الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4578 [ ص: 646 ] باب في فضل قريش والأنصار وغيرهم

                                                                                                                              وقال النووي: (باب من فضائل غفار، وأسلم، وجهينة، وأشجع، ومزينة، وتميم، ودوس، وطيئ).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 74 ج 16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "قريش، والأنصار، ومزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وأشجع: موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: قريش) بالصرف على الأصح؛ على إرادة "الحي" ويجوز عدمه على إرادة القبيلة.

                                                                                                                              (التعريف بقريش)

                                                                                                                              وهم من ولد "النضر بن كنانة" وهو الصحيح. أو من ولد: "فهر بن مالك بن النضر" وهو قول الأكثر.

                                                                                                                              وأول من نسب إلى قريش: "قصي بن كلاب" وقيل غير ذلك.

                                                                                                                              وقيل: سموا باسم دابة في البحر، من أقوى دوابه؛ لقوتهم.

                                                                                                                              [ ص: 647 ]

                                                                                                                              والتصغير للتعظيم.

                                                                                                                              (والأنصار): جمع "ناصر" كالأصحاب جمع "صاحب" ويقال: جمع "نصير" كشريف وأشراف. والنسبة: "أنصاري". وليس نسبة لأب ولا لأم، بل سموا بذلك؛ لما فازوا به -دون غيرهم- من نصرته، صلى الله عليه وآله وسلم، وإيوائه، وإيواء من معه، ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم.

                                                                                                                              وكان القياس أن يقال: "ناصري" فقالوا: "أنصاري" كأنهم جعلوا الأنصار: "اسم الحي".

                                                                                                                              ولا يقال: الأنصار "جمع قلة" فلا يكون لما فوق العشرة (وهم ألوف)؛ لأنا نقول: جمعا القلة والكثرة إنما يعتبران في نكرات الجموع. أما في المعارف فلا فرق بينهما.

                                                                                                                              (التعريف بالأنصار)

                                                                                                                              و"الأنصار" هم ولد "الأوس والخزرج" وحلفاؤهم: أبناء "حارثة بن ثعلبة، وهو اسم إسلامي. واسم أمهم: "قيلة" بفتح القاف.

                                                                                                                              [ ص: 648 ]

                                                                                                                              (التعريف بمزينة، وجهينة، وأسلم، وغفار، وأشجع)

                                                                                                                              (ومزينة) بضم الميم: اسم "امرأة عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر". وهي مزينة بنت كلب بن وبرة. منهم: عبد الله بن مغفل المزني.

                                                                                                                              (وجهينة): بضم الجيم "ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم" بضم اللام. منهم: "عقبة بن عامر الجهني" (وأسلم، وغفار، وأشجع) بن ريث -بفتح الراء- بن غطفان بن سعد بن قيس.

                                                                                                                              فهذه قبائل خمس من مضر.

                                                                                                                              (موالي) بتشديد الياء. أي: "أنصاري" ويروى بالتخفيف.

                                                                                                                              (ليس لهم مولى دون الله ورسوله) أي: غيرهما. وهذه الجملة مقررة للجملة الأولى، على الطرد والعكس.

                                                                                                                              وتفضيل هذه القبائل؛ لسبقهم إلى الإسلام، وآثارهم فيه.

                                                                                                                              [ ص: 649 ]

                                                                                                                              وفيه: فضيلة ظاهرة لهؤلاء السبعة؛ لأنهم كانوا أسرع دخولا في الإسلام.

                                                                                                                              والحديث له طرق وألفاظ.

                                                                                                                              منها: "موال دون الناس، والله ورسوله مولاهم" أي: وليهم، والمتكفل بهم وبمصالحهم. وهم مواليه. أي: ناصروه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية