القول في تأويل قوله  [ ص: 398 ]  ( يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين    ( 171 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول جل ثناؤه : "يستبشرون" ، يفرحون"بنعمة من الله" ، يعني بما حباهم به تعالى ذكره من عظيم كرامته عند ورودهم عليه"وفضل" يقول : وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب على ما سلف منهم من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد أعدائه" وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين   " ، كما : - 
8232 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة ،  عن أبي إسحاق   : "يستبشرون بنعمة من الله وفضل" الآية ، لما عاينوا من وفاء الموعود وعظيم الثواب . 
واختلفت القرأة في قراءة قوله : "وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين" . 
فقرأ ذلك بعضهم بفتح"الألف" من"أن" بمعنى : يستبشرون بنعمة من الله وفضل ، وبأن الله لا يضيع أجر المؤمنين   . 
وبكسر"الألف" ، على الاستئناف . واحتج من قرأ ذلك كذلك بأنها في قراءة عبد الله : ( " وفضل والله لا يضيع أجر المؤمنين" ) . قالوا : فذلك دليل على أن قوله : "وإن الله" مستأنف غير متصل بالأول . . 
ومعنى قوله : "لا يضيع أجر المؤمنين" ، لا يبطل جزاء أعمال من صدق رسوله واتبعه ، وعمل بما جاءه من عند الله . 
 [ ص: 399 ] 
قال أبو جعفر   : وأولى القراءتين بالصواب ، قراءة من قرأ ذلك : "وأن الله" بفتح"الألف" ، لإجماع الحجة من القرأة على ذلك . 
				
						
						
