التفسير: 
قوله: ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات   : قال  مجاهد:  الصلاة للإنسان، و (التسبيح) لما سواه من الخلق، وقيل:(التسبيح) ههنا: ما يرى في المخلوق من أثر الصنعة. 
وقوله: كل قد علم صلاته وتسبيحه   : قيل: الضمير فيه لله عز وجل، وقيل: للمصلي والمسبح; فإذا جعل لله تعالى; لم يوقف على {تسبيحه} ; لأن الاسم قد ظهر، وإذا كان الضمير للمصلي والمسبح; كان الوقف على {تسبيحه} حسنا. 
وقوله: ألم تر أن الله يزجي سحابا  أي: يسوقه، ثم يؤلف بينه   ; أي: يجمع القطعة إلى القطعة حتى يأتلف، ثم يجعله ركاما  أي: بعضه فوق بعض. 
وقوله: فترى الودق  أي: المطر، يخرج من خلاله  أي: من خلال السحاب. 
 [ ص: 569 ] وقوله: وينـزل من السماء من جبال فيها من برد   : {من} في الموضعين عند  الأخفش:  زائدة، والتقدير عند  الفراء:  من جبال برد; فالجبال عنده هي البرد. 
وقيل: التقدير: من جبال برد فيها; كقولك:(هذا خاتم في يدي من حديد) ; أي: هذا خاتم حديد في يدي. 
وقيل: المعنى: وينزل من السماء مقدار جبال فيها برد; كما يقال: (عند فلان جبال مال) . 
وقوله: يكاد سنا برقه  أي: ضياؤه. 
وقوله: يقلب الله الليل والنهار  أي: يدخل هذا في هذا، وقيل: المعنى: يأتي بهذا على إثر هذا، فينقلب موضع الليل نهارا، وموضع النهار ليلا.
وقوله: والله خلق كل دابة من ماء   : (الدابة) : ما دب من الحيوان. 
فمنهم من يمشي على بطنه   : على تغليب من يعقل; لاشتمال أول الكلام على من يعقل وما لا يعقل. 
وقوله: وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين  أي: إن يكن لهم الحق; يأتوا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منقادين; يعني: قريشا،  عن  عطاء،  وغيره. 
 [ ص: 570 ] و (المذعن) : المقر بالشيء طائعا غير مكره. 
وقوله: أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا  الآية: لفظ الاستفهام، ومعناه التقرير والتوبيخ. 
ومعنى أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله   : أم يخافون أن يحيف عليهم رسول الله؟ يدل على ذلك قوله: وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم  ، [ولم يقل: ليحكما بينهم]، فذكر اسم الله ـ تعالى ـ استفتاح كلام. 
وقوله: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم  الآية: لفظ هذا لفظ الخبر، ومعناه التحضيض. 
وقوله: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا   : هذا في المنافقين، و {تقسموا} : تمام الكلام، ثم قال: طاعة معروفة  أي: طاعة معروفة أولى بكم من أيمانكم، أو لتكن منكم طاعة معروفة. 
مجاهد: المعنى: قد عرفت طاعتكم. 
وقوله: فإن تولوا فإنما عليه ما حمل  أي: فإن تتولوا; فحذف إحدى التاءين، فإنما عليه البلاغ، وعليكم ما حملتم  أي: وعليكم القبول. 
وقوله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض  الآية: هذا  [ ص: 571 ] دليل على خلافة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، وأن الله ـ تعالى ـ استخلفهم، ورضي إمامتهم.  
وقوله: كما استخلف الذين من قبلهم  يعني: بني إسرائيل. 
وقوله: يعبدونني لا يشركون بي شيئا   : حال; أي: وعدهم بذلك في هذه الحال، ويجوز أن يكون مستأنفا. 
وروي، أن قوما شكوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما هم فيه من الضيقة; فنزلت الآية. 
وتقدم القول في قوله: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم  إلى آخر السورة. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					