الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن قال لزوجتيه إحداكما طالق ولا نية له]

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا قال: لم تكن لي نية، فقال مالك مرة: تطلقان عليه جميعا. يريد: إذا قامتا بالطلاق. قال محمد: وهذه رواية ابن القاسم وابن وهب وأشهب، وروى المدنيون عنه أنه قال: يخير فيمن شاء منهما، فيوقع الطلاق عليها كالعتق، وقال محمد: لا خيار في ذلك بخلاف العتق; لأن العتق ربما تبعض في الأمة ولا يتبعض الطلاق، وقد يقع في العتق السهم، قال الشيخ -رحمه الله-: وهذه تفرقة في غير موضع الحاجة؛ لأنه إذا قال: أحدكما حر، لم يتبعض العتق، وإنما أعتق واحدا وطلق واحدة، ولو حمل على التبعيض لأعتق نصف كل واحد منهما، وهو لم يقل ذلك، وإنما قال: هو بالخيار، يعتق أحدهما، وإذا لم يجعل في ذلك خيارا كان العتق والطلاق في هذا الموضع واحدا، ويعود الجواب إلى ما تقدم إذا عين واحدة ثم نسيها، أن له أن يرتجع في العدة، وينوى من لم يقع عليها طلاق، وتحلان له، وإن انقضت العدة استأنف النكاح، [ ص: 2631 ] ولا تحلان لغيره إلا أن يوقع الطلاق أو يوقعه الحاكم على الباقية منهما، فإن مات ورثاه.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية