[ ص: 354 ]  [ ص: 355 ] كتاب القسامة 
 [ ص: 356 ]  [ ص: 357 ] كتاب القسامة 
بسم الله الرحمن الرحيم 
وصلى الله على محمد  وآله وصحبه وسلم تسليما 
1 - ذكر القسامة التي كانت في الجاهلية 
 7082  - أخبرنا  محمد بن يحيى بن عبد الله  ، قال : حدثنا أبو معمر  ، قال : حدثنا  عبد الوارث  ، قال : حدثنا قطن أبو الهيثم  ، قال : حدثنا أبو يزيد المدني  عن  عكرمة  عن  ابن عباس  ، قال : أول القسامة كانت في الجاهلية ، كان رجل من بني هاشم  استأجر رجلا من قريش  من فخذ أخرى ، قال : فانطلق معه في إبله ، فمر به رجل من بني هاشم  قد انقطعت عروة جوالقه  ، فقال : أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، فأعطاه عقالا فشد به عروة جوالقه ، فلما نزلوا عقلت الإبل إلا بعيرا واحدا ، فقال الذي استأجره : ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين  [ ص: 358 ] الإبل ؟ قال : ليس له عقال ، قال : فأين عقاله ؟ قال : مر بي رجل من بني هاشم  قد انقطعت عروة جوالقه ، فاستغاثني قال : أغثني بعقال أشد به عروة جوالقي لا تنفر الإبل ، فأعطيته عقاله ، فحذفه بعصا كان فيها أجله ، فمر به رجل من أهل اليمن  ، قال : أتشهد الموسم ؟ قال : ما أشهد ، وربما شهدت ، قال : هل أنت مبلغ عني رسالة مرة من الدهر ؟ قال : نعم ، قال : إذا شهدت الموسم فناد : يا آل قريش  فإذا أجابوك ، فناد : يا آل بني هاشم  فإذا أجابوك ، فسل عن أبي طالب  ، فأخبره أن فلانا قتلني في عقال . قال : ومات المستأجر ، فلما قدم الذي استأجره ، أتاه أبو طالب  فقال : ما فعل صاحبنا ؟ قال : مرض فأحسنت القيام عليه ، ثم مات فوليت دفنه ، فقال : كان أهل ذلك منك ، قال : فمكث حينا ، ثم إن الرجل اليماني الذي كان أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم ، فقال : يا آل قريش  ، قالوا : هذه قريش  ، قال : يا آل بني هاشم  ، قالوا : هذه بنو هاشم  ، قال : أين أبو طالب  ؟ قالوا : هذا أبو طالب  ، قال : أمرني فلان أن أبلغك رسالة ، أن فلانا قتله في عقال ، فأتاه أبو طالب  ، فقال : اختر منا إحدى ثلاث : إن شئت أن تؤدي مائة من الإبل ، فإنك قتلت صاحبنا خطأ ، وإن شئت حلف خمسون من قومك أنك لم تقتله ، فإن أبيت قتلناك به ، فأتى قومه ، فذكر ذلك لهم ، فقالوا : نحلف ، فأتته  [ ص: 359 ] امرأة من بني هاشم  كانت تحت رجل منهم قد ولدت له ، فقالت : يا أبا طالب  أحب أن تجيز ابني هذا رجلا من الخمسين ولا تصبر يمينه ، ففعل ، فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب  أردت خمسين رجلا أن يحلفوا مكان مائة من الإبل يصيب كل رجل بعيران ، فهذان بعيران فاقبلهما عني ، ولا تصبر يميني حيث تصبر الأيمان ، فقبلهما وجاء ثمانية وأربعون رجلا حلفوا ، قال  ابن عباس   : فوالذي نفسي بيده ، ما حال الحول ومن الثمانية والأربعين عين تطرف  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					