرْعَوْنَ بِقَتْلِهِ ، وَقَتْلُهُ النَّفْسَ ، وَخُرُوجُهُ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى أَيْ : قَدَرِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ ؛ أَيْ : عَلَى قَدَرٍ مِنَ الرِّسَالَةِ وَالتَّكْلِيمِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=40عَلَى قَدَرٍ : عَلَى وَعْدٍ ، وَحَقِيقَةُ الْمَعْنَى : جِئْتَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أَرَدْنَا إِرْسَالَكَ فِيهِ .
وَيُرْوَى : أَنَّهُ لَبِثَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ أَتَمَّ الْأَجَلَيْنِ ؛ وَهُوَ عَشْرُ سِنِينَ .