[ ص: 53 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سورة البلد
مكية باتفاق . وهي عشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لا أقسم بهذا البلد
يجوز أن تكون لا زائدة ، كما تقدم في
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=1لا أقسم بيوم القيامة قاله
الأخفش . أي أقسم ; لأنه قال : بهذا البلد وقد أقسم به في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وهذا البلد الأمين فكيف يجحد القسم به وقد أقسم به . قال الشاعر :
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتقطع
أي يتقطع ، ودخل حرف ( لا ) صلة ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك بدليل قوله تعالى في ( ص ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75ما منعك أن تسجد . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وابن كثير ( لأقسم ) من غير ألف بعد اللام إثباتا . وأجاز
الأخفش أيضا أن تكون بمعنى ( ألا ) . وقيل : ليست بنفي القسم ، وإنما هو كقول العرب : لا والله لا فعلت كذا ، ولا والله ما كان كذا ، ولا والله لأفعلن كذا . وقيل : هي نفي صحيح والمعنى : لا أقسم بهذا البلد إذا لم تكن فيه ، بعد خروجك منه . حكاه
مكي . ورواه
ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال : لا رد عليهم . وهذا اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي ; لأنه قال : وأما من قال إنها رد ، فهو قول ليس له رد ; لأنه
[ ص: 54 ] يصح به المعنى ، ويتمكن اللفظ والمراد . فهو رد لكلام من أنكر البعث ثم ابتدأ القسم . وقال
القشيري : قوله لا رد لما توهم الإنسان المذكور في هذه السورة ، المغرور بالدنيا . أي ليس الأمر كما يحسبه ، من أنه لن يقدر عليه أحد ، ثم ابتدأ القسم . و ( البلد ) : هي
مكة ، أجمعوا عليه . أي أقسم بالبلد الحرام الذي أنت فيه ، لكرامتك علي وحبي لك . وقال
الواسطي أي نحلف لك بهذا البلد الذي شرفته بمكانك فيه حيا ، وبركتك ميتا ، يعني
المدينة . والأول أصح ; لأن السورة نزلت
بمكة باتفاق .
[ ص: 53 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889سُورَةُ الْبَلَدِ
مَكِّيَّةٌ بِاتِّفَاقٍ . وَهِيَ عِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=1لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لَا زَائِدَةً ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=1لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَهُ
الْأَخْفَشُ . أَيْ أُقْسِمُ ; لِأَنَّهُ قَالَ : بِهَذَا الْبَلَدِ وَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=3وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ فَكَيْفَ يُجْحَدُ الْقَسَمُ بِهِ وَقَدْ أَقْسَمَ بِهِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى فَاعْتَرَتْنِي صَبَابَةٌ وَكَادَ صَمِيمُ الْقَلْبِ لَا يَتَقَطَّعُ
أَيْ يَتَقَطَّعُ ، وَدَخَلَ حَرْفُ ( لَا ) صِلَةٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=12مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي ( ص ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=75مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَابْنُ كَثِيرٍ ( لَأُقْسِمُ ) مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ اللَّامِ إِثْبَاتًا . وَأَجَازَ
الْأَخْفَشُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى ( أَلَا ) . وَقِيلَ : لَيْسَتْ بِنَفْيِ الْقَسَمِ ، وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ الْعَرَبِ : لَا وَاللَّهِ لَا فَعَلْتُ كَذَا ، وَلَا وَاللَّهِ مَا كَانَ كَذَا ، وَلَا وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا . وَقِيلَ : هِيَ نَفْيٌ صَحِيحٌ وَالْمَعْنَى : لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ إِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ ، بَعْدَ خُرُوجِكَ مِنْهُ . حَكَاهُ
مَكِّيٌّ . وَرَوَاهُ
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ : لَا رَدٌّ عَلَيْهِمْ . وَهَذَا اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنِ الْعَرَبِيِّ ; لِأَنَّهُ قَالَ : وَأَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهَا رَدٌّ ، فَهُوَ قَوْلٌ لَيْسَ لَهُ رَدٌّ ; لِأَنَّهُ
[ ص: 54 ] يَصِحُّ بِهِ الْمَعْنَى ، وَيَتَمَكَّنُ اللَّفْظُ وَالْمُرَادُ . فَهُوَ رَدٌّ لِكَلَامِ مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ ثُمَّ ابْتَدَأَ الْقَسَمَ . وَقَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : قَوْلُهُ لَا رَدٌّ لِمَا تَوَهَّمَ الْإِنْسَانُ الْمَذْكُورُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، الْمَغْرُورُ بِالدُّنْيَا . أَيْ لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا يَحْسَبُهُ ، مِنْ أَنَّهُ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْقَسَمَ . وَ ( الْبَلَدُ ) : هِيَ
مَكَّةُ ، أَجْمَعُوا عَلَيْهِ . أَيْ أُقْسِمُ بِالْبَلَدِ الْحَرَامِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ، لِكَرَامَتِكَ عَلَيَّ وَحُبِّي لَكَ . وَقَالَ
الْوَاسِطِيُّ أَيْ نَحْلِفُ لَكَ بِهَذَا الْبَلَدِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ بِمَكَانِكَ فِيهِ حَيًّا ، وَبَرَكَتِكَ مَيِّتًا ، يَعْنِي
الْمَدِينَةَ . وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ; لِأَنَّ السُّورَةَ نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ بِاتِّفَاقٍ .