القول في تأويل قوله ( منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون    ( 66 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : "منهم أمة " ، منهم جماعة "مقتصدة " ، يقول : مقتصدة في القول في عيسى ابن مريم ،  قائلة فيه الحق أنه رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، لا غالية قائلة : إنه ابن الله ، تعالى الله عما قالوا من ذلك ، ولا مقصرة قائلة : هو لغير رشدة"وكثير منهم " ، يعني : من بني إسرائيل من أهل الكتاب اليهود  والنصارى   "ساء ما يعملون " ، يقول : كثير منهم سيئ عملهم ، وذلك أنهم يكفرون بالله ، فتكذب النصارى  بمحمد  صلى الله عليه وسلم ، وتزعم أن المسيح ابن الله وتكذب اليهود  بعيسى  وبمحمد  صلى الله عليهما . فقال الله تعالى فيهم ذاما لهم : "ساء ما يعملون " ، في ذلك من فعلهم . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
12264 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا أبو حذيفة  قال ، حدثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   : "منهم أمة مقتصدة " ، وهم مسلمة أهل الكتاب"وكثير منهم ساء ما يعملون" . 
12265 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا أبو حذيفة  قال ، حدثنا شبل  قال ، حدثنا عبد الله بن كثير ،  أنه سمع  مجاهدا  يقول : تفرقت بنو إسرائيل فرقا ، فقالت  [ ص: 466 ] فرقة : " عيسى  هو ابن الله " ، وقالت فرقة : " هو الله " ، وقالت فرقة : "هو عبد الله وروحه " ، وهي المقتصدة ، وهي مسلمة أهل الكتاب  . 
12266 - حدثنا بشر  قال ، حدثنا يزيد  قال ، حدثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قال الله : " منهم أمة مقتصدة   " ، يقول : على كتابه وأمره . ثم ذم أكثر القوم فقال : "وكثير منهم ساء ما يعملون  " . 
12267 - حدثني محمد بن الحسين  قال ، حدثنا أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا أسباط ،  عن  السدي   : "منهم أمة مقتصدة " ، يقول : مؤمنة . 
12268 - حدثني يونس  قال ، أخبرنا ابن وهب  قال ، قال ابن زيد  في قوله : " منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون   " قال : المقتصدة ، أهل طاعة الله . قال : وهؤلاء أهل الكتاب  . 
12269 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا إسحاق  قال ، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن الربيع بن أنس  في قوله : " منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون   " ، قال : فهذه الأمة المقتصدة ، الذين لا هم جفوا في الدين ولا هم غلوا . قال : و"الغلو " ، الرغبة [ عنه ] ، و"الفسق " ، التقصير عنه  . 
				
						
						
