( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب    ( 40 ) واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب    ( 41 ) اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب    ( 42 ) ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب    ( 43 ) وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب    ( 44 ) ) 
( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب    ) 
قوله عز وجل : ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب     ) بمشقة وضر . 
قرأ أبو جعفر    : " بنصب " بضم النون والصاد ، وقرأ يعقوب بفتحهما ، وقرأ الآخرون بضم النون وسكون الصاد ، ومعنى الكل واحد . 
قال قتادة  ومقاتل    : بنصب في الجسد ، وعذاب في المال ، وقد ذكرنا قصة أيوب ومدة بلائه في سورة الأنبياء عليهم السلام . 
فلما انقضت مدة بلائه قيل له : ( اركض برجلك    ) اضرب برجلك الأرض ففعل فنبعت عين ماء ، ( هذا مغتسل    ) فأمره الله أن يغتسل منها ، ففعل فذهب كل داء كان بظاهره ، ثم مشى أربعين خطوة ، فركض الأرض برجله الأخرى ، فنبعت عين أخرى ، ماء عذب بارد ، فشرب منه ، فذهب كل داء كان بباطنه ، فقوله : " هذا مغتسل بارد " يعني : الذي اغتسل منه ، ) ( وشراب ) أراد الذي شرب منه . 
( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا    ) وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش ، ( فاضرب به ولا تحنث    ) في يمينك ، وكان قد حلف أن يضرب امرأته مائة سوط ، فأمره الله أن يأخذ ضغثا يشتمل على مائة عود صغار ، ويضربها به ضربة   [ ص: 97 ] واحدة ، ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب    ) . 
				
						
						
