123 - رمي الحصاة في وجوه القوم 
 8908  - أخبرنا  يونس بن عبد الأعلى  قال : أخبرنا  ابن وهب  قال : أخبرني  يونس  ، عن  ابن شهاب  قال : حدثني  كثير بن العباس بن عبد المطلب  ، قال : قال  العباس بن عبد المطلب   : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا ، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم نفارقه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء ، أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي   ، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين ، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار ، قال  العباس   : وأنا آخذ بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم ، أكفها إرادة أن لا تسرع ، وأبو سفيان  آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي عباس  ، ناد أصحاب السمرة  ، قال عباس   : وكنت رجلا صيتا ، فقلت بأعلى صوتي : أين أصحاب  [ ص: 112 ] السمرة  ؟ فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها ، فقالوا : يا لبيك يا لبيك ، فاقتتلوا هم والكفار ، والدعوة في الأنصار  ، يقولون : يا معشر الأنصار  ، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج  ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا حين حمي ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن في وجوه الكفار ، ثم قال : انهزموا ورب محمد  ، فذهبت أنظر ، فإذا القتال على هيئته على ما أرى ، فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته ، فما زلت أرى حدهم كليلا ، وأمرهم مدبرا ، حتى - يعني - هزمهم الله  . 
				
						
						
