التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض أي: هاديهن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وعنه أيضا: مدبرهما، ومدبر ما فيهما; وتقديره: الله ذو نور السماوات والأرض.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مثل نوره كمشكاة فيها مصباح : قال
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب: بدأ الله ـ عز وجل ـ بنوره، ثم ذكر نور المؤمنين.
وقيل: المعنى: مثل ما أنار الله من الحق بهذا التنزيل كمشكاة، فالهاء لله عز وجل; بالتقدير: الله هادي السماوات والأرض، مثل هداه في قلوب المؤمنين كمشكاة، روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن: إن الهاء لله عز وجل، ونوره القرآن.
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير: (النور) ههنا:
محمد صلى الله عليه وسلم، فالهاء في {نوره} له صلى الله عليه وسلم، وهذا على أن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مثل نوره مستأنف; كأنه قال: مثل نور
محمد - إذ كان
[ ص: 544 ] مستودعا في الأصلاب - كمشكاة، و (الشجرة) على هذا: إبراهيم عليه السلام، [ و {المصباح} ، و {الزجاجة} : تمثيل لقلب النبي عليه الصلاة والسلام].
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: الهاء في {نوره} للمؤمن; والمعنى: مثل نور المؤمن كمشكاة.
و (المشكاة) : الكوة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ، وقال: هي التي ليست بنافذة.
وقيل: (المشكاة) : الحدائد التي تعلق بها القناديل.
وقيل: هو القائم في وسط القنديل، الذي تدخل فيه الفتيلة.
قال أبي بن كعب: (المشكاة) : مثل لصدر المؤمن، و {الزجاجة} : قلبه، و {المصباح} : الإيمان والقرآن.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الزجاجة كأنها كوكب دري : نسب إلى الدر في صفاته، و {دري} :(فعيل) من (درأ) ; أي: دفع; لأن الكواكب تدفع الشياطين.
وقال الضحاك: (الكوكب) ههنا: الزهرة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يوقد من شجرة مباركة يعني: بزيتها.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35لا شرقية ولا غربية : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أي: ليست شرقية بغير غرب، ولا غربية بغير شرق، وذلك أصفى لزيتها، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة.
وقيل: إن معنى هذا القول: أنها ليست بارزة للشمس لا يصيبها الظل;
[ ص: 545 ] فتكون [شرقية، ولا بارزة للظل لا تصيبها الشمس; فتكون] [غربية أبومالك: المعنى: لا تصيبها الشمس وقت الشروق، ولا وقت الغروب]، لكنها في فجوة بين شجر.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يكاد زيتها يضيء يعني: أن حجج الله لمن فكر فيها تكاد تضيء; لبيانها ووضوحها.
و
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35ولو لم تمسسه نار يعني: أن هذا الزيت من شدة صفائه يكاد يضئ بغير نار.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نور على نور : قال
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب: يعني: المؤمن كلامه نور، وعمله نور، ومصيره يوم القيامة إلى النور.
السدي: يعني: نور النار، ونور الزيت، [لا يغني واحد منهما بغير صاحبه]; فكذلك نور الإيمان، ونور القرآن.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: يعني: نور الإيمان، ونور العمل.
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: يعني: أن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=28890القرآن نور، أنزله الله ـ عز وجل ـ على عباده يستضيئون به، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35على نور يعني: الحجج التي نصبها لهم دلالة على وحدانيته قبل نزول القرآن.
[ ص: 546 ] nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: (النور) : القرآن; يعني: أنه يضيء بعضه بعضا.
ومن جعل الهاء في {نوره} لله عز وجل; لم يقف على {الأرض} ، ومن جعلها للمؤمن; وقف على {الأرض} .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36في بيوت أذن الله أن ترفع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: هو متعلق بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35فيها مصباح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: هو متعلق بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يوقد من شجرة .
وقال
أحمد بن يحيى: هو حال مما قبله.
فلا يوقف على هذه الأقوال على {عليم} ، ويوقف عليه إذا قدر
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36في بيوت أذن الله أن ترفع متعلقا بـ {يسبح} .
و (البيوت) : المساجد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: نهي عن اللغو فيها.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: يعني:
بيت المقدس، nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هي بيوت النبي صلي الله عليه وسلم، عكرمة: هي البيوت كلها.
وقيل: المعنى: صلوا في بيوت أذن الله أن ترفع.
ومعنى {ترفع} في قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: تبنى، الحسن: معناه: تصان، وتعظم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء: يعني: حضور الصلاة، وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وقال: المكتوبة.
[ ص: 547 ] nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال:
"هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله". nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: نزلت في أهل الأسواق.
و {الزكاة} عند
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ههنا: الطاعة، والإخلاص، وقال غيره: الزكاة المفروضة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار : قيل: معناه: تتقلب فيه قلوب الشاكين عما كانت عليه من الشك، وكذلك أبصارهم; لرؤيتهم اليقين.
وقيل: تتقلب القلوب بين الطمع في النجاة والخوف من الهلاك، والأبصار تنظر من أي ناحية يعطون كتبهم؟ وإلى أي ناحية يؤخذ بهم؟ وقيل: هو كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يوم تقلب وجوههم في النار [الأحزاب:66]،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم وأبصارهم [الأنعام:110]، في قول من جعل المعنى: نقلبها على لهب النار.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة : (السراب) : ما لصق بالأرض، ويكون نصف النهار، و (الآل) : الذي يرفع كل شيء، يرى أول النهار وآخره.
[ ص: 548 ] و (القيعة) : جمع (قاع) ; كـ (جار وجيرة) ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء. nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: (القيعة) و (القاع) : سواء; وهو ما انبسط من الأرض، ولم يكن فيه نبت.
و {الظمآن} : العطشان.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39حتى إذا جاءه لم يجده شيئا : [يعني: إذا جاء موضع السراب; لم يجد فيه شيئا]، فالهاء في {جاءه} : لموضع السراب، والضمير المرفوع فيه لـ {الظمآن} ، وكذلك الضمير في {وجد} المراد به: الكافر; ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39ووجد الله عنده : وجد وعده بالجزاء على عمله.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أو كظلمات في بحر لجي : {أو} : للإباحة، حسب ما تقدم من القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أو كصيب [البقرة:19].
قال
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب: الكافر يتقلب في خمس ظلمات: كلامه، وعمله، ومخرجه، ومدخله، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إذا أخرج يده لم يكد يراها : قيل: المعنى: لم يقارب رؤيتها، وقيل: المعنى: لم يكد يراها إلا بعد وتعب.
أبوعبيدة: المعنى: لم يرها، ولم يكد.
[ ص: 549 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: ذلك في الدنيا; والمعنى: من لم يهده الله لم يهتد.
غيره: هو في الآخرة; والمعنى: من لم يجعل الله له في الآخرة نورا; لم يهتد إلى الجنة.
وهذا المثل للكافر; فـ (الظلمات) : أعماله، و (البحر) : قلبه، و (اللجي) : العميق الكثير الماء، و (الموج) : الضلالة والحيرة، وكذلك (السحاب) ، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
والوقف لمن رفع {ظلمات} على {سحاب} ، ولا يوقف [عليه لمن أضاف أو نون وجر {ظلمات} ، ولا يقف] على
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40يغشاه موج ، ولا على
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40من فوقه موج ; لأن ما بعدهما نعت لهما.
التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْ: هَادِيهِنَّ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْهُ أَيْضًا: مُدَبِّرُهُمَا، وَمُدَبِّرُ مَا فِيهِمَا; وَتَقْدِيرُهُ: اللَّهُ ذُو نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: بَدَأَ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِنُورِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: مَثَلُ مَا أَنَارَ اللَّهُ مِنَ الْحَقِّ بِهَذَا التَّنْزِيلِ كَمِشْكَاةٍ، فَالْهَاءُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ; بِالتَّقْدِيرِ: اللَّهُ هَادِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ هُدَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ كَمِشْكَاةٍ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ: إِنَّ الْهَاءَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَنُورُهُ الْقُرْآنُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ: (النُّورُ) هَهُنَا:
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْهَاءُ فِي {نُورِهِ} لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مَثَلُ نُورِهِ مُسْتَأْنَفٌ; كَأَنَّهُ قَالَ: مَثَلُ نُورِ
مُحَمَّدٍ - إِذْ كَانَ
[ ص: 544 ] مُسْتَوْدَعًا فِي الْأَصْلَابِ - كَمِشْكَاةٍ، وَ (الشَّجَرَةُ) عَلَى هَذَا: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، [ وَ {الْمِصْبَاحُ} ، وَ {الزُّجَاجَةُ} : تَمْثِيلٌ لِقَلْبِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ].
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: الْهَاءُ فِي {نُورِهِ} لِلْمُؤْمِنِ; وَالْمَعْنَى: مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ.
وَ (الْمِشْكَاةُ) : الْكُوَّةُ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ ، وَقَالَ: هِيَ الَّتِي لَيْسَتْ بِنَافِذَةٍ.
وَقِيلَ: (الْمِشْكَاةُ) : الْحَدَائِدُ الَّتِي تُعَلَّقُ بِهَا الْقَنَادِيلُ.
وَقِيلَ: هُوَ الْقَائِمُ فِي وَسَطِ الْقِنْدِيلِ، الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ الْفَتِيلَةُ.
قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: (الْمِشْكَاةُ) : مَثَلٌ لِصَدْرِ الْمُؤْمِنِ، وَ {الزُّجَاجَةُ} : قَلْبُهُ، وَ {الْمِصْبَاحُ} : الْإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ : نُسِبَ إِلَى الدُّرِّ فِي صِفَاتِهِ، وَ {دُرِّيٌّ} :(فِعِّيلٌ) مِنْ (دَرَأَ) ; أَيْ: دَفَعَ; لِأَنَّ الْكَوَاكِبَ تَدْفَعُ الشَّيَاطِينَ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: (الْكَوْكَبُ) هَهُنَا: الزُّهْرَةُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ يَعْنِي: بِزَيْتِهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْ: لَيْسَتْ شَرْقِيَّةً بِغَيْرِ غَرْبٍ، وَلَا غَرْبِيَّةً بِغَيْرِ شَرْقٍ، وَذَلِكَ أَصْفَى لِزَيْتِهَا، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ.
وَقِيلَ: إِنَّ مَعْنَى هَذَا الْقَوْلِ: أَنَّهَا لَيْسَتْ بَارِزَةً لِلشَّمْسِ لَا يُصِيبُهَا الظِّلُّ;
[ ص: 545 ] فَتَكُونُ [شَرْقِيَّةً، وَلَا بَارِزَةً لِلظِّلِّ لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ; فَتَكُونُ] [غَرْبِيَّةً أَبُومَالِكٍ: الْمَعْنَى: لَا تُصِيبُهَا الشَّمْسُ وَقْتَ الشُّرُوقِ، وَلَا وَقْتَ الْغُرُوبِ]، لَكِنَّهَا فِي فَجْوَةٍ بَيْنَ شَجَرٍ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ يَعْنِي: أَنَّ حُجَجَ اللَّهِ لِمَنْ فَكَّرَ فِيهَا تَكَادُ تُضِيءُ; لِبَيَانِهَا وَوُضُوحِهَا.
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ يَعْنِي: أَنَّ هَذَا الزَّيْتَ مِنْ شِدَّةِ صِفَائِهِ يَكَادُ يُضِئُ بِغَيْرِ نَارٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نُورٌ عَلَى نُورٌ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَعْنِي: الْمُؤْمِنُ كَلَامُهُ نُورٌ، وَعَمَلُهُ نُورٌ، وَمَصِيرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى النُّورِ.
السُّدِّيُّ: يَعْنِي: نُورُ النَّارِ، وَنُورُ الزَّيْتِ، [لَا يُغْنِي وَاحِدٌ مِنْهُمَا بِغَيْرِ صَاحِبِهِ]; فَكَذَلِكَ نُورُ الْإِيمَانِ، وَنُورُ الْقُرْآنِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: يَعْنِي: نُورُ الْإِيمَانِ، وَنُورُ الْعَمَلِ.
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ: يَعْنِي: أَنَّ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28890الْقُرْآنَ نُورٌ، أَنْزَلَهُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى عِبَادِهِ يَسْتَضِيئُونَ بِهِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35عَلَى نُورٍ يَعْنِي: الْحُجَجُ الَّتِي نَصُبُّهَا لَهُمْ دَلَالَةً عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ قَبْلَ نُزُولِ الْقُرْآنِ.
[ ص: 546 ] nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: (النُّورُ) : الْقُرْآنُ; يَعْنِي: أَنَّهُ يُضِيءُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
وَمَنْ جَعَلَ الْهَاءَ فِي {نُورِهِ} لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ; لَمْ يَقِفْ عَلَى {الْأَرْضِ} ، وَمَنْ جَعَلَهَا لِلْمُؤْمِنِ; وَقَفَ عَلَى {الْأَرْضِ} .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35فِيهَا مِصْبَاحٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ: هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: هُوَ حَالٌ مِمَّا قَبْلَهُ.
فَلَا يُوقَفُ عَلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ عَلَى {عَلِيمٌ} ، وَيُوقَفُ عَلَيْهِ إِذَا قُدِّرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ مُتَعَلِّقًا بِـ {يُسَبِّحُ} .
وَ (الْبُيُوتُ) : الْمَسَاجِدُ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: نُهِيَ عَنِ اللَّغْوِ فِيهَا.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ: يَعْنِي:
بَيْتُ الْمَقْدِسِ، nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ: هِيَ بُيُوتُ النَّبِيِّ صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِكْرِمَةُ: هِيَ الْبُيُوتُ كُلُّهَا.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى: صَلُّوا فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ.
وَمَعْنَى {تُرْفَعَ} فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ: تُبْنَى، الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ: تُصَانُ، وَتُعَظَّمُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ: يَعْنِي: حُضُورُ الصَّلَاةِ، وَقَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: الْمَكْتُوبَةُ.
[ ص: 547 ] nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:
"هُمُ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ". nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ الْأَسْوَاقِ.
وَ {الزَّكَاةِ} عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ هَهُنَا: الطَّاعَةُ، وَالْإِخْلَاصُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ : قِيلَ: مَعْنَاهُ: تَتَقَلَّبُ فِيهِ قُلُوبُ الشَّاكِّينَ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّكِّ، وَكَذَلِكَ أَبْصَارُهُمْ; لِرُؤْيَتِهِمُ الْيَقِينَ.
وَقِيلَ: تَتَقَلَّبُ الْقُلُوبُ بَيْنَ الطَّمَعِ فِي النَّجَاةِ وَالْخَوْفِ مِنَ الْهَلَاكِ، وَالْأَبْصَارُ تَنْظُرُ مِنْ أَيِّ نَاحِيَةٍ يُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ؟ وَإِلَى أَيِّ نَاحِيَةٍ يُؤْخَذُ بِهِمْ؟ وَقِيلَ: هُوَ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=66يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ [الْأَحْزَابِ:66]،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ [الْأَنْعَامِ:110]، فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الْمَعْنَى: نُقَلِّبُهَا عَلَى لَهَبِ النَّارِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ : (السَّرَابُ) : مَا لَصَقَ بِالْأَرْضِ، وَيَكُونُ نِصْفَ النَّهَارِ، وَ (الْآلُ) : الَّذِي يَرْفَعُ كُلَّ شَيْءٍ، يُرَى أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ.
[ ص: 548 ] وَ (الْقِيعَةُ) : جَمْعُ (قَاعٍ) ; كَـ (جَارٍ وَجِيرَةٍ) ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءِ. nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْقِيعَةُ) وَ (الْقَاعُ) : سَوَاءٌ; وَهُوَ مَا انْبَسَطَ مِنَ الْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ نَبْتٌ.
وَ {الظَّمْآنُ} : الْعَطْشَانُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا : [يَعْنِي: إِذَا جَاءَ مَوْضِعَ السَّرَابِ; لَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا]، فَالْهَاءُ فِي {جَاءَهُ} : لِمَوْضِعِ السَّرَابِ، وَالضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ فِيهِ لِـ {الظَّمْآنُ} ، وَكَذَلِكَ الضَّمِيرُ فِي {وَجَدَ} الْمُرَادُ بِهِ: الْكَافِرُ; وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ : وَجَدَ وَعْدَهُ بِالْجَزَاءِ عَلَى عَمَلِهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ : {أَوْ} : لِلْإِبَاحَةِ، حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْقَوْلِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=19أَوْ كَصَيِّبٍ [الْبَقَرَةِ:19].
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: الْكَافِرُ يَتَقَلَّبُ فِي خَمْسِ ظُلُمَاتٍ: كَلَامُهُ، وَعَمَلُهُ، وَمَخْرَجُهُ، وَمَدْخَلُهُ، وَمَصِيرُهُ إِلَى الظُّلُمَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا : قِيلَ: الْمَعْنَى: لَمْ يُقَارِبْ رُؤْيَتَهَا، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا إِلَّا بُعْدٍ وَتَعَبٍ.
أَبُوعُبَيْدَةَ: الْمَعْنَى: لَمْ يَرَهَا، وَلَمْ يَكَدْ.
[ ص: 549 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزُّجَّاجُ: ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا; وَالْمَعْنَى: مَنْ لَمْ يَهْدِهِ اللَّهُ لَمْ يَهْتَدِ.
غَيْرُهُ: هُوَ فِي الْآخِرَةِ; وَالْمَعْنَى: مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نُورًا; لَمْ يَهْتَدِ إِلَى الْجَنَّةِ.
وَهَذَا الْمَثَلُ لِلْكَافِرِ; فَـ (الظُّلُمَاتُ) : أَعْمَالُهُ، وَ (الْبَحْرُ) : قَلَبُهُ، وَ (اللُّجِّيُّ) : الْعَمِيقُ الْكَثِيرُ الْمَاءُ، وَ (الْمَوْجُ) : الضَّلَالَةُ وَالْحَيْرَةُ، وَكَذَلِكَ (السَّحَابُ) ، رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَالْوَقْفُ لِمَنْ رَفَعَ {ظُلُمَاتٍ} عَلَى {سَحَابٌ} ، وَلَا يُوقَفُ [عَلَيْهِ لِمَنْ أَضَافَ أَوْ نَوَّنَ وَجَرَّ {ظُلُمَاتٌ} ، وَلَا يَقِفُ] عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40يَغْشَاهُ مَوْجٌ ، وَلَا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ; لِأَنَّ مَا بَعْدَهُمَا نَعْتٌ لَهُمَا.