الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب: في

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ بنصب {غير} من قوله: {غير أولي الإربة}; جاز أن يكون [ ص: 552 ] استثناء; التقدير: يبدين زينتهن للتابعين إلا ذا الإربة، فلا يبدينها له، وجاز أن يكون حالا من الضمير في {التابعين} ; كأنه قال: الذين يتبعونهن عاجزين عنهن.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جر; فعلى النعت لـ {التابعين} ; لأنهم لم يقصد بهم قوم بأعيانهم، فأشبه النكرة، فجاز وصفه بـ {غير} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن {غير} ههنا معرفة; لاختصاصها; إذ التابعون ضربان: أحدهما: له إربة، والآخر: لا إربة له.

                                                                                                                                                                                                                                      ووجه ضم ابن عامر الهاء من {أيه المؤمنون} ، وصاحبيه: أن (ها) قد جعل في بعض المواضع بمنزلة ما هو من نفس الكلمة حتى دخلت عليه العوامل; نحو (مررت بهذا الرجل) ، وقالوا (هلم) ; فبنوه مع (لم) ، فكما جرى في أول الكلمة بمنزلة بعض الكلمة; كذلك أجري في آخر الكلمة، فحذفت الألف من (يا أيها) ; كما حذفت من (ها لم) ، وصارت الهاء كحرف من الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 553 ] وقراءة الجماعة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                                                                      ووقعت هذه المواضع الثلاثة في المصحف بغير ألف على اللفظ; لأن الألف فيه ساقطة في الوصل; لالتقاء الساكنين.

                                                                                                                                                                                                                                      وضم الزاي وفتحها من {الزجاجة} لغتان.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {دري} و {دريء} .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {دريء} : فعيل; فهو صفة من الدفع، حكاه سيبويه عن أبى الخطاب، ونظيره في الأسماء: (مريق) ، وهو العصفر.

                                                                                                                                                                                                                                      أبوعلي: يحتمل أن يكون (العلية) و (السرية) مثله، قال: وكون (السرية) من (السرو) أشبه من كونها من (السر) ، أو من (السرور) ; لأن صاحبها إذا [ ص: 554 ] أراد أن يتخذها أم ولد; لم يمتهنها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {دري} ; فهو (فعيل) من (الدرء) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {دريء} ; فهو قليل، ونظيره: (سكينة) ، حكاها أبو زيد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {توقد} ; فالفاعل {المصباح} ، وكذلك من قرأ: [ {يوقد} . ومن قرأ]: {توقد} ; فالفاعل {الزجاجة} ، وهو على تقدير حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه; والتقدير: يوقد مصباح الزجاجة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {يوقد} ; فأصله: (يتوقد) ، فحذف التاء; لاجتماع حرفين زائدين في أول الفعل; على تشبيه الياء بالتاء من حيث كانا حرفي مضارعة، حسب ما تقدم من القول في ننجي المؤمنين [الأنبياء: 88].

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 555 ] وقوله: من شجرة مباركة أي: من دهن شجرة مباركة، فحذف المضاف.

                                                                                                                                                                                                                                      {زيتونة} : عطف بيان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {يسبح له فيها بالغدو والآصال}: من كسر الباء; فقوله: {رجال} فاعلون لـ {يسبح} ، ولا إضمار فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {يسبح} ; فقوله: {له} اسم ما لم يسم فاعله، وارتفاع {رجال} بفعل مضمر دل عليه الظاهر; المعنى: يسبحه رجال، فيوقف على هذه القراءة على {والآصال} ، ولا يوقف على [ {رجال} ، ويلزم الوقوف] عليه على الأولى.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز على قراءة من فتح الباء أن يرتفع {رجال} بالابتداء، والخبر: {في بيوت أذن الله أن ترفع} ، فلا يوقف على {الآصال} على هذا التقدير.

                                                                                                                                                                                                                                      و وإقام الصلاة : الأصل: (إقوام) ; قلبت الواو ألفا، وحذفت إحدى الألفين، وعوضت الهاء في(إقامة) من الألف المحذوفة، ثم حذفت الهاء في [ ص: 556 ] الإضافة; لأن المضاف إليه يقوم مقامها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {كسراب بقيعات} ; جاز أن تكون الألف مشبعة من فتحة العين، وجاز أن يكون مثل (رجل عزه وعزهاة) ; للذي لا يقرب النساء، ويجوز أن يكون جمع (قيعة) ، ويكون على هذا بالتاء في الوصل والوقف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {أعمالهم} : ابتداء، والكاف من {كسراب} : الخبر، والجملة خبر عن {الذين} ، أو يكون على تقدير: وأعمال الذين كفروا كسراب، فحذف المضاف.

                                                                                                                                                                                                                                      والكاف في قوله: {أو كظلمات} رفع على العطف على {كسراب} ، أو على تقدير: أو هي كظلمات، فيوقف على {سريع الحساب} على هذا، ولا يوقف عليه على التقدير الأول.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون التقدير: أو كذي ظلمات، ويدل على ذلك قوله: إذا أخرج يده لم يكد يراها ، فالضمير الذي أضيف إليه {يده} يعود إلى المضاف المحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {لم يجده شيئا}: تقديره: لم يجده وجودا، {شيئا} : موضوع في موضع المصدر; لأن التقدير: لم يدركه، فهو من وجدان الضالة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {من فوقه سحاب ظلمات} ; بالإضافة; فلأن السحاب يرتفع وقت هذه الظلمات، فأضيف إليها; كما يقال: (سحاب رحمة) ; إذا ارتفع في وقت المطر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 557 ] ومن قرأ: {سحاب ظلمات}; جر {ظلمات} على التأكيد لــ (ظلمات) الأولى، أو البدل منها و {سحاب} : ابتداء، و {من فوقه}: الخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {سحاب ظلمات}; فـ {ظلمات} : خبر مبتدأ محذوف; التقدير: هي ظلمات، أو هذه ظلمات.

                                                                                                                                                                                                                                      ** *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية