ذكر إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم  زيد بن حارثة   وعبد الله بن رواحة  بشيرين لأهل المدينة  بوقعة بدر :   الأول لأهل السافلة والثاني لأهل العالية 
روى  الحاكم  عن  أسامة بن زيد ،   والبيهقي  عن محمد بن عمر الأسلمي ،   والبيهقي  أيضا ، عن  ابن إسحاق :  قال  أسامة بن زيد  رضي الله عنه : خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم  عثمان بن عفان   وأسامة بن زيد  على  رقية بنت رسول الله  صلى الله عليه وسلم أيام بدر ،  وقالوا : وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم  زيد بن حارثة   وعبد الله بن رواحة  من الأثيل ، فجاءا يوم الأحد حين اشتد الضحى ، وفارق  عبد الله بن رواحة   زيد بن حارثة  بالعقيق ،  فجعل عبد الله  ينادي على راحلته : يا معشر الأنصار  أبشروا بسلامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل المشركين وأسرهم ، قتل ابنا ربيعة ،  وابنا الحجاج ،  وأبو جهل ،  وزمعة بن الأسود ،  وأمية بن خلف .  وأسر  سهيل بن عمرو .  قال عاصم بن عدي :  فقمت إليه فنحوته ، فقلت : أحقا ما تقول يا  ابن رواحة ؟  فقال : إي والله ، وغدا يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسرى مقرنين ، ثم اتبع دور الأنصار  بالعالية يبشرهم دارا دارا والصبيان يشتدون معه ويقولون : قتل أبو جهل  الفاسق . حتى انتهى إلى بني أمية بن زيد .  
وقدم  زيد بن حارثة  على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء -قال  الواقدي :  وقال أسامة :  العضباء- يبشر أهل السافلة ، فلما أن جاء المصلى صاح على راحلته : قتل عتبة  وشيبة  ابنا ربيعة ،  وابنا الحجاج ،  وقتل أبو جهل ،  وأبو البختري ،  وزمعة بن الأسود ،  وأمية بن خلف ،  وأسر  سهيل بن عمرو  ذو الأنياب في أسرى كثير ، فجعل [بعض] الناس لا يصدقون  زيد بن حارثة  ويقولون : ما جاء زيد  إلا فلا ، حتى غاظ ذلك المسلمين وخافوا . 
قال أسامة :  فسمعت الهيعة ، فخرجت فإذا زيد  على العضباء جاء بالبشارة ، فوالله ما صدقته حتى رأيت الأسارى ، وقدم زيد  حين سووا على  رقية بنت رسول الله  صلى الله عليه وسلم التراب بالبقيع ،  فقال رجل من المنافقين لأبي لبابة بن عبد المنذر :  قد تفرق أصحابكم تفرقا لا يجتمعون بعده أبدا ، وقد قتل علية أصحابه ، وقتل محمد ،  وهذه ناقته نعرفها ، وهذا زيد  لا يدري ما يقول من الرعب ، وجاء فلا . قال أبو لبابة :  يكذب الله تعالى قولك . وقالت اليهود : ما جاء إلا فلا . قال  أسامة بن زيد :  فجئت حتى خلوت بأبي ، فقلت : يا أبه ، أحق ما تقول ؟ قال : إي والله حقا ما أقول يا بني ، فقويت في نفسي ورجعت إلى ذلك المنافق ، فقلت : أنت المرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين ، لنقدمنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم فليضربن  [ ص: 58 ] عنقك ، فقال : يا أبا محمد  إنما هو شيء سمعته من الناس يقولونه . 
قال : فجيء بالأسرى وعليهم شقران مولى النبي  صلى الله عليه وسلم . 
				
						
						
