الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4132 باب منه [ ص: 395 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 222 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي الزبير، أنه سمع جابرا يخبر عن رسول الله، قال: "إن كان في شيء، ففي الربع والخادم والفرس"].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- (عن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: إن كان أي: الشؤم (في شيء) من الأشياء، (ففي الربع)، أي: الدار (والخادم، والفرس).

                                                                                                                              وفي حديث ابن عمر، عند مسلم، بلفظ: "قال: إن كان الشؤم في شيء: ففي الفرس، والمسكن، والمرأة".

                                                                                                                              وفي حديث سهل بن سعد عنده، بلفظ: "إن كان، ففي المرأة، والفرس، والمسكن". يعني: الشؤم.

                                                                                                                              قال بعض العلماء: شؤم الدار: ضيقها، وسوء جيرانها، وأذاهم. وشؤم المرأة: عدم ولادتها، وسلاطة لسانها، وتعرضها للريب. وشؤم الفرس: أن لا يغذى عليها. وقيل: حرانها وغلاء ثمنها. وشؤم الخادم: سوء خلقه، وقلة تعهده لما فوض إليه. وقيل: [ ص: 396 ] المراد بالشؤم هنا: عدم الموافقة.

                                                                                                                              وفي حديث ابن عمر، يرفعه: "إذا كان الفرس حرونا، فهو مشئوم. وإذا كانت المرأة قد عرفت زوجا قبل زوجها، فحنت إلى الروج الأول; فهي مشئوم. وإذا كانت الدار بعيدة عن المسجد، لا يسمع فيها الأذان والإقامة; فهي مشئومة. وإذا كن بغير هذا الوصف فهن مباركات". أخرجه الحافظ السلفي، في "الطيوريات". وأخرجه الدمياطي، في "كتاب الخيل". وإسناده ضعيف.

                                                                                                                              وفي حديث حكيم بن معاوية، عند الترمذي: "قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم; يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن في المرأة، والدار، والفرس". وهذا كما قال في الفتح، في إسناده ضعف. مع مخالفته للأحاديث الصحيحة. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية