قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [ ص: 83 ] nindex.php?page=treesubj&link=29033قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم قال
ابن عباس : الأميون العرب كلهم ، من كتب منهم ومن لم يكتب ، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب . وقيل : الأميون الذين لا يكتبون . وكذلك كانت
قريش . وروى
منصور عن
إبراهيم قال : الأمي الذي يقرأ ولا يكتب . وقد مضى في " البقرة " .
رسولا منهم يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم . وما من حي من العرب إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة وقد ولدوه . قال
ابن إسحاق : إلا حي
تغلب ; فإن الله تعالى طهر نبيه صلى الله عليه وسلم منهم لنصرانيتهم ، فلم يجعل لهم عليه ولادة . وكان أميا لم يقرأ من كتاب ولم يتعلم صلى الله عليه وسلم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : فإن قيل ما وجه الامتنان إن بعث نبيا أميا ؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه : أحدها : لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء . الثاني : لمشاكلة حال لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم . الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها . قلت : وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوته .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2يتلو عليهم آياته يعني القرآن
" ويزكيهم " أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ; قاله
ابن عباس . وقيل : يطهرهم من دنس الكفر والذنوب ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ومقاتل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يأخذ زكاة أموالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2ويعلمهم الكتاب يعني القرآن
والحكمة السنة ; قاله
الحسن . وقال
ابن عباس : الكتاب الخط بالقلم ; لأن الخط فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط . وقال
مالك بن أنس : الحكمة الفقه في الدين . وقد مضى القول في هذا في " البقرة " .
" وإن كانوا من قبل " أي من قبله وقبل أن يرسل إليهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2لفي ضلال مبين أي في ذهاب عن الحق .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [ ص: 83 ] nindex.php?page=treesubj&link=29033قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْأُمِّيُّونَ الْعَرَبُ كُلُّهُمْ ، مَنْ كَتَبَ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يَكْتُبْ ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ كِتَابٍ . وَقِيلَ : الْأُمِّيُّونَ الَّذِينَ لَا يَكْتُبُونَ . وَكَذَلِكَ كَانَتْ
قُرَيْشٌ . وَرَوَى
مَنْصُورٌ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : الْأُمِّيُّ الَّذِي يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ . وَقَدْ مَضَى فِي " الْبَقَرَةِ " .
رَسُولًا مِنْهُمْ يَعْنِي
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمَا مِنْ حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ قَرَابَةٌ وَقَدْ وَلَدُوهُ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : إِلَّا حَيَّ
تَغْلِبَ ; فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ لِنَصْرَانِيَّتِهِمْ ، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ عَلَيْهِ وِلَادَةٌ . وَكَانَ أُمِّيًّا لَمْ يَقْرَأْ مِنْ كِتَابٍ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ : فَإِنْ قِيلَ مَا وَجْهُ الِامْتِنَانِ إِنْ بَعَثَ نَبِيًّا أُمِّيًّا ؟ فَالْجَوَابُ عَنْهُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : لِمُوَافَقَتِهِ مَا تَقَدَّمَتْ بِهِ بِشَارَةُ الْأَنْبِيَاءِ . الثَّانِي : لِمُشَاكَلَةِ حَالٍ لِأَحْوَالِهِمْ ، فَيَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى مُوَافَقَتِهِمْ . الثَّالِثُ : لِيَنْتَفِيَ عَنْهُ سُوءُ الظَّنِّ فِي تَعْلِيمِهِ مَا دَعَا إِلَيْهِ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي قَرَأَهَا وَالْحِكَمِ الَّتِي تَلَاهَا . قُلْتُ : وَهَذَا كُلُّهُ دَلِيلُ مُعْجِزَتِهِ وَصِدْقِ نُبُوَّتِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ يَعْنِي الْقُرْآنَ
" وَيُزَكِّيهِمْ " أَيْ يَجْعَلُهُمْ أَزْكِيَاءَ الْقُلُوبِ بِالْإِيمَانِ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقِيلَ : يُطَهِّرُهُمْ مِنْ دَنَسِ الْكُفْرِ وَالذُّنُوبِ ; قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُقَاتِلٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : يَأْخُذُ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ يَعْنِي الْقُرْآنَ
وَالْحِكْمَةَ السُّنَّةَ ; قَالَهُ
الْحَسَنُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْكِتَابُ الْخَطُّ بِالْقَلَمِ ; لِأَنَّ الْخَطَّ فَشَا فِي الْعَرَبِ بِالشَّرْعِ لَمَّا أُمِرُوا بِتَقْيِيدِهِ بِالْخَطِّ . وَقَالَ
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : الْحِكْمَةُ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي هَذَا فِي " الْبَقَرَةِ " .
" وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ " أَيْ مِنْ قَبْلِهِ وَقَبْلِ أَنْ يُرْسَلَ إِلَيْهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أَيْ فِي ذَهَابٍ عَنِ الْحَقِّ .