[ ص: 115 ] القول في تأويل قوله تعالى ( وإن تولوا فإنما هم في شقاق   )  
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : "وإن تولوا " ، وإن تولى - هؤلاء الذين قالوا لمحمد  صلى الله عليه وسلم وأصحابه : "كونوا هودا أو نصارى " - فأعرضوا ، فلم يؤمنوا بمثل إيمانكم أيها المؤمنون بالله ، وبما جاءت به الأنبياء ، وابتعثت به الرسل ، وفرقوا بين رسل الله وبين الله ورسله ، فصدقوا ببعض وكفروا ببعض فاعلموا ، أيها المؤمنون ، أنهم إنما هم في عصيان وفراق وحرب لله ولرسوله ولكم ، كما : - 
2110 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا يزيد  ، عن سعيد ،  عن قتادة   : "وإنما هم في شقاق " ، أي : في فراق 
2111 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن الربيع   : "فإنما هم في شقاق " ، يعني فراق . 
2112 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد   : " وإن تولوا فإنما هم في شقاق   " قال : الشقاق : الفراق والمحاربة . إذا شاق فقد حارب ، وإذا حارب فقد شاق ، وهما واحد في كلام العرب ، وقرأ : (ومن يشاقق الرسول   ) [ سورة النساء : 115 ] . 
قال أبو جعفر   : وأصل "الشقاق " عندنا ، والله أعلم ، مأخوذ من قول القائل : "شق عليه هذا الأمر " ، إذا كربه وآذاه . ثم قيل : "شاق فلان فلانا " ، بمعنى : نال  [ ص: 116 ] كل واحد منهما من صاحبه ما كربه وآذاه ، وأثقلته مساءته . ومنه قول الله تعالى ذكره : ( وإن خفتم شقاق بينهما   ) [ سورة النساء : 35 ] بمعنى : فراق بينهما . 
				
						
						
