الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن أحصر عن الحج]

                                                                                                                                                                                        لا يخلو المحصر عن الحج أن يكون بعيدا من مكة ، أو قريبا ، أو فيها ، أو بعد أن خرج منها ولم يقف ، أو بعد وقوفه بعرفة . فإن كان على بعد حل مكانه ، وكذلك إن كان قريبا وصد عن البيت ، وإن صد عن عرفة خاصة دخل مكة ، وحل بعمرة . وكذلك إن كان بمكة وكان إحرامه من الحل فإنه يحل بعمرة مكانه ، وليس عليه أن يخرج إلى الحل . وإن كان إحرامه من مكة وقدر أن يخرج [ ص: 1260 ] إلى الحل فعل ، ثم يدخل بعمرة . فإن لم يخرج وطاف وسعى وحلق ثم أصاب النساء لم يكن عليه شيء .

                                                                                                                                                                                        وقد قال مالك فيمن أحرم من الحرم ، وطاف وسعى قبل الوقوف ، ثم طاف طواف الإفاضة ، ثم حل وأصاب النساء : فلا شيء عليه .

                                                                                                                                                                                        وإن خرج من مكة ، ثم صد عن الوقوف خاصة حل بعمرة ، وإن صد عن الوقوف وعن مكة حل مكانه .

                                                                                                                                                                                        وإن وقف بعرفة ثم صد عن مكة وكانت حجته معينة حل ولا قضاء عليه ، وإن كانت مضمونة ، أو كانت حجة الإسلام جرت على القولين ، فعلى قوله في المدونة إذا أفسد قبل الإفاضة أنه يأتي بعمرة ؛ يكون لهذا أن يحل ، ثم يأتي بعمرة بعد ذلك ، وعلى ما ذكره ابن الجهم أنه لا يجزئه الحج يكون هذا بالخيار بين أن يحل ويأتي بعد ذلك بالحج ، أو يتكلف المقام على إحرامه حتى يطوف ويجزئه ، ولا يستأنف الحج بعد ذلك . وقال ابن الماجشون في كتاب ابن حبيب : إن كان العدو بمكة ولم يدخلها هذا ذهب فوقف بعرفة وشهد جميع المناسك . وإن زالت أيام منى والعدو بمكة فليحل ويمضي . يريد : ولا قضاء عليه ؛ لأنه يقول في المحصر عن حجة الإسلام : لا شيء عليه . [ ص: 1261 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية