الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4398 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 154 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك، قال أبي: كأنها تعني [ ص: 287 ] "الموت" قال فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ") .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ؛ أن امرأة) قال الحافظ : لم أقف على اسمها. (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم شيئا) زاد البخاري : "وكلمته في شيء" . ولم يسم ذلك الشيء) . (فأمرها أن ترجع إليه . فقالت : يا رسول الله ! أرأيت إن جئت ، فلم أجدك ؟ - قال أبي: كأنها تعني الموت -) أي : إن جئت فوجدتك قد مت ، ماذا أفعل ؟ (قال : فإن لم تجديني ، فائتي أبا بكر) .

                                                                                                                              قال ابن بطال : استدل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بظاهر قولها "إن لم أجدك" : أنها أرادت الموت . فأمر بإتيانها أبا بكر . قال: وكأنه اقترن بسؤالها حالة أفهمت ذلك ، وإن لم تنطق به . قال في الفتح : لكن قولها : "لم أجدك" : أعم في النفي ، من حال الحياة وحال الموت . ودلالته لها على "أبي بكر" ، مطابقة لذلك العموم .

                                                                                                                              [ ص: 288 ] قال : وفيه الإشارة ، إلى أن أبا بكر ، هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

                                                                                                                              قال : ولا يعارض هذا جزم عمر "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لم يستخلف" . لأن مراده نفي النص على ذلك صريحا.

                                                                                                                              وفي حديث عند الطبراني ؛ "قلنا: يا رسول الله ! إلى من ندفع صدقات أموالنا بعدك؟ قال : إلى أبي بكر الصديق" . وهذا لو ثبت كان أصرح من حديث الباب في الإشارة إلى أن الخليفة بعده أبو بكر . لكن إسناده ضعيف . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية