باب فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت إلى قوله عجبا  صنعا  عملا حولا  تحولا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا  إمرا  و نكرا  داهية ينقض  ينقاض كما تنقاض السن لتخذت  واتخذت واحد رحما  من الرحم وهي أشد مبالغة من الرحمة ونظن أنه من الرحيم وتدعى مكة  أم رحم أي الرحمة تنزل بها 
 4450 حدثني  قتيبة بن سعيد  قال حدثني  سفيان بن عيينة  عن  عمرو بن دينار  عن  سعيد بن جبير  قال قلت  لابن عباس  إن نوفا البكالي  يزعم أن موسى  بني إسرائيل  ليس بموسى  الخضر  فقال كذب عدو الله حدثنا  أبي بن كعب  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قام موسى  خطيبا في بني إسرائيل  فقيل له أي الناس أعلم قال أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه وأوحى إليه بلى عبد من عبادي بمجمع البحرين  هو أعلم منك قال أي رب كيف السبيل إليه قال تأخذ حوتا في مكتل فحيثما فقدت الحوت فاتبعه قال فخرج موسى  ومعه فتاه يوشع بن نون  ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها قال فوضع موسى  رأسه فنام قال  سفيان  وفي حديث غير عمرو  قال وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين قال فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ موسى  قال لفتاه آتنا غداءنا  الآية قال ولم يجد النصب حتى جاوز ما أمر به قال له فتاه يوشع بن نون  أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت  الآية قال فرجعا يقصان في آثارهما فوجدا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان لفتاه عجبا وللحوت سربا قال فلما انتهيا إلى الصخرة إذ هما برجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى  قال وأنى بأرضك السلام فقال أنا موسى  قال موسى  بني إسرائيل  قال نعم قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال له الخضر  يا موسى  إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه قال بل أتبعك قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا  فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهم سفينة فعرف الخضر  فحملوهم في سفينتهم بغير نول يقول بغير أجر فركبا السفينة قال ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر  لموسى  ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم يفجأ موسى  إذ عمد الخضر  إلى قدوم فخرق السفينة فقال له موسى  قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت  الآية فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر  برأسه فقطعه قال له موسى  أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا إلى قوله فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض  فقال بيده هكذا فأقامه فقال له موسى  إنا دخلنا هذه القرية فلم يضيفونا ولم يطعمونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددنا أن موسى  صبر حتى يقص علينا من أمرهما قال وكان ابن عباس  يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا      	
		 [ ص: 277 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					