الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر نهيه صلى الله عليه وسلم عن طروق النساء وإخباره بعض أصحابه بما وقع له

                                                                                                                                                                                                                              روى محمد بن عمر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كنت رفيق عبد الله بن رواحة في غزوة المريسيع ، فأقبلنا حتى إذا انتهينا إلى وادي العقيق في وسط الليل ، فإذا الناس يعرسون فقلنا : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : تقدم الناس وقد نام ، فقال لي عبد الله بن رواحة : يا جابر ، هل لك بنا في التقدم والدخول على أهلنا ؟ فقلت : يا أبا محمد ، لا أحب أن أخالف الناس ، لا أرى أحدا تقدم . قال ابن رواحة : والله ما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التقدم . قال جابر : فقلت : أما أنا فلست ببارح . فودعني وانطلق إلى المدينة ، فأنظر إليه على ظهر الطريق ليس معه أحد ، فطرق أهله بني الحارث بن الخزرج ، فإذا مصباح في وسط بيته ، وإذا مع امرأته إنسان طويل ، فظن أنه رجل ، وسقط في يديه ، وندم على تقدمه ، وجعل يقول : الشيطان مع الغر ، فاقتحم البيت رافعا سيفه وقد جرده من غمده يريد أن يضربهما ، ثم فكر ، فغمز امرأته برجله فاستيقظت فصاحت وهي توسن فقال : أنا عبد الله فمن هذا ؟ قالت : رجيلة ماشطتي ، سمعنا بقدومكم فباتت عندي ، فبات ، فلما أصبح خرج معترضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه ببئر أبي عنبة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسير بين أبي بكر الصديق وبشير- بوزن أمير- ابن سعد ،

                                                                                                                                                                                                                              فالتفت [ ص: 354 ]

                                                                                                                                                                                                                              رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بشير فقال : «يا أبا النعمان» ، قال : لبيك إن وجه عبد الله ليخبرك أنه قد كره طروق أهله . فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خبرك يا ابن رواحة ؟ » فأخبره كيف تقدم ، وما كان من ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تطرقوا النساء ليلا» .

                                                                                                                                                                                                                              قال جابر : فكان ذلك أول ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مؤيدا منصورا ، [وكانت مدة غيبته شهرا إلا ليلتين] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية