4521 (باب منه)
وذكره النووي، في (الباب الغابر).
[ ص: 597 ]
(حديث الباب)
وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 32 - 34 ج16، المطبعة المصرية
(عن ابن عباس، قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، بمكة: قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل، الذي يزعم: أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله، ثم ائتني. فانطلق الآخر، حتى قدم مكة، وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما، ما هو بالشعر. فقال: ما شفيتني فيما أردت. فتزود، وحمل شنة له، فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي، صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفه. وكره: أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني الليل- فاضطجع، فرآه علي، فعرف أنه غريب. فلما رآه: تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى أصبح. ثم احتمل قربته وزاده: إلى المسجد، فظل ذلك اليوم، ولا يرى النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه. فمر به علي، فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث: فعل مثل ذلك. فأقامه علي معه، ثم قال له: ألا تحدثني: ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدني: فعلت. ففعل، فأخبره. فقال: فإنه حق. وهو رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فإذا أصبحت فاتبعني. فإني: إن رأيت شيئا أخاف عليك: قمت كأني أريق الماء. فإن مضيت فاتبعني، حتى تدخل مدخلي. ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، ودخل معه، فسمع [ ص: 598 ] من قوله، وأسلم مكانه. فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: "ارجع إلى قومك، فأخبرهم، حتى يأتيك أمري" فقال: والذي نفسي بيده! لأصرخن بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله" وثار القوم: فضربوه، حتى أضجعوه. فأتى العباس، فأكب عليه، فقال: ويلكم! ألستم تعلمون أنه من "غفار" وأن طريق تجاركم إلى الشام: عليهم؟ فأنقذه منهم. ثم عاد من الغد بمثلها، وثاروا إليه: فضربوه، فأكب عليه العباس، فأنقذه).


