الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4101 باب: التداوي باللدود

                                                                                                                              وأورده النووي، في (باب: لكل داء دواء، واستحباب التداوي) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص199 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة؛ قالت: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ في مرضه، فأشار: "أن لا تلدوني" فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق، قال: "لا يبقى أحد منكم إلا لد؛ غير العباس، فإنه لم يشهدكم" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة) رضي الله عنها؛ (قالت: لددنا رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: في مرضه، فأشار: "أن لا تلدوني". فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق، قال: لا يبقى منكم [ ص: 351 ] أحد) ممن تعاطى ذلك: (إلا لد) : تأديبا لهم، لئلا يعودوا. (غير العباس، فإنه لم يشهدكم) : حالة اللدود. قال أهل اللغة: "اللدود" بفتح اللام. هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض، ويسقاه، أو يدخل هناك بإصبع وغيرها، ويحنك به. ويقال منه: "لددته ألده". وحكى الجوهري أيضا: "ألددته" رباعيا. والتددت أنا. قال: ويقال له "لديد" أيضا.

                                                                                                                              وإنما أنكر التداوي؛ لأنه كان غير ملائم لدائه. لأنهم ظنوا: أن به "ذات الجنب"، فداووه بملائمها. ولم يكن ذلك. قال النووي: وإنما أمر، صلى الله عليه وآله وسلم: بلدهم؛ عقوبة لهم، حين خالفوه في إشارته إليهم: "لا تلدوني". ففيه: أن الإشارة المفهمة: كصريح العبارة، في نحو هذه المسألة.

                                                                                                                              وفيه: تعزير المتعدي بنحو من فعله، الذي تعدى به. إلا أن يكون فعلا محرما. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية