القول في تأويل قوله ( إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون    ( 45 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : إنما يستأذنك ، يا محمد ،  في التخلف خلافك ، وترك الجهاد معك ، من غير عذر بين ، الذين لا يصدقون بالله ، ولا يقرون بتوحيده ( وارتابت قلوبهم   ) ، يقول : وشكت قلوبهم في حقيقة وحدانية الله ، وفي ثواب أهل طاعته ، وعقابه أهل معاصيه ( فهم في ريبهم يترددون   ) ، يقول : في شكهم متحيرون ، وفي ظلمة الحيرة مترددون ، لا يعرفون حقا من باطل ، فيعملون على بصيرة . وهذه صفة المنافقين .  [ ص: 276 ] 
وكان جماعة من أهل العلم يرون أن هاتين الآيتين منسوختان بالآية التي ذكرت في "سورة النور" . 
ذكر من قال ذلك : 
16769 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا  يحيى بن واضح  ، عن الحسين  ، عن يزيد  ، عن عكرمة  والحسن البصري  قالا قوله : ( لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله   ) ، إلى قوله : ( فهم في ريبهم يترددون   ) ، نسختهما الآية التي في "النور" : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله   ) ، إلى : ( إن الله غفور رحيم ) ، [ سورة النور : 62 ] . 
وقد بينا "الناسخ والمنسوخ" بما أغنى عن إعادته ههنا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					