[ ص: 270 ]
مسألة في الاستغفار
[ ص: 272 ] قال
الوليد: قلت
nindex.php?page=showalam&ids=13760للأوزاعي: ما الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله.
فهذا حديث صحيح في تكرير الاستغفار ثلاثا دبر الصلاة، فتكرير الاستغفار في الصلاة أوكد، كما أنه [لما] سن
nindex.php?page=treesubj&link=1546_33140_33131تكرير التسبيح في الصلوات كان تكرير التسبيح في الركوع والسجود أوكد. وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
الأغر المزني- وكانت له صحبة- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661878 "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مئة مرة". وفيه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=177أبي بردة قال: سمعت
الأغر- وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661879 "أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مئة". قال
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي : وقد أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تاريخه من هذين الوجهين، ولم يخرجه في الجامع، وهو لاحق بشرطه فيه. وفي الصحيح أيضا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=914167 "إني لأستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة".
وقد أمر أن يختم عمله الخاص والعام بالاستغفار، فكان الاستغفار نهاية أمره. وتارة يجمع بين التوحيد والاستغفار، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أنما [ ص: 274 ] إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه .
فهذان الأمران جماع الدين، كما يروى
أن الشيطان قال: أهلكت بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون، لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء .
nindex.php?page=treesubj&link=28656فالتوحيد هو جماع الدين الذي هو أصله وفرعه ولبه، وهو الخير كله، nindex.php?page=treesubj&link=20011والاستغفار يزيل الشر كله، فيحصل من هذين جميع الخير وزوال جميع الشر.
nindex.php?page=treesubj&link=29494وكل ما يصيب المؤمن من الشر فإنما هو بذنوبه.
والاستغفار يمحو الذنوب فيزيل العذاب، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلب من الله المغفرة في أول الصلاة في الاستفتاح، كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الصحيح وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=8علي الصحيح في أول ما يكبر، ثم يطلب الاستغفار بعد التحميد إذا رفع رأسه، ويطلب الاستغفار في دعاء التشهد كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وغيره، ويطلب الاستغفار في الركوع
[ ص: 275 ] والسجود كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الصحيح ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=657753أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره". nindex.php?page=treesubj&link=20009_20031_24992فلم يبق حال من أحوال الصلاة ولا ركن من أركانها إلا استغفر الله فيه، فعلم أنه كان اهتمامه به أكثر من اهتمامه بسائر الأدعية. ويميز ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استغفر لرجل كان ذلك سببا لوجوب الجنة له، مثل أن يستشهد، كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع . وكان استغفاره للرجل أعظم عندهم من جميع الأدعية له، كما في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=147عبد الله بن سرجس قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661337رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزا ولحما -أو قال: ثريدا- فقلت: يا رسول الله! غفر الله لك، قال: ولك. قال: فقلت له: أستغفر لك رسول الله؟ قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات .
وهذا أيضا توكيد له، حيث أمره الله بالاستغفار للمؤمنين، وخص ذلك بسائر الأدعية. وكذلك أخبر عن ملائكته أنهم يستغفرون للمؤمنين، وذلك أن المغفرة مشروطة بالإيمان، فلا تكون إلا لأهل
[ ص: 276 ] الإيمان، بخلاف العافية والرزق والهداية العامة، فإنها تحصل بدون الإيمان، فإن الكافر قد يهديه الله فيصير مؤمنا، وقد يعافيه ويرزقه مع كفره، وقد يجاب دعاؤه. والمغفرة إنما هي للمؤمنين، فهي النهاية. ولهذا قال في المنافقين
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، وقال فيهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم ، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله الآية . فأمرهم الله بالاقتداء بهم إلا في
nindex.php?page=treesubj&link=27928الاستغفار للمشركين.
وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674738 "استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي". وفي الصحيح أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=654307قال لأبي طالب: "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك"، فأنزل الله: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم . وفي
[ ص: 277 ] الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=651191أنه صلى على ابن أبي وألبسه قميصه وتفل في فيه واستغفر له، ثم قال: "وماذا يغني عنه ذلك من الله؟ ".
وكذلك استغفر للذين اعتذروا إليه لما رجع من غزوة
تبوك، ثم أنزل الله فيهم بعد ذلك ما أنزل، فلم ينفعهم ذلك .
فإذا كان استغفار الإنسان لغيره لا ينفعه إلا مع الإيمان، بخلاف الأدعية المروية في هذا الحديث من العافية والرزق والهداية والرحمة، إذا أريد بها رحمة الدنيا أو الرحمة من الدين تصيب الكافر، وأما إذا أريد بها أنه لا يعذب أو يدخل الجنة فهذا لا يصلح. بل استغفار الإنسان أهم من جميع الأدعية لوجهين:
أحدهما: أن استغفاره لنفسه يغفر له به جميع الذنوب إذا كان على وجه التوبة، حتى إن الكفار إذا استغفروا لأنفسهم نفعهم ذلك، وكان سبب نجاتهم من عذاب الدنيا. وعذاب الآخرة إنما ينجي منه الاستغفار مع الإيمان. وهذا أيضا من خصائص التوحيد، فإن المكلف لا ينفعه توحيد غيره عنه، ولا ينجيه ذلك من عذاب الله عز وجل، بل لا ينجيه إلا توحيد نفسه، ولا ينفعه مع عدم التوحيد الاستغفار عنه، بل لا ينفعه إلا استغفاره الذي تضمن توحيده وتوبته من الشرك. فصار الاستغفار مقرونا بالتوحيد من بداية، لا تقبل النيابة فيه ولا يهدى إلى الغير إلا إذا أتى هو به، فإذا كان هو من أهل ذلك نفعه حينئذ ما يريده
[ ص: 278 ] غيره من ذلك، بخلاف الأعمال والأدعية التي تفعل عن الغير وتهدى له وإن لم يأت بأصلها.
وإنما كان الاستغفار هو النهاية من العبد لأن الذنب لازم لجميع بني آدم، وإنما
nindex.php?page=treesubj&link=20009كمال المؤمنين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في التوبة من الذنب والاستغفار، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا إلى آخر السورة . وقد أخبر تعالى أنه يبدل سيئات التائب حسنات، وأنه يفرح بتوبة العبد أشد فرح يقدر.
فالذنوب إذا كانت مغمورة بالحسنات لم يعاقب صاحبها بالنار، لكن يكون تأثيرها في تفاوت الدرجات، فأعلى الخلق منزلة العبد الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبذلك وصفه الرسول الذي قبله الذي دل عليه والطالبون للشفاعة منه، وجعل ذلك هو السبب في كونه يكون شفيع الخلائق، لأنه لما غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لم يبق يحتاج إلى أن يشفع لنفسه ويستغفر، فأمكنه أن يشفع لغيره، بخلاف من يقول: نفسي نفسي، فإنه يكون محتاجا إلى الشفاعة حينئذ لنفسه ويستغفر لنفسه، فلا يشفع لغيره في هذا المقام، وإن كان يشفع بعد ذلك، فإن الله سبحانه لا بد أن يغفر جميع هذه الذنوب وما هو أعظم منها، لكن يتأخر ذلك عن مقام الشفاعة، بخلاف الذي غفر له ما
[ ص: 279 ] تقدم من ذنبه وما تأخر قبل هذا المقام، فإنه سائر في مقام المغفرة. ولهذا قال الخليل -وهو أحد الرسل الكبار المطلوب منهم الشفاعة يومئذ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ، فالمغفرة التي رجاها تكون يوم الدين، وهي واقعة بعد شفاعة سيد ولد آدم، فإنه قبل ذلك يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654343إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، ويذكر خطيئته: نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى.
وهذا كله مما يؤكد أمر الاستغفار ويبين أنه نهاية الأمر، وأن السائر فيه هو من سائر السابقين، فتكريره يوجب من ذلك ما لا يوجبه غيره. والله أعلم.
[ ص: 270 ]
مَسْأَلَةٌ فِي الِاسْتِغْفَارِ
[ ص: 272 ] قَالَ
الْوَلِيدُ: قُلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13760لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا الِاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ فِي تَكْرِيرِ الِاسْتِغْفَارِ ثَلَاثًا دُبُرَ الصَّلَاةِ، فَتَكْرِيرُ الِاسْتِغْفَارِ فِي الصَّلَاةِ أَوْكَدُ، كَمَا أَنَّهُ [لَمَّا] سُنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1546_33140_33131تَكْرِيرُ التَّسْبِيحِ فِي الصَّلَوَاتِ كَانَ تَكْرِيرُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَوْكَدَ. وَفِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661878 "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ". وَفِيهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16718عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=177أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
الْأَغَرَّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنَ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661879 "أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِئَةً". قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحَمِيدِيُّ : وَقَدْ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ مِنْ هَذَيْنَ الْوَجْهَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجْهُ فِي الْجَامِعِ، وَهُوَ لَاحِقٌ بِشَرْطِهِ فِيهِ. وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=914167 "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً".
وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَخْتِمَ عَمَلَهُ الْخَاصَّ وَالْعَامَّ بِالِاسْتِغْفَارِ، فَكَانَ الِاسْتِغْفَارُ نِهَايَةَ أَمْرِهِ. وَتَارَةً يَجْمَعُ بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6أَنَّمَا [ ص: 274 ] إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ .
فَهَذَانَ الْأَمْرَانِ جِمَاعُ الدِّينِ، كَمَا يُرْوَى
أَنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: أَهْلَكْتُ بَنِي آدَمَ بِالذُّنُوبِ، وَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ بَثَثْتُ فِيهِمُ الْأَهْوَاءَ، فَهُمْ يُذْنِبُونَ وَلَا يَتُوبُونَ، لِأَنَّهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28656فَالتَّوْحِيدُ هُوَ جِمَاعُ الدِّينِ الَّذِي هُوَ أَصْلُهُ وَفَرْعُهُ وَلُبُّهُ، وَهُوَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، nindex.php?page=treesubj&link=20011وَالِاسْتِغْفَارُ يُزِيلُ الشَّرَّ كُلَّهُ، فَيَحْصُلُ مِنْ هَذَيْنَ جَمِيعُ الْخَيْرِ وَزَوَالُ جَمِيعِ الشَّرِّ.
nindex.php?page=treesubj&link=29494وَكُلُّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّمَا هُوَ بِذُنُوبِهِ.
وَالِاسْتِغْفَارُ يَمْحُو الذُّنُوبَ فَيُزِيلُ الْعَذَابَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ فِي أَوَّلِ الصَّلَاةِ فِي الِاسْتِفْتَاحِ، كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الصَّحِيحِ وَحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلَيٍّ الصَّحِيحِ فِي أَوَّلِ مَا يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَطْلُبُ الِاسْتِغْفَارَ بَعْدَ التَّحْمِيدِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَيَطْلُبُ الِاسْتِغْفَارَ فِي دُعَاءِ التَّشَهُّدِ كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ، وَيَطْلُبُ الِاسْتِغْفَارَ فِي الرُّكُوعِ
[ ص: 275 ] وَالسُّجُودِ كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ الصَّحِيحِ ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=11998وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=657753أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجُلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ". nindex.php?page=treesubj&link=20009_20031_24992فَلَمْ يَبْقَ حَالٌ مِنْ أَحْوَالِ الصَّلَاةِ وَلَا رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِهَا إِلَّا اسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِيهِ، فَعُلِمَ أَنَّهُ كَانَ اهْتِمَامُهُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِسَائِرِ الْأَدْعِيَةِ. وَيُمَيِّزُ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اسْتَغْفَرَ لِرَجُلٍ كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِوُجُوبِ الْجَنَّةِ لَهُ، مِثْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=119سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ . وَكَانَ اسْتِغْفَارُهُ لِلرَّجُلِ أَعْظَمَ عِنْدَهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْأَدْعِيَةِ لَهُ، كَمَا فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=147عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجَسَ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661337رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا -أَوْ قَالَ: ثَرِيدًا- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، قَالَ: وَلَكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .
وَهَذَا أَيْضًا تَوْكِيدٌ لَهُ، حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ بِالِاسْتِغْفَارِ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَخَصَّ ذَلِكَ بِسَائِرِ الْأَدْعِيَةِ. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ مَلَائِكَتِهِ أَنَّهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَغْفِرَةَ مَشْرُوطَةٌ بِالْإِيمَانِ، فَلَا تَكُونُ إِلَّا لِأَهْلِ
[ ص: 276 ] الْإِيمَانِ، بِخِلَافِ الْعَافِيَةِ وَالرِّزْقِ وَالْهِدَايَةِ الْعَامَّةِ، فَإِنَّهَا تَحْصُلُ بِدُونِ الْإِيمَانِ، فَإِنَّ الْكَافِرَ قَدْ يَهْدِيهِ اللَّهُ فَيَصِيرُ مُؤْمِنًا، وَقَدْ يُعَافِيهِ وَيَرْزُقُهُ مَعَ كُفْرِهِ، وَقَدْ يُجَابُ دُعَاؤُهُ. وَالْمَغْفِرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَهِيَ النِّهَايَةُ. وَلِهَذَا قَالَ فِي الْمُنَافِقِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=80اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ، وَقَالَ فِيهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الْآيَةَ . فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِمْ إِلَّا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=27928الِاسْتِغْفَارِ لِلْمُشْرِكِينَ.
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=674738 "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الِاسْتِغْفَارِ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي". وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=654307قَالَ لِأَبِي طَالِبٍ: "لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . وَفِي
[ ص: 277 ] الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=651191أَنَّهُ صَلَّى عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ وَتَفَلَ فِي فِيهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: "وَمَاذَا يُغْنِي عَنْهُ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ؟ ".
وَكَذَلِكَ اسْتَغْفَرَ لِلَّذِينِ اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ لِمَا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ
تَبُوكَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا أَنْزَلَ، فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ ذَلِكَ .
فَإِذَا كَانَ اسْتِغْفَارُ الْإِنْسَانِ لِغَيْرِهِ لَا يَنْفَعُهُ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ، بِخِلَافِ الْأَدْعِيَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْعَافِيَةِ وَالرِّزْقِ وَالْهِدَايَةِ وَالرَّحْمَةِ، إِذَا أُرِيدَ بِهَا رَحْمَةُ الدُّنْيَا أَوِ الرَّحْمَةُ مِنَ الدِّينِ تُصِيبُ الْكَافِرَ، وَأَمَّا إِذَا أُرِيدَ بِهَا أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ أَوْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَهَذَا لَا يَصْلُحُ. بَلِ اسْتِغْفَارُ الْإِنْسَانِ أَهَمُّ مِنْ جَمِيعِ الْأَدْعِيَةِ لِوَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ اسْتِغْفَارَهُ لِنَفْسِهِ يُغْفَرُ لَهُ بِهِ جَمِيعُ الذُّنُوبِ إِذَا كَانَ عَلَى وَجْهِ التَّوْبَةِ، حَتَّى إِنَّ الْكُفَّارَ إِذَا اسْتَغْفَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ نَفَعَهُمْ ذَلِكَ، وَكَانَ سَبَبَ نَجَاتِهِمْ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا. وَعَذَابُ الْآخِرَةِ إِنَّمَا يُنْجِي مِنْهُ الِاسْتِغْفَارُ مَعَ الْإِيمَانِ. وَهَذَا أَيْضًا مِنْ خَصَائِصِ التَّوْحِيدِ، فَإِنَّ الْمُكَلَّفَ لَا يَنْفَعُهُ تَوْحِيدُ غَيْرِهِ عَنْهُ، وَلَا يُنْجِيهِ ذَلِكَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَلْ لَا يُنْجِيهِ إِلَّا تَوْحِيدُ نَفْسِهِ، وَلَا يَنْفَعُهُ مَعَ عَدَمِ التَّوْحِيدِ الِاسْتِغْفَارُ عَنْهُ، بَلْ لَا يَنْفَعُهُ إِلَّا اسْتِغْفَارُهُ الَّذِي تَضَمَّنَ تَوْحِيدَهُ وَتَوْبَتَهُ مِنَ الشِّرْكِ. فَصَارَ الِاسْتِغْفَارُ مَقْرُونًا بِالتَّوْحِيدِ مِنْ بِدَايَةٍ، لَا تُقْبَلُ النِّيَابَةُ فِيهِ وَلَا يُهْدَى إِلَى الْغَيْرِ إِلَّا إِذَا أَتَى هُوَ بِهِ، فَإِذَا كَانَ هُوَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ نَفَعَهُ حِينَئِذٍ مَا يُرِيدُهُ
[ ص: 278 ] غَيْرُهُ مِنْ ذَلِكَ، بِخِلَافِ الْأَعْمَالِ وَالْأَدْعِيَةِ الَّتِي تُفْعَلُ عَنِ الْغَيْرِ وَتُهْدَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ بِأَصْلِهَا.
وَإِنَّمَا كَانَ الِاسْتِغْفَارُ هُوَ النِّهَايَةَ مِنَ الْعَبْدِ لِأَنَّ الذَّنْبَ لَازِمٌ لِجَمِيعِ بَنِي آدَمَ، وَإِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=20009كَمَالُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي التَّوْبَةِ مِنَ الذَّنْبِ وَالِاسْتِغْفَارِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا إِلَى آخَرِ السُّورَةِ . وَقَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يُبَدِّلُ سَيِّئَاتِ التَّائِبِ حَسَنَاتٍ، وَأَنَّهُ يَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ أَشَدَّ فَرَحٍ يُقَدَّرُ.
فَالذُّنُوبُ إِذَا كَانَتْ مَغْمُورَةً بِالْحَسَنَاتِ لَمْ يُعَاقَبْ صَاحِبُهَا بِالنَّارِ، لَكِنْ يَكُونُ تَأْثِيرُهَا فِي تَفَاوُتِ الدَّرَجَاتِ، فَأَعْلَى الْخَلْقِ مَنْزِلَةً الْعَبْدُ الَّذِي غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَبِذَلِكَ وَصَفَهُ الرَّسُولُ الَّذِي قَبِلَهُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ وَالطَّالِبُونَ لِلشَّفَاعَةِ مِنْهُ، وَجَعَلَ ذَلِكَ هُوَ السَّبَبَ فِي كَوْنِهِ يَكُونُ شَفِيعَ الْخَلَائِقِ، لِأَنَّهُ لَمَّا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ لَمْ يَبْقَ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَشْفَعَ لِنَفْسِهِ وَيَسْتَغْفِرَ، فَأَمْكَنَهُ أَنْ يَشْفَعَ لِغَيْرِهِ، بِخِلَافِ مَنْ يَقُولُ: نَفْسِي نَفْسِي، فَإِنَّهُ يَكُونُ مُحْتَاجًا إِلَى الشَّفَاعَةِ حِينَئِذٍ لِنَفْسِهِ وَيَسْتَغْفِرُ لِنَفْسِهِ، فَلَا يُشَفَّعُ لِغَيْرِهِ فِي هَذَا الْمَقَامِ، وَإِنْ كَانَ يَشْفَعُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَا بُدَّ أَنْ يَغْفِرَ جَمِيعَ هَذِهِ الذُّنُوبِ وَمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا، لَكِنْ يَتَأَخَّرُ ذَلِكَ عَنْ مَقَامِ الشَّفَاعَةِ، بِخِلَافِ الَّذِي غُفِرَ لَهُ مَا
[ ص: 279 ] تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَبْلَ هَذَا الْمَقَامِ، فَإِنَّهُ سَائِرٌ فِي مَقَامِ الْمَغْفِرَةِ. وَلِهَذَا قَالَ الْخَلِيلُ -وَهُوَ أَحَدُ الرُّسُلِ الْكِبَارِ الْمَطْلُوبِ مِنْهُمُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَئِذٍ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=82وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ، فَالْمَغْفِرَةُ الَّتِي رَجَاهَا تَكُونُ يَوْمَ الدِّينِ، وَهِيَ وَاقِعَةٌ بَعْدَ شَفَاعَةِ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فَإِنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654343إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ: نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى.
وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ أَمْرَ الِاسْتِغْفَارِ وَيُبَيِّنُ أَنَّهُ نِهَايَةُ الْأَمْرِ، وَأَنَّ السَّائِرَ فِيهِ هُوَ مِنْ سَائِرِ السَّابِقِينَ، فَتَكْرِيرُهُ يُوجِبُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يُوجِبُهُ غَيْرُهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.