الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4403 باب فضائل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه

                                                                                                                              ولفظ النووي : (باب من فضائل عمر ، رضي الله عنه) .

                                                                                                                              وهو ابن الخطاب بن "نفيل" مصغرا ، ابن عبد العزى بن "رياح"
                                                                                                                              [ ص: 291 ] بالياء بعد الراء . كناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "أبا حفص" . ولقبه : "بالفاروق" .

                                                                                                                              وقيل : لقبه به أهل الكتاب. وقيل : جبريل ، عليه السلام. أقوال أهل العلم .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 159 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن شهاب، حدثني أبو أمامة بن سهل: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا: ماذا أولت ذلك يا رسول الله؟! قال: "الدين"

                                                                                                                              . )

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بينا) بغير ميم (أنا نائم ، رأيت الناس) : [ ص: 292 ] من الرؤيا النومية ، على الأظهر ، أو البصرية . (يعرضون علي، وعليهم قمص) بضم القاف والميم : جمع "قميص" . والواو للحال .

                                                                                                                              (منها ما يبلغ الثدي) : بضم الثاء ، وكسر الدال ، وتشديد الياء : جمع "ثدي" . وروي) على الإفراد أيضا . (ومنها ما يبلغ دون ذلك) ، فلم يصل إلى الثدي .

                                                                                                                              (ومر عمر بن الخطاب) وفي البخاري : "وعرض علي عمر" ، (وعليه قميص يجره . قالوا:) أي : من حضر من الصحابة : (ماذا أولت) أي : عبرته (ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين) . لأن الدين يشمل الإنسان ، ويحفظه ، ويقيه المخالفات : كوقاية الثوب وشموله .

                                                                                                                              قال أهل العبارة : القميص في النوم ، معناه : الدين . وجره : يدل على بقاء آثاره الجميلة ، وسننه الحسنة في المسلمين ، بعد وفاته ، ليقتدي به .

                                                                                                                              ولا يلزم من هذا الحديث أفضلية عمر على أبي بكر ؛ فلعل الذين عرضوا ، لم يكن فيهم : أبو بكر . وكون عمر يجر القميص ، لا يستلزم أن لا يكون على أبي بكر أطول منه .




                                                                                                                              الخدمات العلمية