الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4454 باب في فضل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما

                                                                                                                              وأورده النووي، في (باب فضائل عبد الله بن جعفر).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 196 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله بن أبي مليكة، قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أنا وأنت وابن عباس؟

                                                                                                                              قال: نعم. فحملنا، وتركك)
                                                                                                                              .

                                                                                                                              [ ص: 552 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 552 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله) هو ابن عبيد الله (بن أبي مليكة) واسمه: "زهير الأحول" المكي: (أنه قال: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم. فحملنا، وتركك).

                                                                                                                              قال النووي: معناه "قال ابن جعفر: فحملنا وتركك" وتوضحه الروايات بعده.

                                                                                                                              قال: وقد توهم عياض أن القائل "فحملنا": هو "ابن الزبير" وجعله غلطا في رواية مسلم. وليس كما قال، بل صوابه: ما ذكرناه. وأن القائل "فحملنا وتركك": ابن جعفر. انتهى.

                                                                                                                              قلت: إيراد المنذري هذا الحديث في باب "فضل عبد الله بن الزبير" ينظر في موافقة عياض، فإن كان الصحيح ما قاله النووي لم يكن في هذا الحديث فضيلة لابن الزبير أصلا، بل لابن جعفر، لكن راجعت البخاري، فوجدت فيه ما لفظه: قال ابن الزبير لابن جعفر، وهذا هو الصحيح. والذي في مسلم غلط؛ كما فهم عياض والمنذري.

                                                                                                                              قال ابن الملقن: والظاهر أنه انقلب على الراوي، كما نبه عليه ابن الجوزي في "جامع المسانيد" فصح أن هذا الحديث، في فضيلة "ابن الزبير" رضي الله عنه. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية