وقد
nindex.php?page=treesubj&link=32409_29485ذم الله قوما بدلوا نعمه كفرا، وإن لم تكن بعض النعم متضررة، ولهذا
nindex.php?page=treesubj&link=418_26770_23833ينهى عن الاستنجاء بما له حرمة، حتى الروث والعظام التي هي طعام الجن وطعام دوابهم، فكيف طعام الإنس وطعام دوابهم؟ وذلك وإن كان لما فيه من تفويت منفعتها على الجن فلها شرف بذلك، حتى لو فوتها الإنسان بغير الاستنجاء- مثل الكسر والتفتيت- لم يكن في ذلك بمنزلة المستنجي بها.
فكل ما كانت المنفعة به أعظم كان له من الحق بقدر ذلك، واستحق ما لم يستحقه ما هو دونه، وإن كان هو في نفسه لا يتضرر بتفويت حقه، سواء كانت ذاته ينتفع بها أو كانت المنفعة منه، وإن كان هو لا يتضرر بتفويت حقه، وقد قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننزل الناس منازلهم، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وغيره . وكان قد وقف على بابها
[ ص: 249 ] سائلان أحدهما أشرف من الآخر، ففضلته في العطاء.
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=30523_25987_30723_28995قال تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ، فأخبر أن الإفك عليهم- وهو من أعظم الظلم- هو خير لهم لا شر. لكن هذا قد يقال فيه: إنه وإن تضرر الإنسان بالكذب عليه، لكن لما كانت عاقبته منفعة زائدة كان خيرا لا شرا. وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=111لن يضروكم إلا أذى الآية ، فأخبر أنهم لن يضروا المؤمنين إلا أذى، وإن كانوا مع هذا ظالمين للمؤمنين بالكذب والفجور.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، فأخبر سبحانه أن الضالين لا يضرون المهتدين، وإن كانوا قد يؤذونهم، فالأذى ليس هو الضرر، وإن كانوا مع هذا ظالمين لهم بأنواع من الظلم، كما يظلم الكفار المحاربون والمنافقون المؤمنين، وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا . فأخبر عن هؤلاء المنافقين الظالمين للمؤمنين بما
[ ص: 250 ] ذكر، وأن المؤمنين إذا صبروا واتقوا لا يضرهم كيدهم شيئا.
فعلم أنه ليس كل ظالم يضر المظلوم البتة، بل قد لا يضره ظلمه شيئا وإن قصد الظالم إضراره، ومنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء الآية . ومعلوم أن ذلك من ظلمهم، ومع هذا فلا يضرونه.
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660821 "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ". والسم قد يكون من شقي ظالم.
وفي الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665729 "من قال إذا نزل منزلا: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء في ذلك المنزل حتى يرتحل منه ". وقد يعرض له ظالم من الإنس أو الجن بظلم أو أذى ولا ... وقد
nindex.php?page=treesubj&link=33084_33086_24456أمر الله بالاستعاذة من شر ما خلق، وشر النفاثات في العقد، وشر حاسد إذا حسد، ومن أعاذه الله لم يضره ذلك، وهو كله ظلم.
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=32409_29485ذَمَّ اللَّهُ قَوْمًا بَدَّلُوا نِعَمَهُ كُفْرًا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ بَعْضُ النِّعَمِ مُتَضَرِّرَةً، وَلِهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=418_26770_23833يَنْهَى عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ بِمَا لَهُ حُرْمَةٌ، حَتَّى الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ الَّتِي هِيَ طَعَامُ الْجِنِّ وَطَعَامُ دَوَابِّهِمْ، فَكَيْفَ طَعَامُ الْإِنْسِ وَطَعَامُ دَوَابِّهِمْ؟ وَذَلِكَ وَإِنْ كَانَ لِمَا فِيهِ مِنْ تَفْوِيتِ مَنْفَعَتِهَا عَلَى الْجِنِّ فَلَهَا شَرَفٌ بِذَلِكَ، حَتَّى لَوْ فَوَّتَهَا الْإِنْسَانُ بِغَيْرِ الِاسْتِنْجَاءِ- مِثْلَ الْكَسْرِ وَالتَّفْتِيتِ- لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَنْجِي بِهَا.
فَكُلُّ مَا كَانَتِ الْمَنْفَعَةُ بِهِ أَعْظُمَ كَانَ لَهُ مِنَ الْحَقُّ بِقَدْرِ ذَلِكَ، وَاسْتَحَقَّ مَا لَمْ يَسْتَحِقَّهُ مَا هُوَ دُونَهُ، وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي نَفْسِهِ لَا يَتَضَرَّرُ بِتَفْوِيتِ حَقِّهِ، سَوَاءٌ كَانَتْ ذَاتُهُ يُنْتَفَعُ بِهَا أَوْ كَانَتِ الْمَنْفَعَةُ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ هُوَ لَا يَتَضَرَّرُ بِتَفْوِيتِ حَقِّهِ، وَقَدْ قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ . وَكَانَ قَدْ وَقَفَ عَلَى بَابِهَا
[ ص: 249 ] سَائِلَانِ أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ، فَفَضَّلَتْهُ فِي الْعَطَاءِ.
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=30523_25987_30723_28995قَالَ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=11إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، فَأَخْبَرَ أَنَّ الْإِفْكَ عَلَيْهِمْ- وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الظُّلْمِ- هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ لَا شَرٌّ. لَكِنْ هَذَا قَدْ يُقَالُ فِيهِ: إِنَّهُ وَإِنْ تَضَرَّرَ الْإِنْسَانُ بِالْكَذِبِ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمَّا كَانَتْ عَاقِبَتُهُ مَنْفَعَةً زَائِدَةً كَانَ خَيْرًا لَا شَرًّا. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=111لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلا أَذًى الْآيَةَ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا الْمُؤْمِنِينَ إِلَّا أَذًى، وَإِنْ كَانُوا مَعَ هَذَا ظَالِمِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْكَذِبِ وَالْفُجُورِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=105يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ، فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الضَّالِّينَ لَا يَضُرُّونَ الْمُهْتَدِينَ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يُؤْذُونَهُمْ، فَالْأَذَى لَيْسَ هُوَ الضَّرَرَ، وَإِنْ كَانُوا مَعَ هَذَا ظَالِمِينَ لَهُمْ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الظُّلْمِ، كَمَا يَظْلِمُ الْكُفَّارُ الْمُحَارِبُونَ وَالْمُنَافِقُونَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا . فَأَخْبَرَ عَنْ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الظَّالِمِينَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَا
[ ص: 250 ] ذَكَرَ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا صَبَرُوا وَاتَّقَوْا لَا يَضُرُّهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا.
فَعُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ ظَالِمٍ يَضُرُّ الْمَظْلُومَ الْبَتَّةَ، بَلْ قَدْ لَا يَضُرُّهُ ظُلْمُهُ شَيْئًا وَإِنْ قَصَدَ الظَّالِمُ إِضْرَارَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=113وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ الْآيَةَ . وَمَعْلُومٌ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ، وَمَعَ هَذَا فَلَا يَضُرُّونَهُ.
وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660821 "مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ ". وَالسُّمُّ قَدْ يَكُونُ مِنْ شَقِيٍّ ظَالِمٍ.
وَفِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665729 "مَنْ قَالَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ ". وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ ظَالِمٌ مِنَ الْإِنْسِ أَوِ الْجِنِّ بِظُلْمٍ أَوْ أَذًى وَلَا ... وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=33084_33086_24456أَمَرَ اللَّهُ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَشَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَشَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمَنْ أَعَاذَهُ اللَّهُ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ، وَهُوَ كُلُّهُ ظُلْمٌ.